السيد القائد يحذّر من دعوات نزع سلاح المقاومة ويؤكد: العدو الإسرائيلي هو من يجب أن يُنزع سلاحه
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
17 أبريل 2025مـ – 19 شوال 1446هـ
حذر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- من الدعوات المتصاعدة لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مؤكداً على حق الأمة والشعب الفلسطيني تحديداً في امتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم وأراضيهم ومقدساتهم.
وقال السيد القائد في خطابه اليوم، الذي تناول آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية :”نحن الأمة التي تحتاج للسلاح أكثر من أي أمة أخرى، وهذه الشعوب هي الأولى بأن يتوفر لها وسائل الحماية، والقوة لتدفع عن نفسها الخطر، والعدو الإسرائيلي هو من يجب أن يُسحب منه السلاح”، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني هو “الأحق والأولى بامتلاك السلاح للدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته”.
وأوضح أن “شعوبنا بحاجة ملحة وحاجة ضرورية إلى أن تمتلك إمكانات الردع والحماية”، متابعاً: “العدو الإسرائيلي هو المعتدي، من يقتل، ويحتل، وهو من يهجر، إذن شعوبنا هي من تحتاج لأن تمتلك أسلحة لتحمي نفسها، لتدافع عن نفسها، لتدافع عن نفسها من خطر عدو يقتل ويدمر، يحتل ينهب، يختطف، يمارس كل الوحشية والهمجية، ولهذا تمتلك الأمة إمكانات الحماية والدفاع”.
واستعرض السيد القائد تاريخًا من التخاذل عن تسليح الشعب الفلسطيني منذ بداية خطر العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أنه “لو اتجهت الحكومات والأنظمة والبلدان العربية، منذ بداية الخطر الإسرائيلي اليهودي على فلسطين، إلى التسليح الواسع للشعب الفلسطيني، والتدريب والتجهيز، والدعم والمساندة، لكان الوضع مختلفًا تمامًا”.
واستشهد بتجربة حزب الله كنموذج لأهمية “إمكانات الردع وإمكانات الحماية بوسائل القوة في مواجهة العدو”، مشيرًا إلى فاعلية المقاومة الفلسطينية في إعاقة أهداف الاحتلال رغم الإمكانات المحدودة.
وانتقد بشدة إلاستغفال العجيب جدًا، المطروح في الساحة العربية، والذي يطالب العرب والمسلمين بالتحديد بأن يكونوا مجردين من وسائل الدفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا.
وَاعتبرَ أنَّ تبنّي بعض الأنظمة العربية والأصوات لهذا الطرح “غير منطقيٍّ نهائيًّا” و”سخيفٌ بكلّ ما تعنيه الكلمة”، متسائلًا: “من الأولى بامتلاك السلاح؟ للحماية أم للدفاع؟ عن الأرض والعرض، والحقّ، من الأولى باعتباره صاحب الحقّ؟ وباعتباره المظلوم والمعتدى عليه، أن يمتلك السلاح للدفاع عن نفسه؟ الشعب الفلسطيني هو الأولى”.
وحذّر من “تصاعد الحديث عن مسألة نزع سلاح المقاومة، في فلسطين بقطاع غزة، وفي لبنان أيضًا”، معتبرًا أن تبنّي بعض الأنظمة العربية، والاصوات والجماعات لهذا الطرح الإسرائيليّ والأمريكيّ “شيء مؤسف جدًّا”، مؤكدًا أن ذلك سيحوّل الشعوب العربية إلى “مجرد خرفان، يُذبحها العدو في أيام أعياده ومناسباته وفي مختلف الأيام.
واستعرض السيد القائد تجارب تاريخية مريرة للشعب الفلسطيني بعد النكبة عام 1948 وسحب السلاح منهم، وما تلاها من نكسة عام 1967 ومجزرة صبرا وشاتيلا بعد تخلي منظمة التحرير عن سلاحها عام 1982، وصولًا إلى اتفاقية أوسلو ونزع سلاح حركة فتح، مؤكدًا أن النتيجة كانت “مؤامرات ومشاريع لتصفية الوجود الفلسطيني”.
وشدّد على أن “العدو الإسرائيلي هو الذي ينبغي ألا يُسلّح، ولا أن يمتلك السلاح، تسليحه هو الخطر، لأنه عدو ظالم، مجرم محتل، مغتصب، يستخدم أعتى السلاح، والقنابل على خيام النازحين القماشية، ويدمر المستشفيات، ويقتحم حضانات الأطفال الخدج والرجع في الحاضنات.
وتساءل باستنكار: “كيف تتحول المسألة الى ان يتم تسليحه العدو الإسرائيلي، بكل انواع السلاح، حتى السلاح النووي، وأن تكون مخازنه مليئة بكل انواع الذخائر والقذائف، ثم تحرم الشعوب المظلومة المعتدى عليها… من حق امتلاك السلاح!”
وأوضح أن المطالبة بنزع سلاح الشعوب المستهدفة “يعني أن تكون بلا حماية، أن تكون مستباحة، أن تقتل بكل بساطة، بدون ردة فعل”، وأكد أن هذه المسألة مهمة لكل المسلمين، مشيرا الى تجارب البوسنة والهرسك وميانمار كأمثلة على نتائج ترك الجهاد والتخلي عن القوة.
وتابع السيد القائد: “أي شعب مسلم يستباح ويقتل، لا يتدخل أحد، لا تفعل له الأمم المتحدة شيئا، ولا مجلس الأمن شيئا، أم الأوروبيون من اليهود والنصارى هم يبتهجون بذلك، إن لم يكونوا هم من يشاركون، أو يدعمون أو يتبنون، أو هو الذي يفعل”، وما حصل لأمتنا الإسلامية على أوطانها في فترة الاستعمار المباشر، ما فعلته فرنسا في الجزائر، وهي هذه الأيام تدخل في مضايقات وسياسات استفزازية ضد الشعب الجزائري.
كما استنكر تدخل فرنسا وسياساتها الاستفزازية ضد الشعب الجزائري، قائلاً: “ما فعلته فرنسا في الجزائر أمر فظيع جداً من الإجرام والطغيان والإبادة الجماعية، وما فعلته إسبانيا، وما فعلته إيطاليا، وما فعلته مختلف البلدان الأوروبية أثناء استعمارها واحتلالها لبلداننا الإسلامية.”
وجدد السيد القائد التأكيد على أن “نحن الأمة التي تحتاج للسلاح أكثر من أي أمة أخرى”، مطالباً الأنظمة العربية، بدلاً من التماهي مع الطرح الإسرائيلي والأمريكي، بالتحرك “في إطار مواقف عملية لمساندة الشعب الفلسطيني” على مختلف الأصعدة، سواء بالمواقف العسكرية أو بالمقاطعة السياسية والاقتصادية وفرض العزلة على الكيان الصهيوني.
ونصح بقوله: “بدلاً من أن تتماهى الأنظمة العربية مع الطرح الإسرائيلي والأمريكي، والأولويات الأمريكية والإسرائيلية، واجبها الإنساني والديني والأخلاقي أن تتحرك في إطار مواقف عملية لمساندة الشعب الفلسطيني.”
وتابع: “وإذا لم تتحرك على مستوى الموقف العسكري، فلتتحرك في بقية الخطوات، المقاطعة السياسية والاقتصادية، والعمل على كل الجبهات والميادين الأخرى، فكل خطوة عملية لها أثرها، بفرض العزلة السياسية على الكيان الصهيوني، والمقاطعة بكل أشكالها.”