الخبر وما وراء الخبر

الرئيس المشاط لـ ترامب: سنرى لمَن الخزي.. النهايات بيد الله

29

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
20 أبريل 2025مـ – 22 شوال 1446هـ

في الجزء الأعمق من خطابه، وجّه الرئيسُ مهدي المشاط رسائلَ غيرَ تقليدية، تتخطى جُدرانَ القاعات الرسمية لتطرق أبواب الشعب الأمريكي مباشرة.

الرئيس المشاط مخاطبًا من وصفه بـ”القاتل المستتر خلف الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة” –دونالد ترامب– بشكلٍ صريحٍ وقاطع، حملت كُـلَّ مضامين التحدي والإباء، وناعتًا له بأشنع عبارات الازدراء.

الرسالة إلى “ترامب”، مفادُها أن لا حصانة للطغاة، “إذا كنت تظن أن اليمن سيبقى حقلًا لتجاربك وجنونك السياسي.. فأنت واهم”، هكذا جاء مضمونُ الرسالة الضمنية والمباشرة في آن.

الرئيس المشاط وضع ترامب في صُلب الاتّهام؛ باعتبَاره الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية العدوانية، القديمة والمتجددة، التي أعادت إشعال حرب واسعة على اليمن، ولا تزال تدعم حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة.

الرسالة تجزم -بحسب مراقبين- بأن الدم اليمني لن يُنسى بالتقادم، وأن الرد قادم، ولا حصانة للزعامات السياسية الأمريكية التي تتخذ من قتل الأبرياء وسيلةً لحشد الأصوات، وكأن الرئيس المشاط أراد أن يقول: إن “تكرار سيناريوهات الغطرسة سيكلّفكم أكثر مما تتخيلون”.

وقال مطمئنًا الشعب اليمني: “لدينا الإجراءات اللازمة لإيقاف العقوبات الأمريكية السخيفة وغير القانونية على بلدنا”، وكاشفًا عن مركز عملياتي جديد يعنى بالتعامل الاستراتيجي مع العقوبات الأمريكية، مُشيرًا إلى أن “مركز العمليات الإنساني سيعلن قائمة بشركات الأسلحة والنفط الأمريكية التي تشملها العقوبات اليمنية”.

وتحدث الرئيس المشاط إلى الشعب الأمريكي، بخطابٍ صادم في صراحته؛ إذ وجّه كلماته إلى المواطن الأمريكي: “أنتم من يدفع ثمن المغامرات. أنتم من يموت جنودكم في بحار العرب. أنتم من تستنزفون أموالكم في حروبٍ لا ناقة لكم فيها ولا جمل”.

وقال مخاطبًا الشعب الأمريكي: “ترامب جلب لكم الخزي والعار والخسارة مقابل لا شيء. المجرم الأحمق ترامب أحرق كُـلّ الأوراق الأمريكية المتمثلة بحاملات الطائرات والقاذفة الاستراتيجية والمنظومة الكهرومغناطيسية”.

رسالة لم تكن خطابًا تعبويًّا، بل محاولة اقتحام جدار الإعلام الأمريكي الصهيوني المضلل، الذي يُخفي حقيقة ما يحدث في اليمن وفلسطين، ومن حق المواطن الأمريكي أن يعرف أن بلاده تُمارِسُ الإرهاب لا تصدّه، وأن الجيش الأمريكي لم يأتِ “للدفاع عن الحريات” بل لقصف موانئ ومشافٍ يمنية، وأن صنعاء تعرف كيف تميز بين الشعوب المغلوبة على أمرها وبين من يمسك الزناد.

خطاب سيادي عالمي، يؤكّـد فيه الرئيس المشاط أن ما يقوم به الأمريكي إسنادًا للمجرم الصهيوني “ليس حربًا على اليمن.. بل على كرامة كُـلّ أُمَّـة حرة”، لم يكن يخاطب الداخل اليمني فقط، بل للعالم بأسره، راسمًا صورة اليمن كصخرةٍ تتحطم عليها كُـلّ مشاريع الهيمنة، ويُذكّر بأن: “أمريكا التي فشلت في أفغانستان، لن تنجحَ في كسر إرادَة اليمن”.

“من صنعاء الحرة، نقول لأمريكا: لسنا كما دول استبيحت سابقًا، ولسنا ساحة اختبار جديدة. نحن اليمن. أرض الصبر والسيف. وأيادينا طويلة. وأرواحنا لا تخاف الموت”.. بهكذا حزمٍ وقراءة للنهايات يتحول خطاب المشاط من مُجَـرّد موقفٍ لسياسي، إلى بيانٍ ثوري شامل، يُحذّر، ويُحضّر، يعلن ويؤكّـد: أن معركةَ السيادة والتحرّر قد بدأت، وأن القادمَ لن يكونَ كما سبقَ.