الخبر وما وراء الخبر

الأمم المتحدة كارثة على الشعوب

111

بقلم / محمد القعمي


هذه المؤسسة الدولية ما هو دورها؟ ولأي شيء أنشأت؟.

وما الذي قدمته للشعوب التي واجهت أو وقعت عليها أشد الاعتداءات من قبل الدول التي تصنع الأسلحة المدمرة؟، لا شيء، لم تقدم سوى الخذلان، ولعلها كانت سبباً رئيسياً من أسباب معاناة الناس وكانت متورطة في العدوان على شعبٍ ما، كما هو الحال بالنسبة للشعب العراقي، الذي وضعته الأمم المتحدة تحت البند السابع وأعطت لأمريكا وبريطانيا الضوء الأخضر في مباشرة العدوان على العراق وحصل من الجرائم البشعة والانتهاكات ما لم نسمع به على مدى التاريخ الإنساني وجرائم سجن أبو غريب عينة من تلك الجرائم وما أكثر ما ارتكب الأمريكيون والبريطانيون من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان وسحقاً لكرامته إلى أبعد حد وستظل تلك الجرائم وصمة عار على جبين حكام العرب،

حكام الخزي و المهانة الذين سكتوا وساهموا في ما جرى على أبناء الرافدين، كل ذلك الجحيم ألقي فيه شعب بأكمله بقرار أممي بني على كذبة اعترف بوش وتوني بلير بها بعد ما ارتكبوه من أهوال فهل صححت هذا المؤسسة خطأها؟، وهل قدمت الذين ضللوها للمحاكمة؟، وهل عالجت جراح شعب العراق؟ وهل عوضتهم عما لحق بهم؟ وهل أصدرت قرارا لإغلاق مصانع السلاح في تلك الدولتين؟،

وهل حركت الجيوش لنزع أسلحة الدمار الشامل في تلك الدولتين كما فعلت بالعراق استنادا إلى معطيات كاذبة؟، وكذلك الشعب الأفغاني لا يزال يعاني ولقي من أولئك من الويلات ما ظهر للعالم وما لم يظهر ولم تقدم لهم هذه المؤسسة أي شيء فحالهم كحال الشعب العراقي بل لا يزال المجرمون يتدخلون في شؤون البلدين بالشكل الذي يجعل تلك الحال تستمر ولولا ذلك ما استمرت معاناتهما، ثم تحركت نفس الدول التي تقف وراء التحالفات المدمرة في عالمنا العربي والإسلامي في سوريا وجلبت قطعان الإرهاب وعناصر الإجرام من كل أصقاع العالم ودعمتهم لتدمير سوريا بكل وسيلة ولقي الشعب السوري من العذاب على أيدي عناصرهم ما لا يقدر أحد على وصفه والشعب الليبي يعاني واليمن يعاني ودور هذه المؤسسة سلبي يتيح للمجرمين الاستمرار في إجرامهم ويجعل الشعوب عرضة للاعتداءات والانتهاكات والحصار العراق محاصر وسوريا محاصرة واليمن محاصر والشعوب فيها تتجرع الغصص ويستخدم ضدها كل سلاح محرم .

وكل ما يجري على هذه الشعوب لا شرعية له وليس له أي مستند قانوني فقط ذرائع مختلقة وأكاذيب ملفقة ثم لا تحرك من قبل الأمم المتحدة لحماية الشعوب من تلك التحالفات المدمرة العمياء التي عذبت وقتلت وشردت البشر ودمرت أوطانهم وجعلتهم عرضة للضياع والاستغلال الرخيص والمتاجرة بهم، صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا،

هذه المؤسسة الدولية لن نصفها بأنها فاشلة بل إن مواقفها الهزيلة تثير حولها الشكوك فما يصدر عنها يخدم الدول الاستكبارية المتغطرسة ولا يخدم الشعوب المظلومة والمعتدى عليها، أليست هي التي شرعنت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وألقت بشعب فلسطين في مهاوي الشتات، وكل الجرائم والمجازر التي ارتكبها اليهود وعلى مدى عقود في حق ذلك الشعب المنكوب لم تواجه بحزم حتى مجرد الإدانة كان الفيتو الأمريكي يقف لها بالمرصاد ولا يسمح بإدانة إسرائيل، إذن ومادامت هذه المؤسسة قد صارت أداة خطرة في أيدي مجرمين محترفين يصبغون جرائمهم بصبغة الشرعية والأمم المتحدة هي التي تعطيهم هذا الغطاء وتترك المجال مفتوحاً وواسعاً ليمارسوا العدوان والحصار ولتبقى الشعوب رهينة رغباتهم الشريرة وأطماعهم الجهنمية وعرضة للاستهداف الممنهج وإذا كان هذا هو دورها فقد أصبحت شراً وخطراً على الأوطان والشعوب خطرا على الأمن والسلام، اعتقد أننا لو راجعنا تاريخها ومواقفها منذ قامت حتى اليوم لوجدنا أغلبها إن لم يكن كلها لصالح دول الاستعمار والاستكبار والقوى المدمرة أكثر مما هو لمصلحة الشعوب، أما القوانين والمواثيق والمعاهدات والشعارات فهي أيضا إما تستغل في شرعنت جرائم التحالفات المدمرة وإما تداس تحت أقدامهم كما هو حاصل في التحالف على اليمن،

وبناء على كل ما سبق فضرها أكثر من نفعها، ولا يرجى منها أي خير، لأن كل ما تقوم به لم يخلص أي شعب من براثن الشر ولم ينقذه من أخطار وكوارث الحروب، وذلك هو الشعب الفلسطيني يعاني وتكاد معاناته تبلغ القرن، والشعب العراقي والأفغاني مرت عقود ولا تزال معاناتهما مستمرة، وسوريا أكثر من خمس سنين ولاتزال تواجه التآمر المخيف، ولم تنفعها المفاوضات في جنيف

واليمن يواجه أخطر عدوان على مدى تاريخه الطويل، وها هو يدخل عامه الثاني ولا تزال الدول المعتدية تواصل مسلسل الإجرام، وتحول دون أي اتفاق، والوضع الليبي لا يزال مضطرباً، والأمم المتحدة ترعى حوارات ومفاوضات ليس لها أي ثمرة، وكأن المخطط يقتضي أن تستمر معاناة الشعوب دون التوصل إلى حلول وبرعاية الأمم المتحدة.