الخبر وما وراء الخبر

خبراء ومحلّلون فلسطينيون لـ “المسيرة”: نزع سلاح المقاومة ليس موضعَ تفاوض

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
15 أبريل 2025مـ – 17 شوال 1446هـ

تقريــر || محمد الكامل

يسعى العدوّ الصهيوني لتجريد المقاومة الفلسطينية من أوراق قوتها، من خلال الاشتراطات التعجيزية التي وضعها المجرم نتنياهو في ما يُسمى بمفاوضات القاهرة بين العدوّ الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.

وأثار طرح بند نزع سلاح المقاومة في مقترح الهدنة الذي نقلته الوساطة المصرية موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية والشعبيّة الفلسطينية، بعد أن تبيّن أنه يتضمن شروطًا تقضي بتسليم الأسرى، أحياءً وأمواتًا، مقابل تهدئة مؤقتة لمدة 45 يومًا، مع اشتراط التفاوض على نزع سلاح المقاومة كشرط لاستمرار وقف العدوان الصهيوني على غزة.

وقال قيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”: إن اشتراط العدوّ الصهيوني انسحاب المقاومة من غزة، إلى جانب نزع سلاحها، هو مخطّط أمريكي يهدف إلى سحب ورقة المحتجزين من يد المقاومة، تمهيدًا لتنفيذ مخطّط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتفريغ غزة وتهجير سكانها بالكامل.

وأوضح أن العدوّ يراوغ ويقامر في مِلف الأسرى، لعلمه بحجم الضغوط الداخلية التي يواجهها على مستوى الداخل الإسرائيلي.

وعلى صعيد متصل، أكّـد الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمرو، أن المجرم نتنياهو لا يريد إنهاء العدوان على غزة، ولذلك لجأ إلى هذه الاشتراطات التي يدرك أن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها لن توافق عليها، خَاصَّة ما يتعلق بمقترح نزع سلاح المقاومة.

وَأَضَـافَ، خلال لقاء له على قناة “المسيرة”، أن نتنياهو يسعى إلى القضاء على حركة “حماس” من خلال وضع العربة أمام الحصان، باشتراطه نزع سلاح المقاومة، وهو يدرك تمامًا أن المقاومة، والشعب الفلسطيني، والجميع، سيرفضون هذا المقترح جملةً وتفصيلًا.

وأوضح أن نتنياهو، في حال رفضت “حماس” بند نزع السلاح، سيلقي باللائمة على المقاومة، متهمًا إياها بأنها السبب في استمرار العدوان الصهيوني على غزة، وأنها تعرقل أية محاولة لوقف إطلاق النار.

وتابع قائلًا: “وإذا افترضنا موافقة حركة المقاومة (حماس) على نزع السلاح، فَــإنَّ نتنياهو يكون بذلك قد قضى على ما يُعرف بوجود المقاومة والقضية الفلسطينية برمتها، محقّقا بذلك جميع مخطّطاته بضربة واحدة”.

وأشَارَ إلى أنه لا يمكن لأي عاقل وضع سلاح المقاومة موضع نقاش وتفاوض نهائيًّا، متسائلًا: كيف قبل الوسيط المصري أن ينقل هذا البند والاشتراط الصهيوني بنزع سلاح المقاومة مقابل وقف العدوان “الإسرائيلي” على القطاع؟ يجب على الجميع أن يفهم أن نزع سلاح المقاومة مرفوض وليس موضع نقاش على الإطلاق.

من جانبه، يتفق الخبير بشؤون العدوّ الإسرائيلي راسم عبيدات، مع المحلل السياسي العمرو في أن المجرم نتنياهو لا يريد إنهاء العدوان العسكري الأخير على غزة، ويسعى إلى تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية فشل المفاوضات أمام الداخل الفلسطيني والمجتمع الدولي عُمُـومًا.

ويضيف، خلال لقاء له على قناة “المسيرة”، أن ما يسمى بالوسيط العربي، سواء مصر أَو القاهرة، إلى جانب النظام العربي الرسمي ككل، شمر بين قوسين عن قفاه، متخليًا عن كُـلّ أوراق الضغط التي يمكن أن يستخدمها في حماية القضية الفلسطينية.

ويوضح أن العدوّ الصهيوني والأمريكي يسعى إلى تجريد المقاومة الفلسطينية من أوراق قوتها، مؤكّـدًا أن المقاومة إذَا ما تخلت عن سلاحها تحت أي ظرف؛ فَــإنَّها تحكم على نفسها بالموت.

ويؤكّـد أنه خلال الـ 76 عامًا، والإجرام والعدوان الصهيوني يمارس في فلسطين على مرأى ومسمع من العالم، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بكل قراراته كان متحيزًا للصهاينة، ولم يقم بإزالة أي طوبة أَو حجر لمستوطنة صهيونية واحدة في فلسطين المحتلّة، مُضيفًا أن الحل هو في المقاومة وسلاحها.