الخبر وما وراء الخبر

الكشف عن إدارة لندن السرية للمكتب الصحفي للتكفيريين بسوريا

164

كشف تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” أن متعاقدين مع الحكومة البريطانية يديرون بشكل فعال المكتب الصحفي للعناصر التكفيرية، لكنهم يخفون أي علاقة للمملكة المتحدة.

وقالت الصحيفة إن الحكومة البريطانية تشن حرب معلومات في سوريا من خلال تمويل الحملات الإعلامية لبعض مجموعات التكفيريين، وهذا التزاما بما وصفه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بـ”الحرب الدعائية” ضد “داعش”.

وترمي الحملة إلى تعزيز سمعة ما تسميه الحكومة “المعارضة المسلحة المعتدلة”، وهو تحالف معقد ومتغير من الفصائل المسلحة. وأفاد التقرير بأن البت في أي الفصائل تستحق الدعم أمر محفوف بالمخاطر بالنسبة للحكومة البريطانية، لأن جماعات كثيرة أصبحت تميل، وعلى نحو متزايد، إلى التطرف خلال سنوات الحرب الخمس.وفقا للصحيفة.

وينتج المتعاقدون المستأجرون من وزارة الخارجية، ولكن تحت إشراف وزارة الدفاع، أشرطة الفيديو والصور والتقارير العسكرية والبث الإذاعي، ويطبعون المشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية بشعارات مجموعات من يسمون أنفسهم الثوار، ويديرون بشكل فعال المكتب الصحفي لمقاتلي المعارضة. وتعمم المواد في الإعلام العربي المرئي والمسموع وتنشر على الإنترنت مع إخفاء أي دليل على تورط الحكومة البريطانية.

وتستدرك الصحيفة قائلة إن أساليب “وحدة البحث والمعلومات والاتصال”، التي تخفي دور مشاركة الحكومة في هذه الحملة، قد تصيب بعض المسلمين بالصدمة وقد تقوض الثقة في برنامج مكافحة التشدد، الذي يواجه بالفعل انتقادات واسعة.

وكشفت الصحيفة أن جهود الدعاية في بريطانيا لمصلحة المعارضة السورية المسلحة بدأت بعد فشل الحكومة في إقناع البرلمان بدعم العمل العسكري ضد الرئيس الأسد. ذلك أنه في خريف عام 2013، شرعت المملكة المتحدة سرا في العمل على التأثير في مسار الحرب من خلال وضع تصورات لمقاتلي المعارضة.

وتظهر وثائق التعاقد التي اطلعت عليها صحيفة “الغارديان” أن الحكومة عرضت المشروع باعتباره وسيلة للحفاظ على موطئ قدم في سوريا إلى أن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني.

وقال مصدر بريطاني مطلع على ملف التعاقد إن الحكومة تدير أساسا “المكتب الصحفي لما يسمى بالجيش السوري الحر”. وقد تولى، لفترة وجيزة، متابعة مشروع التعاقد لدعم ماتسمى المعارضة المسلحة المعتدلة، ريجستر لاركن، مستشار في الاتصالات الدولية، وكان المشرف عليه عقيدا سابقا في الجيش البريطاني، والذي كان يعمل أيضا خبير الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الدفاع.

*وكالات