الخبر وما وراء الخبر

طوبى لأهل اليمن شرف الجهاد في سبيل الله

4

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
12 أبريل 2025مـ – 14 شوال 1446هـ

بقلم// د.تقية فضائل

عندما يبلغ الظلم ذروته ويفسد المجرمون الساديون المعتوهون في الأرض أيما إفساد ، فيزهقون الأرواح البريئة بالآلاف ويقتلون الناس من أجل القتل نفسه ؛ فتسيل دماء الأبرياء أنهارا وتتطاير أشلاؤهم في الجو تطاير الغبار ، ويهلكون الحرث والنسل ويدمرون مصالح الناس من البيوت والمستشفيات والمدارس و المزارع . فيسيطر الخوف على معظم الدول فلاتحرك ساكنا وتظل تراقب ما يحدث من بعيد؛ خشية أن يصيبها ما أصاب المستضعفين المغلوبين على أمرهم ، بل قد يسارع المنافقون إلى صف الطغاة ويساندونهم بكل وقاحة ضد المستضعفين المظلومين متناسين أمر الله بألا يركنوا للذين ظلموا فيصيبهم ما أصابهم؛ هنا يأتي اللطف الإلهي بقوم يحبهم و يحبونه ، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، لا يخافون في الله لومة لائم ، يهبون كالأسود الضارية على الطغاة الظلمة ، لا يهمهم أيقعون على الموت أم يقع الموت عليهم ، واثقبن بوعد الله ونصره وعدله لا يهمهم سخرية الساخرين ولا تثبيط المنافقين ، ولا كيد الحاقدين، ولا يعتذرون بقلة المال و العدة و العتاد ، وسوء الأحوال ، وكثرة ما نالهم وينالهم من أذى المستكبرين من حصار ودمار وقتل .

هؤلاء هم أهل اليمن من ارتضوا ثقافة القرآن نهجا وطريقا ، وتولوا من أمرهم الله أن يتولوه سليل بيت النبوة التقي النقي الطاهر الورع ، الذي سار بهم على خطا جده الرسول الأعظم والإمام علي _ عليه السلام _ رافعين راية الجهاد ، يضربون فوق أعناق الكفار ويضربون منهم كل بنان يقيمون القصاص العادل على المجرمين العالميين وينكلون بهم. استجابة لقوله تعالى ” إنما جزاء الذين يفسدون في الأرض أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض “، ولم يردعهم أو يخيفهم تهديد أو تكالب القريب والبعيد بل يزدادون إيمانا وثباتا وصمودا فينطبق عليهم قوله تعالى:
” الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ”
وهم على يقين من عظيم الأجر والثواب الذي وعدهم ربهم به على ثباتهم وإيمانهم كما قال تعالى:
“فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم”

ووقوفهم ليس فقط بضرباتهم الحيدرية بل بخروجهم في الساحات مفوضين لقائدهم و مسلمين له ولسان حالهم يقول امض بنا على بركة الله و بيض الله وجهك _ يا سبط رسول الله _ كما بيضت وجوهنا ، متناسين ما يعانونه من ظلم وقهر وحصار وتردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية ، وهذا هو خلقهم الذي أخبرنا عنه عز وجل في قوله “و يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” كيف لا وهم من قال عنهم الحبيب المصطفي إنهم كالسحب المرسلة و خير أهل الأرض ، و من عندهم نفس الرحمن لأنهم من ينفسون كروب الأمة ، وهم من يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع ، هم الأنصار والسدد والمدد لهذا الدين ولأهله ،أهل الإيمان والحكمة والفقه والأمانة

طوبى لأهل اليمن الاستبدال وطوبى لهم الاصطفاء ، ونسأل الله الثبات والصبر .