السفير صبري: أمريكا لم تعد قادرة على حماية كيان العدو وهذا يعزز القضية الفلسطينية والردع العربي
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
24 أبريل 2025مـ – 26 شوال 1446هـ
وصف السفير في وزارة الخارجية بصنعاء عبد الله علي صبري فشل العدوان الأمريكي على اليمن “بالاستراتيجي”، مشيراً إلى أن الدول الكبرى تراقب الأداء العسكري الأمريكي وتقيم مدى قوة أمريكا.
وأشار السفير صبري في مداخلة له على قناة المسيرة لتحليل خطاب السيد القائد اليوم الخميس إلى أن العدو الأمريكي لم يعد ذلك “البعبع” المخيف لدول العالم، مؤكداً أن أمريكا لم تعد قادرة على حماية كيان العدو الإسرائيلي، وهو ما يعزز القضية الفلسطينية والردع العربي، ويعزز دور وحدة الساحات، ويعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها، كما يضع كيان العدو في زاوية فقدان الحماية الأمريكية.
ولفت إلى أنه في حال فشلت القدرات الأمريكية، فإن خيار الردع النووي لن يكون حكراً عليها، بل هناك قوى أخرى تمتلك هذه القدرة الرادعة، مؤكداً أن هناك تغيرات دولية تبنى على شواهد وأحداث تعيد تموضع القوى، كما حدث في نهايات الحربين العالميتين.
ورأى أنه إذا استفادت الدول العربية من هذا التحول، فسيكون هناك توازنات عربية أمام ما حققه اليمن من عملياته المساندة لغزة.
وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة أشار صبري إلى أن ما يرتكبه كيان العدو من جرائم وحرب وإبادة جماعية في غزة، وتدمير شامل للحياة وتشديد الحصار، يضع المقاومة الفلسطينية وحدها في مواجهة غير متكافئة، مما يستدعي ضرورة وجود جبهات إسناد عربية، مشيراً إلى أن ثبات موقف الجبهة اليمنية ينطلق من هذا الإدراك العميق للمسؤولية.
ووصف الصبري العدوان الإسرائيلي بأنه مدعوم بغطاء أمريكي سياسي وعسكري ولوجستي وغطاء غربي، مؤكداً أنه لولا هذا الدعم والخذلان العربي لما استمر الاحتلال في جرائمه بحق الفلسطينيين، متطرقاً إلى تأكيد السيد القائد على أن ثبات الموقف اليمني يأتي في هذا السياق، منتقداً في الوقت ذاته تجاهل قضية الأسرى الفلسطينيين بينما يتم تضخيم قضية أسرى جيش العدو الإسرائيلي.
وشدد على أن المقدسات الإسلامية تمثل خطاً أحمر للشعوب العربية، لكن تراجع الاهتمام العربي أدى إلى تضاؤل مكانة المسجد الأقصى في الوعي العربي، وهو ما يشجع الاحتلال على تنفيذ طقوس استفزازية، منتقداً حالة الخنوع التي تسود الأنظمة العربية تجاه ما يجري في فلسطين، مؤكداً أنه لو كانت هناك استجابة حقيقية لتغير الواقع.
وأشار إلى أن خروج مصر من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي لم يجدِ نفعاً، وأن الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال، الذي يصل إلى حد اعتباره الولاية الـ 51، يقابله تعامل عربي مع أمريكا باعتبارها قوة لا تقهر، وهو ما أوصل العرب إلى حالة الهوان والتخاذل.
ورأى صبري أن العرب، بوحدة الموقف وتفعيل الأوراق الاقتصادية والتحالفات، قادرون على أن يكونوا رقماً وازناً في المعادلات الدولية، معتبراً أن اليمن يلعب اليوم دوراً مؤثراً في هذه المعادلات، بينما يتراجع دور دول أخرى مخترقة بأنظمة مرتبطة بالمخابرات الصهيونية والأمريكية.
وفي سياق المقاومة، أشاد صبري بنموذج حزب الله في مواجهة الاحتلال واسترداد جنوب لبنان بالقوة العسكرية، لكنه أعرب عن أسفه للمؤامرات التي تستهدف نزع سلاح الحزب في الداخل اللبناني، محذراً من أن ذلك سيجعل لبنان في “حظيرة الكيان الصهيوني”، كما انتقد المؤامرات التي تستهدف الجيوش العربية وتدمير أسلحتها، كما حدث في سوريا، محذراً من تداعيات تجريد الأمة من السلاح.
وتطرق إلى الوضع في سوريا، مشيراً إلى انكشاف الجماعات المسلحة وعدم السماح لها بالتسلح، وتوقع اقتسام الكعكة السورية بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي، بينما تواجه ما تسمى بحكومة الجولاني مأزقاً سياسياً قد يجبرها على الاعتراف بالاحتلال.
وانتقد الخلل في النظام العربي الإقليمي، مستشهداً بتصريحات محمود عباس الأخيرة، لكنه أكد أن الموقف اليمني يمثل أنموذجاً مغايراً، ينطلق من منطلق إيماني وديني بعيداً عن المنظومة العربية الحالية.