نتنياهو يقتل أسراه: فقدان الاتصال بالأسير “ألكسندر” يكشفُ الوجهَ الإجرامي للاحتلال
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
15 أبريل 2025مـ – 17 شوال 1446هـ
في تطوّرٍ لافتٍ يعكسُ وحشيةَ الاحتلال الإسرائيلي وانعدامَ مسؤوليته تجاه أسراه، أعلنت كتائب القسام، عن فقدان الاتصال بالمجموعة التي تأسر الجندي “عيدان ألكسندر”، بعد قصفٍ مباشر استهدف مكانَ وجوده داخل قطاع غزة.
المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المجاهد “أبو عبيدة”، أوضح في بيانٍ مقتضَبٍ عبر تطبيق “تلغرام” أن “المحاولة جاريةٌ للوصول إلى المجموعة”، مرجحًا “أن يكون جيش الاحتلال قد استهدف موقعَهم عمدًا”.
وَأَضَـافَ أن “تقديراتنا تشيرُ إلى أن الاحتلالَ يسعى للتخلُّص من عِبء مِلف الأسرى مزدوجي الجنسية، لمواصلة حربِ الإبادة ضد شعبنا دون عوائقَ”.
هذه التصريحات تلاها فاصلٌ إعلامي بثته القسام، وَجَّهت فيه رسالةً مباشرةً إلى أهالي الأسرى الصهاينة جاء فيها: “كونوا مستعدِّين، قريبًا سيعودُ أبناؤكم في توابيتَ سوداءَ”، في تعبيرٍ صادِمٍ يحملُ دلالاتٍ إنسانيةً وأمنية وسياسية بالغة الحساسية والتأثير.
“الجندي الوحيد”: بين التجنيد الأيديولوجي والتصفية السياسية
“عيدان ألكسندر” (21 عامًا) يحملُ الجنسيةَ الأمريكية، وقد تطوَّع في صفوف جيش الاحتلال عام 2021م، ضمنَ لواء “جولاني”، رغم أنه ليس له أيَّ أقارب من الدرجة الأولى داخلَ الكيان، ما جعله يُصنَّفُ كـ”جندي وحيد”.
وأُسِرَ “ألكسندر” خلال هجومٍ نفَّذته كتائب القسام في معركة “طوفان الأقصى” في الـ 7 من أُكتوبر 2023م، “يوم العبور العظيم” على نقطة تفتيشِ “كيسوفيم”.
ومنذ أسره، ظهر “ألكسندر” في تسجيلاتٍ مصورة عدة نشرتها القسام، تحدث خلالها باكيًا وبلغةٍ يائسةٍ ومهزومة عن معاناته، متهمًا حكومة “نتنياهو بالتخلي عنه وعن زملائه الأسرى الصهاينة”.
وفي مارس الماضي، وافقت حماس على عرض لإطلاق سراحه مع رفات أربعة آخرين من حَمَلَةِ الجنسيات المزدوجة، إلا أن الاحتلال لم يُبدِ جدية في تنفيذ الصفقة التي أفشلها نتنياهو جناح القتلة باسم التوراة في ائتلافه الحكومي.
مسؤولية نتنياهو المباشرة:
يؤكّـد مراقبون أن حكومةَ الكيان بقيادة “نتنياهو” تتعمد إفشالَ أي مسارٍ تفاوضي حقيقي، وتستخدم مِلَفَّ الأسرى أدَاةً إعلاميةً فقط، لتمرير عدوانها على قطاع غزة وإطالة أَمَدِ الحرب.
فِقدانُ الاتصال بآسري “ألكسندر”، وتزامنه مع تكثيف القصف على مناطقَ يُعتقَدُ بوجود أسرى فيها، يعزز فرضيةَ أن “نتنياهو قد اختار تصفيةَ أسراه بدلًا عن التفاوض عليهم”، وفق تعبير أحد المحللين.
ووسط هذه التطورات، دعت هيئةُ عائلات الأسرى الصهاينة إلى عقد اجتماع عاجل مع رئيس الحكومة ووزراء “الكابينت” الصهيوني؛ للمطالبة بكشف مصير المفاوضات، ومستقبل الأسرى.
فيما تؤكّـد حماس أنها لن تقبلَ بأي عرض لا يتضمَّنُ وقفًا شاملًا للعدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
التضليل الإسرائيلي.. سياسةٌ للهروب من المأزِق:
في المقابل، تستمرُّ حكومةُ الكيان الإسرائيلي في ترويج سردية كاذبة بأن تعنت المقاومة هو ما يعرقلُ صفقة التبادل، رغم أن الوقائعَ تؤكّـد أن المقاومة قدمت مرونةً سياسية، فيما يصر الاحتلالُ على المراوغة.
ووَفْــقًا لتقاريرَ إعلامية، بينها تقرير لـ “بي بي سي” البريطانية، أشار إلى أن حماس رفضت العرضَ الإسرائيلي الأخير؛ لأَنَّه لا يتضمَّنُ أيَّ التزام بإنهاء الحرب، وهو شرط تعتبره تقاريرُ هذه الوسيلة “منطقيًّا وإنسانيًّا “.
في سياقٍ متصل، يعتقدُ خبراءُ ومحللون عسكريون أن زيارة “نتنياهو برفقة وزير الحرب كاتس” إلى شمالي القطاع اليوم، أنها تمهيدٌ لتصعيدٍ جديد، قد يشمل محاولاتٍ لإنهاء مِلَفِّ الأسرى بالقوة النارية، لا بالحكمة السياسية.
ويخشى الخبراءُ أن يكون مصيرُ “عيدان ألكسندر” مقدِّمةً لمصائر مشابهة لأسرى آخرين، في ظل تغوُّلِ حكومة الاحتلال الصهيونية اليمينية المتطرفة.
وإذا ثبتت وفاةُ “ألكسندر” -بحسب الخبراء- فَــإنَّ المسؤولَ الأولَ والأخيرَ سيكون “بنيامين نتنياهو”، الذي أدارَ مِلفَّ الأسرى كأدَاة دعايةٍ داخلية، دون اعتبارٍ لحياة جنوده، وهو بذلك لا يُمعِنُ فقط في قتل الفلسطينيين، بل لا يتردّدُ في تصفية جنوده إن تعارض ذلك مع مشروعِه السياسي والتجاري.
وفي وقتٍ تتقلَّبُ فيه غزةُ فوق حمم البركان، وتُحتجَزُ فيه المفاوضات داخل الأروقة المظلمة، يبقى صوتُ الأسرى وأهاليهم -من كلا الطرفين- هو الصوتَ الحقيقيَّ للحقيقة، والمأساة، والمطالبة بوقف آلة الموت والإبادة الصهيونية.