معركة الرعب الجديدة
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
24 أبريل 2025مـ – 26 شوال 1446هـ
بقلم// صفاء فايع
في السابع من أكتوبر، ومع انطلاق طوفان الأقصى، تجلى موقف الشعب اليمني الأصيل بوضوح، مسطرًا صفحة جديدة في سجل التضامن العربي والإسلامي. لم يتردد اليمنيون، رغم ما يواجهونه من تحديات وصعاب، في إعلان مساندتهم المطلقة لغزة وأهلها، معتبرين قضية فلسطين قضيتهم، وعدوها عدوهم. خرجت المسيرات الحاشدة في المدن اليمنية، تعبر عن الغضب العارم تجاه العدوان الصهيوني، وتؤكد على وحدة المصير بين اليمن وفلسطين.
سرعان ما تحول هذا الدعم الشعبي إلى فعل ملموس، حيث أعلن اليمن عن دخوله المعركة بصلابة وعزيمة، فكان الرد اليمني مدويًا، موجعًا للكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، استهدفت الصواريخ والمسيرات اليمنية أهدافًا حساسة في العمق الإسرائيلي، مُحدثة شللًا في حركته ومُوقعة خسائر فادحة، لم تستطع القبة الحديدية ولا غيرها من منظومات الدفاع الجوي اعتراض هذه الصواريخ المتطورة، التي وصلت إلى أهدافها بدقة عالية، مُثبتةً بذلك تطور القدرات العسكرية اليمنية.
لم يرق هذا الموقف الشجاع لخصوم الأمة، فتكالبت قوى الشر على اليمن، مُشنة غارات جوية استهدفت المدنيين الأبرياء، لم تراعِ هذه الضربات حرمة المقابر ولا التجمعات القبلية ولا الأسواق الشعبية، لتسقط عشرات الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، كان الهدف واضحًا: ثني اليمن عن موقفه الداعم لغزة، وكسر إرادته الصلبة.
لكن الله كان ناصرًا لعباده المؤمنين، ففي ساحة المعركة، تجلت آيات العون الإلهي وأصبح جليا للجميع كيف أصبحت المعركة الجديدة (بين صنعاء وتل أبيب) وكيف أن قوة الله هي من تتحكم بخيوط المعركة وتحسمها لصالح أولياء الله رغم كل ما يظن العدو أنه قد حققه.
الميدان يقول أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من إسقاط ما لا يقل عن 22 طائرة استطلاع أمريكية متطورة من طراز MQ9، في إشارة واضحة إلى القدرة على مواجهة أعتى التقنيات العسكرية، والأكثر من ذلك، وصلت الصواريخ الباليستية اليمنية إلى عمق الكيان الصهيوني دون أن تتمكن الرادارات من رصدها قبل فوات الأوان، مُحدثة دويًا هز أركان دولتهم المزعومة.
ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، تلقت البارجة الأمريكية “ترومان”، وهي من أضخم حاملات الطائرات في العالم، ضربة موجعة أجبرتها على التراجع لمسافة تقدر بـ 800 كيلومتر عن مسرح العمليات، ما يعكس حجم التأثير الذي أحدثته القدرات اليمنية، وفي ختام المشهد، اشتعلت الحرائق الإلهية الهائلة في مناطق متفرقة من الكيان الصهيوني، حرائق عجزت عن إخمادها حتى الآن، لتضيف بعدًا آخر لمعاناة هذا الكيان المعتدي.
إن ما يقوم به اليمن اليوم ليس مجرد دعم عابر، بل هو جهاد مقدس في سبيل نصرة الحق والمظلومين، إنها معركة وعي وإرادة، تثبت للعالم أجمع أن هناك قوى حية في هذه الأمة لا يمكن كسرها أو ترويضها، وأن نصر الله قريب للمؤمنين الصادقين.