دلالات استمرار الخروج المليوني المساند لغزة في صنعاء وعموم المحافظات
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
20 أبريل 2025مـ 22 شوال 1446هـ
تقرير || محمد ناصر حتروش
يتجدد الحضور المليوني يوم الجمعة، من كُـلّ أسبوع في مشهد يحمل الكثير من الرسائل والدلالات والتحدي للعدو الأمريكي الظالم.
الخروج ليس مُجَـرّد زحمة أقدام أَو تدفق ألوان، بل هو نبض جماعي ينبعث من أحشاء الأحرار، فالجموع تتدفق كسيل هادر إلى ساحات الحرية، وهم يحملون رسالة واضحة ومحدّدة للعدو مفادها [لن نسمح بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة] و[ولن نتخلى عن القيادة المساندة لغزة].
هو خروج لا يُكتب له انتهاء، إلا بوقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار على قطاع غزة، ووقف جرائم الإبادة في فلسطين المحتلّة، وهو هدف لا يُصاغ في فراغ، بل يُبنى بتضافر الأيادي وتوحد الرؤى، حَيثُ لا مكان للتخاذل، أَو الصمت، والقعود.
في خطابه الأسبوعي وصف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظُه الله- خروج الشعب اليمني في الساحات المناصرة لغزة بأنه مهم وعظيم ويحبط العدوّ.
وقال السيد القائد: إنَّ “العدوّ الأمريكي يتمنى أن يكسر ويحطِّم معنويات وإرادَة شعبنا العزيز”، مؤكّـدًا أن الخروج الواسع هو تضامن مهم، مؤثِّر، مفيد، وملهم للآخرين ليتحَرّكوا.
ويثير هذا الخروج انتباه العالم، الذين باتت أنظارهم شاخصة إلى هذا البلد العصي على الانكسار في مواجهة العدوان الأمريكي، والثابت في مساندته لغزة، والموجع لكيان العدوّ عبر عملياته العابرة للحدود.
وفي هذا الشأن، يؤكّـد مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم، أن الجماهير الشعبيّة المليونية في الساحات تجدد رسائلها الأسبوعية عن ثبات الموقف المناصر لغزة.
وأوضح في تصريح خاص لقناة المسيرة أن ساحات التظاهرات الجماهيرية في مختلف المحافظات اليمنية تعكس انسجام الموقف المساند لغزة بين الشعب والقيادة الثورية والسياسية، وكذا القوات المسلحة اليمنية.
وبيّن أنعم أن الخروج المليوني في الساحات أسبوعيًّا يأتي في سياق الاستجابة الدينية لقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَأثبتوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، مؤكّـدًا أن التجمهر في الساحات رغم القصف الأمريكي تحدٍّ واضح وصفعة مدوية للعدو الأمريكي الذي يسعى لردع اليمنيين عن موقفهم المناصر لغزة.
ويحاول العدوّ الأمريكي من خلال استهدافه للمدنيين والإمعان في قتلهم تخويف الشعب اليمني والضغط على القيادة للتراجع عن قراره العسكري الفاعل والمؤثر على العدوّ الصهيوني، غير أن التجمهر الشعبي الواسع في مئات الساحات اليمنية، والذي تزامن بعد يوم واحد من ارتكاب العدوّ الأمريكي جريمة مروعة في ميناء رأس عيسى؛ ما أَدَّى إلى سقوط 245 شهيدًا وجريحًا.
وفي هذه الجزئية يقول رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر: “على أمريكا أن تفكر ألف مرة وهي تواصل انجرارها مع “إسرائيل” من الفشل إلى الهزيمة في اليمن”.
ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس”: “على مرتزِقتهما في الداخل أن يفكروا مليون مرة قبل أن ينسفوا آخر الجسور لعودتهم إلى صوابهم ورشدهم”، مُشيرًا إلى أن تصاعد عنفوان الشعب اليمني مع فلسطين في وجه كُـلّ التحديات يترجمه خروجه المليوني في أكثر من (850) ساحة في صنعاء وسائر المحافظات في مسيرات: “ثابتون مع غزة في مواجهة التصعيد الأمريكي الإسرائيلي”.
انتصار أخلاقي
وبالرغم من أن ساحات التظاهر اليمنية تشهد حشدًا مليونيًّا متصاعدًا أسبوعيًّا منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أُكتوبر 2023م وحتى اللحظة، غير أن المشهد المليوني في جمعة الأمس كان لافتًا ومتميزًا واستثنائيًّا، وذلك لتزامنه مع الجريمة المروعة التي ارتكبها العدوّ الأمريكي بميناء رأس عيسى.
وحول هذا المشهد الأُسطوري يعلق مدير البرامج السياسية بقناة “المسيرة” حميد رزق قائلًا: “أوصلوها للعالم: بعد ساعات من استشهاد أكثر من 74 مدنيًّا منهم وإصابة العشرات في عدوان إسرائيلي أمريكي عليهم، خرج اليمنيون بكل هذا العنفوان لتأكيد تحديهم وثباتهم في مساندة غزة”.
ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس”: “من يمن فلسطين إلى شعوب الغرب:
رسالة شجاعة لا استكانة: كم يجب أن تقتل قنابلكم مدنيين في اليمن حتى تدركوا أنكم فشلتم وستفشلون في كسر إرادته ووقف إسناده لغزة؟”.
ويصف رزق المشهد المليوني الواسع في الساحات انتصاراً أخلاقيًّا “مليونيًّا” مشرفًا يسجله اليمنيون مع غزة بعنفوان غاضب وحضور كاسح في كُـلّ الساحات، معتبرًا الشعب اليمني صوت الحق والصدق والعزة الإيمانية في أُمَّـة تائهة وعالم منافق.
انتصار أخلاقي “مليوني” مشرّف يسجله اليمنيون مع غزة بعنفوان غاضب وحضور كاسح في كل الساحات.. هذا هو صوت الحق والصدق والعزة الإيمانية في أمة تائهة وعالم منافق
مليونية ” #ثابتون_مع_غزة في مواجهة التصعيد الأمريكي الإسرائيلي ” #صنعاء #ميدان_السبعين
ووفق محللين سياسيين وناشطين إعلاميين، فَــإنَّ تمادي العدوان الأمريكي في ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين وتعمده قصف المنشآت الخدمية والحيوية، سينعكس سلبًا على العدوّ الأمريكي، وذلك كونه يسهم في تصعيد العمليات العسكرية وتوسيعها ضد العدوّ الأمريكي، والتي تحظى بشعبيّة واسعة من قبل الشعب اليمني.
ويؤكّـدون أن غارات العدوان الأمريكي على البلاد تجعل الشعب اليمني أكثر غضبًا وحماسًا في مواجهة العدوان الأمريكي؛ الأمر الذي يجعلهم أكثر لحمة وصفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والثورية.
وفي هذا السياق، يؤكّـد الكاتب الصحفي علي جاحز، أن التجمهر المليوني الواسع في مئات الساحات اليمنية يعكس الغضب المدني تجاه العدوان الأمريكي.
ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس”: “إذا كان هذا الغضب المدني فقط، فكيف سيكون الغضب العسكري؟!”، مُشيرًا إلى أن أمريكا بعدوانها وجرائمها تحشد اليمنيين خلف السيد القائد وتعبئ الشعب اليمني غضبًا وثورة، مردفًا بالقول: “هكذا يخدمك عدوك من حَيثُ لا يشعر، والله غالب على أمره”.
وفي حين يصعد العدوّ الأمريكي من غاراته العدوانية على البلد مستهدفًا الأحياء السكنية والأعيان المدنية في مختلف المحافظات اليمنية، تمارس وسائل الإعلام الأمريكية وحلفاؤها سياسة التضليل، مدعية أنها تطال أهدافاً عسكرية ضد القوات المسلحة اليمنية، لتثبت مشاهد الأشلاء المتنافرة لمئات الشهداء والجرحى زيف ما تدعيه وسائل الإعلام الغربية.
وتعليقًا على ذلك، يؤكّـد الناشط السياسي إبراهيم الوريث، أن وسائل إعلام العدوّ الأمريكي والإسرائيلي والمنافقين العرب تروج الوهم وتحاول تصديقه.
ويوضح في تغريدة له على منصة “إكس” أنه منذ أشهر يعمل العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والمنافقون الأعراب بإعلامهم المتصهين على ثلاث أمور هي: هزيمة حزب الله، وخسارة المقاومة في فلسطين، وإحالة الحشد الشعبي العراقي، وهزيمة أمريكا لليمن وتدمير إيران.
ويشير إلى أن كُـلّ واعٍ ومؤمن يثق بالله يعلم أن هذا كذب ووهم، والواقع يبدده بعون الله
وتبقى ساحات التظاهر الأسبوعية واحتشاد الملايين من الجماهير هي الشاهد الأقوى والأعظم على ثبات اليمنيين في موقفهم المناصر لغزة، ليحافظ اليمن على تصدره للساحة العالمية بتمام موقفه المناصر لغزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظة.