خبراء عسكريون: اليمن يُسقط الهيمنة الأمريكية ويُغيّر قواعد المعركة البحرية كلياً
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
19 أبريل 2025مـ – 21 شوال 1446هـ
في أعقاب إسقاط القوات المسلحة اليمنية لطائرة MQ9 الأمريكية، وما تضمنه بيانها، يرى خبراء ومحللون عسكريون أن هذه التطورات تحمل دلالات ورسائل هامة، وتُعيد تقييم فعالية الاستراتيجيات الأمريكية المتعاقبة تجاه اليمن.
ويتوقف الخبير والمحلل العسكري العميد عمر معربوني عند إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار من نوع MQ9 منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، مؤكداً أن هذا الأمر يحمل “الكثير من الرسائل والدلالات”.
ويوضح أن “الهدف الرئيس لأمريكا هو استهداف القدرات والقيادة اليمنية، ومنعها من مساندة المجاهدين في قطاع غزة”، لكنه يشدد على أن العمليات الأمريكية ضد اليمن في الفترة الأخيرة تؤكد أن “ترامب بكل المقاييس أفشل من بايدن”.
وفيما يتعلق بالطائرة MQ9 تحديداً، يربط معربوني بين نتائج الميدان ومهامها في “تقديم الدعم اللوجستي والتقني”، لافتاً إلى أنه وعلى الرغم من إمكاناتها الهائلة وتزويدها بأنظمة الذكاء الاصطناعي، إلا أنها “فشلت في تقديم أي نتائج لصالح العدوان الأمريكي”.
ويضيف: “نحن نتكلم عن حاملتي طائرات بما عليهما من طائرات جوية متقدمة تقدر بحوالي 180 طائرة، لكن مع ذلك، فإن النتائج تؤكد بأن ترامب أكثر فشلاً، على البعد الماضي ومستقبلاً”.
وبالانتقال إلى الاستراتيجية، يؤكد معربوني أن “اليمن غيرت قواعد المعركة البحرية كليًا، من خلال الضرب وقدرة التنفيذ فيما يرتبط بقواعد المعركة الحديثة”، موضحاً أن إسقاط طائرة متقدمة يؤدي إلى “خلل في منظومة المعركة على مستوى البعد المباشر، للتكتيك العملياتي، وعلى البعد الاستراتيجي”.
ويرى أن قدرة اليمن على “إحباط عمل حاملة الطائرات والسفن المرافقة لها” تحمل “بُعدًا استراتيجيًا كبيرًا”، يتمثل في “أنه يعطي متغيرًا كبيرًا في مفهوم المعركة، وطريقة إدارتها، واستخدام الأسلحة المرتبطة بها”.
وعلى المدى البعيد، يشير معربوني إلى أن اعتماد أمريكا على هيمنتها عبر حوالي 800 قاعدة حول العالم وقدرة أساطيلها يتأثر بشكل كبير عندما “تحيّد اليمن الأساطيل الأمريكية”، مما يشكل “أنموذجًا يُحتذى به للدول التي تعتبر أن أمريكا معادية لها، مثل روسيا والصين”.
ويكشف عن وجود “متابعة دقيقة من قبل روسيا والصين لما يفعله اليمن في هذه المعركة”، و”توجه جدي لتبني النظرية العسكرية اليمنية في هذا الشأن”، مما يحد من “قوة التصعيد” و”قوة الهيمنة”.
ويُضيف معربوني أن “المسألة الثانية التي تقلق الأمريكي كثيرًا في هذه المعركة، هي قاعدة أساسية مفادها: ‘أينما تصل نيرانك يصل تأثيرك'”، مشيرًا إلى أن صواريخ اليمن التي تصل إلى “المحيط الهندي والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وما بينهما”، تجعلها “مؤثرة في هذه المساحة التي تتجاوز مليون كيلومتر مربع”، مؤكدًا أن “اليمن غصبًا على الجميع، هو شريك في رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة”.
ويؤكد معربوني أن إسقاط المسيرات المتكرر يمثل “تراكمات كبيرة، خاصة على مستوى الهيبة والتكلفة”، ويطرح مسألة أكثر أهمية وهي أن “اليمن بات جزءًا لا يتجزأ من المعركة العالمية”، على الرغم من أن اليمن “يدافع عن أراضيه ويناصر فلسطين ولبنان”، إلا أنه “الآن أصبح يقود المعركة العالمية”.
اليمن يُسقط المكانة الأمريكية
من جانبه، يرى الخبير والمحلل العسكري حسان عليان أنه “أمام الموقف اليمني، باتت القوات البحرية الأمريكية، كحاملات الطائرات التي كانت تخيف العالم كله، تحظى بالهرب من الضربات اليمنية”.
ويضيف أن “العالم يسمع ويشاهد هذا التحدي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية، التي أسقطت المكانة البحرية الأمريكية، وأسقطت مكانة وقيمة أفخر المسيرات الأمريكية في أسواق العالم ومبيعات السلاح، بعد أن أسقطها اليمن”.
ويعتقد عليان أن “هناك خياراً واحداً أمام الأمريكي، هو وقف العدوان على غزة واليمن”، خاصة وأن ترامب “يدرك أن عملياته المستهدفة لليمن لم تؤثر في الموقف”.
ويلفت إلى أن الرئيس السابق بايدن “قدم كل ما لديه لمساندة كيان العدو، لكنه لم يستطع، بل وسّع عمليات اليمن الرادعة من أم الرشراش إلى حيفا، وأم السباع في استهداف القواعد العسكرية الاستراتيجية في نظر القوات الصهيونية والأمريكية”.
ويُشير عليان إلى “أن استمرار الموقف اليمني وتكثيف العمليات الأمريكية ضده يمثل خطراً في استنزاف الصواريخ الدقيقة لأمريكا، والتي هي غالية الثمن”، لافتاً إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يبدو أنهم يخشون من أن تقودهم اليمن إلى “حرب استنزاف لم تحقق نتائج ملموسة على الواقع الميداني”.
ويرى عليان أن الخروج الجماعي للملايين في الميادين يؤكد أن الرسالة الأبلغ لأمريكا وإسرائيل هي: “نحن قادمون، ولن ترهبنا الصواريخ”، منوهاً إلى أن اليمن، بربطه دماء شعبه بدماء غزة، يقدم أنموذجاً تحررياً يُلهم دول العالم المُقاومة.
تكشف الأحداث الأخيرة أن اليمن نجح في تحويل المعادلة العسكرية لصالحه، عبر ابتكار أساليب مواجهة غير تقليدية، بينما تواجه الولايات المتحدة أزمة مصداقية واستنزافاً اقتصادياً وعسكرياً.