مِنصةُ شحن بحري أمريكية تعترفُ بهزيمة واشنطن وحلفائها أمام اليمن وتدعو لتحريك المرتزِقة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
8 أبريل 2025مـ – 10 شوال 1446هـ
أكّـدت مِنصَّةُ شحن بحري أمريكية، عَجْــزَ الولايات المتحدة وحلفِها السعوديّ الإماراتي وحتى الغربي، عن ثَنْيِ الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني، أَو على الأقل وضع حَــدّ للعمليات اليمنية البحرية.
وفي تقرير لمنصة “maritime-executive” المتخصصة في الشحن البحري، والتي تتخذ من ولاية “فلوريدا” الأمريكية مقرًّا لها، أكّـدت فيه أن التحالف السعوديّ الإماراتي لم ينجح قط في قلب موازين الأمور، أَو تحييد قدرة من أسمتهم “الحوثيين” على إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، أَو دفعهم إلى التراجع، في إشارة إلى الفشل الأمريكي الخليجي عن تمرير أجنداتهم العسكرية وحتى الدبلوماسية الرامية لإعادة اليمن إلى ما كان عليه “تحت الهيمنة الأمريكية السعوديّة”، كما أن هذه التأكيدات تكشف الإقرار الدولي الواسع بالهزيمة الأمريكية البحرية على أيدي القوات المسلحة اليمنية.
وواصلت المنصة الأمريكية حديثها عن عجز واشنطن وأدواتها بالقول: “لا توجد هناك فعالية للقوة الجوية للتحالف، إلى جانب عجز قواته البرية عن إحراز تقدم في أصعب التضاريس”، معترفةً بالعجز الاستخباري الأمريكي.
وأشَارَت إلى أن قدرات القوات المسلحة اليمنية على إطلاق الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية والمجنَّحة “تستندُ على ترسانةٍ قوية بشكل مدهش”، لافتةً إلى أن “مِن هذه الأسلحة تم بناؤها خلالَ الفترةِ التي سبقت الحرب”.
وعرَّجت على التطوُّر الصاروخي الكبير بقولها: “كانوا يتباهون بثلاثة ألوية صواريخ أرض – أرض متمركزة في مجمعات كهوف حول صنعاء، وبعض صواريخ سكود وصواريخ إس إس-21 المتنقلة، واليوم نرى أن لديهم بنية صاروخية كبيرة”، في إشارة إلى المخزون الصاروخي اليمني الكبير الذي ظهر خلال معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس).
وأضافت في هذا السياق أن من أسمتهم الحوثيين “طوَّروا بنية تحتية وقدرة تقنية لدعم هذه القوة”، معترفة بالاكتفاء الذاتي اليمني من الصواريخ والمسيَّرات، وهو ما ينسفُ المزاعمَ الأمريكيةَ بشأن السردية المملة التي تسعى للتخفيفِ من حدة الهزيمةِ بتقديم حديث عن دعم إيراني لليمن، رغم النفي الإيراني المتكرّر، والاعتراف الدولي الواسع بشأن استقلالية القدرات والقوات والقرارات اليمنية.
وأكّـدت المِنصة البحرية أن العدوانَ السعوديّ الأمريكي عاد بنتائجَ عكسيةٍ على الرياض وواشنطن وحلفائهما، مشيرةً إلى أن العدوان الذي شن على اليمن في العام 2015م لم يسهم في تدمير القوة الصاروخية لدى اليمنيين، بل على العكس صار من أسمتهم “الحوثيين” يتمتعون بقدراتٍ صاروخية يرى الجميعُ حجمَ قوتها.
ونوّهت إلى أن العمليات اليمنية في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدَّس) فاقمت الفشل الأمريكية وضاعفت القدرات الصاروخية اليمنية.
وقالت في هذا الصدد: إن من أسمتهم “الحوثيين” “خرجوا عن نطاق السيطرة عندما بدأوا هجماتهم في البحر الأحمر”، مضيفةً “تتفاقم صعوبة التعامل مع هذا التهديد؛ بسَببِ طبيعة الخصم”، في إشارة إلى القدرات اليمنية الباهرة في خوض المعركة وتطوير القدرات في ذات الوقت على الرغم من الاعتداءات الأمريكية والصهيونية والبريطانية، وقبلها نصف مليون غارة سعوديّة إماراتية بإشراف أمريكي.
وسلّطت الضوءَ على التسليح اليمني الداخلي الذي يمتلكه المواطنون، بقولها: “شَنُّ الحرب يُعد هواية في اليمن، وحسب المعلومات يوجد ثلاثة بنادق AK-47 لكل فرد في اليمن، ويتم استخدامها بشكل متكرّر.
وأقرت المنصة إقرارًا تامًّا بالفشل والهزيمة أمام اليمن، مؤكّـدةً أنه “من غير المرجح أن تنجح أية محاولة لتدمير قدرات “الحوثيين” الصاروخية الباليستية وصواريخ كروز”.
وتطرَّقت إلى تصريحاتِ وزارة الحربِ الأمريكية “البنتاغون” التي زعمت أنها دمّـرت جزءًا من قدرات اليمن الصاروخية، غير أن المنصة الأمريكية شكَّكت في فاعلية غارات واشنطن، وأكّـدت أن “الحوثيين يعملون باستمرار على تعزيز مخزونهم من الصواريخ والطائرات المسيَّرة”.
وفي ختامِ التقرير، أظهرت منصة الشحن البحري الأمريكية التعويل الكبير على مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي في التأثير على مسار الجبهة اليمنية، حيث قالت: إن “الحل لإنهاء التهديد الذي يشكِّلُه الحوثيون يتطلب مواصلة هجوم مكثّـف ومركّز على البنية التحتية السياسية والأمنية الداخلية، حتى تبدأ عزيمتهم الصُّلبة وسيطرتهم بالتفكُّك”، مشيرةً ضمنيًّا إلى ضرورةِ انخراط المرتزِقة ورعاتهم الخليجيين في تحالف جديد ومعلَن مع أمريكا وبريطانيا والغرب للحرب على اليمن، بقولها: “إلى جانب تحريك الداخل، يستلزم الحفاظ على وجود قوي للقوات الأمريكية الجوية والبحرية في عدد من دول المنطقة حتى إنجاز المهمة، وهي مهمة قد يصعب إنجازها بنجاح دون مساعدة الحلفاء”.
وتأتي تصريحات منصة “maritime-executive” المتخصصة في الشحن البحري، في سياق التأليب الدولي لمواجهة الفشل الحاصل على الجبهة اليمنية، في ظل تصاعد العمليات البحرية على القطع الحربية الأمريكية، ومنع الملاحة البحرية الصهيونية وكذلك السفن المرتبطة بواشنطن، واستمرار التهديدات العسكرية على الاحتلال الإسرائيلي بالضربات شبه اليومية التي تطالُ مناطقَ فلسطين المحتلّة.
كما تعزِّزُ هذه التصريحاتُ حقيقةَ هزيمة واشنطن وحلفائها وأدواتها، أمام اليمن، وعجزهم عن كبح جماح القدرات الصاروخية والجوية اليمنية.