صحيفة روسية: الغموض المعلوماتي لليمن يُرعب البنتاغون
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
16 أبريل 2025مـ – 18 شوال 1446هـ
كشفت صحيفة سفبودنيا بريسا الروسية في تقرير تحليلي عن تصاعد القلق داخل وزارة الدفاع الأميركية ازاء القدرات العسكرية المتعاظمة لليمن، معتبرة أن الترسانة الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تمتلكها لم تعد فقط تمثل تحديا مباشرًا للمصالح الأميركية بل أصبحت أيضاً لغزاً استخباراتيًا معقّدًا فشلت أبرز وكالات الاستخبارات الغربية في اختراقه.
وجاء في التقرير، الذي أعده الصحفي الروسي فيتالي أورلوف، أن وكالات استخبارات كـ”الـCIA”، و”الموساد” الإسرائيلي، و”MI6″ البريطاني، عجزت عن تحديد الحجم الحقيقي للقدرات التسليحية اليمنية أو مصادرها أو خطوط إمدادها، رغم مرور أكثر من عامين على بدء العمليات العسكرية الغربية المباشرة ضد اليمن.
وأشار أورلوف إلى أن الولايات المتحدة، ورغم تنفيذها مئات الضربات الجوية الموجهة، لم تنجح في تحييد أو تدمير البنية العسكرية لليمن بل على العكس، ازدادت الأخيرة فعالية وتمددًا منذ إعلانها دخول ساحة الصراع البحري بعد العدوان على غزة، حيث تمكنت من فرض معادلة ردع أجبرت السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية على مغادرة الممرات المائية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح التقرير أن ما يُقلق البنتاغون ليس فقط امتلاك الحركة لصواريخ مثل “قاهر-1” و”بركان-1″، بل ما يؤكده اليمنيون عن تطويرهم صواريخ مجنحة وأنظمة ساحلية متطورة محليًا، إلى جانب صواريخ متوسطة وبعيدة المدى بعضها مستند إلى نماذج سوفييتية قديمة.
كما بيّنت الصحيفة الروسية إعجابها بقدرة اليمنيين على إخفاء مواقع التصنيع والنقل، معتبرة أن الغموض المعلوماتي المحيط ببرنامجهم التسليحي يعطّل فعالية البنتاغون ويقوّض جهوده الاستخباراتية.
تحوّل استراتيجي وليس تسليحيًا فقط وأبرزت الصحيفة أن ما يزيد قلق واشنطن هو التحول المنهجي الذي شهدته حركة أنصار الله، من فصيل مسلّح إلى جيش شبه نظامي، يمتلك وحدات متخصصة، وقوات صاروخية، وبرية، ووحدات استطلاع إلكتروني، فضلًا عن تطوير طائرات بدون طيار متقدمة قد تفرض تغييرات مستقبلية في قواعد الاشتباك الإقليمي.
وتختتم الصحيفة الروسية تقريرها بالتأكيد أن أنصار الله لا يُرعبون واشنطن بسبب ما يمتلكونه، بل بسبب ما لا يُعرف عنهم، مشيرة إلى أن هذا “الفراغ المعلوماتي” يمثل فشلًا استخباراتيًا وعسكريًا خطيرًا، يجعل من الحركة اليمنية خصمًا لا يمكن الاستهانة به أو توقع ردوده بدقة، خصوصًا في ظل نجاحها في فرض خطوط حمراء جديدة في البحر الأحمر، دون أن تتمكن واشنطن من ردعها حتى الآن.