الخبر وما وراء الخبر

بالأرقام.. دلالات ومآلات القصف “القسّامي” المتصاعد على “المغتصَبات”

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
7 أبريل 2025مـ – 9 شوال 1446هـ

تقريــر|| نوح جلّاس

هزّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، فرائص الكيان الصهيوني، برشقة صاروخية هي الأكبر منذ عودة الإجرام “الإسرائيلي” في الـ18 من مارس الماضي؛ لتحمل معها دلالات ومآلات تربكُ حساباتِ العدوّ ورعاته.

الضربة الصاروخية الجديدة على أسدود وعسقلان، هي السادسة منذ عودة التصعيد الصهيوني، لكنها الأكثر عددًا والأكبر تأثيرًا؛ ما جعل العدوّ الصهيوني يدخل حالة دوّامة، مصحوبة بضغوط وموجات سخط داخلية، تتساءل عن عدد صواريخ الضربة القادمة، لا سيما أن هذه الرشقة نسفت مزاعم وأوهام المجرم نتنياهو وتياره بشأن القضاء على حماس.

القسام أثبتت أنها ما تزال محتفظة بقوتها الصاروخية رغم التدمير الواسع والشامل الذي لحق القطاع طيلة 18 شهرًا؛ ما يضع تساؤلًا بوجه العدو: كم يستغرق القضاء على قوة الحماس البشرية؟!.

كما أن هذه الضربة كشفت عن امتلاك القسّام مخزونًا صاروخيًّا، بالنظر إلى المسار المتصاعد للرشقات التي أطلقتها على العدوّ منذ استئناف إجرامه، ففي 20 مارس نفذت القسام قصفًا صاروخيًّا دوت على إثره صفارات الإنذار في “يافا – تل أبيب” وضواحيها وأعلن العدوّ عن سقوط صاروخين، وبعد يوم واحد فقط طال القصف عسقلان ومغتصبات جنوبها، وزعم العدوّ اعتراض صاروخين دون الإفصاح عن العدد الكامل للصواريخ التي انطلقت من غزة.

القصف القسامي تصاعد في الـ24 من الشهر ذاته بقصف على سديروت استنفر صفارات الإنذار وأجبر العدوّ على الاعتراف بعدد أكبر من الصواريخ، وزعم أنه اعترض 3 منها، فيما زادت وتيرة القصف الصاروخي الفلسطيني برشقة على مغتصبة “نتيفوت” في الـ26 من مارس الفائت، ادعى العدوّ اعتراض صاروخَين وسقوط عدد آخر، لتفتتح المقاومة شهر أبريل الجاري برشقة صاروخية، طالت سديروت ومغتصبات شمال الغلاف، قبل أن تقفز الكتائب بمسار التصعيد الصاروخي وتطلق رشقة واسعة لا تقل عن 10 صواريخ طالت مغتصبات عسقلان وأسدود، خلّفت عشرات الإصابات في صفوف الغاصبين، وأسقطت زيف نتنياهو الذي يمنّي نفسَه وكيانه بقرب انتهاء حماس وجناحها العسكري.

هذه الرشقة الواسعة وإلى جانب رسالتها بشأن المخزون الصاروخي وتصعيد استخدامه ضد العدوّ، حمَّلت دلالاتٍ إضافية، منها تثبيت فشل الكيان الصهيوني الهجومي والدفاعي معًا، حيثُ إنه بالرغم من العدوان المباغت في مارس الماضي وزعم العدوّ ووسائل إعلامه بشأن الرصد الدقيق لتحَرّكات الكتائب طيلة فترة الهُدنة واستهداف المخازن والمقار، ما يزال خيارُ المقاومة الصاروخي في تصاعد، وفي المقابل حقّقت العشرة الصواريخ نسبةَ وصولٍ واستهداف كبيرةً للغاية مقارنةً بكثافة منظومات العدوّ الاعتراضية، ومقارنةً بالرشقات الصاروخية التي كانت تنفذ في السنوات الماضية والتي كانت يبلُغُ عددُ صواريخها بالمئات، وهو ما يؤكّـد انهيار قدرة العدوّ الدفاعية بشكل كبير.

وأمام معطيات هذه العملية الصاروخية، سواء خسائر العدوّ البشرية، البالغة نحو 30 إصابة في صفوف الغاصبين، والمادية المتمثلة في تضرر مركبات متعددة وبنايات في أسدود وعسقلان، ومرافق أُخرى تابعة للعدو، أَو الخسائر المالية العسكرية المتمثلة في قيمة الذخائر الاعتراضية عالية التكلفة التي حاول العدوّ بها التصدي لصواريخ القسام، أَو الخسائر السياسية التي انعكست على حكومة العدوّ من خلال الهجمات التي تعرض لها نتنياهو من قبل رئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس الذي خاطب مجرم الحرب بقوله: “بعد سنة ونصف سنة من الحرب لا تزال حماس تطلق صواريخ على الإسرائيليين”، وتصريحات رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان التي عززت الانقسام السياسي الداخلي بقوله: “عام ونصف عام من الحرب والصواريخ لا تزال تُطلِقُ مع وجود 59 رهينةً وحكومة السابع من أُكتوبر تحدثنا عن النصر الكامل”، فضلًا عن السخط الكبير للغاصبين وعائلات الأسرى التي ضاعفت أصوات الاستهجان، وطالبت الحكومة الصهيونية بإعادة الأسرى واستعادة الأمن بتنفيذ ما تم الاتّفاق عليه.

وبهذه المؤشرات تؤول هذه العشرة الصواريخ إلى وجود مسار صاروخي متصاعد، خُصُوصًا وأن بيان القسام أكّـد استمرار الضربات ردًّا على مجازر العدوّ الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتفتحُ هذه الضربةُ البابَ أمامَ رشقةٍ قادمة أكثرَ إيلامًا على العدوّ، وهو ما يضاعفُ الضغوطَ العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية على المجرم نتنياهو، الذي غادر بصورة مفاجئة إلى البيت الأبيض للقاء ترامب، وهي رحلة طارئة تشير إلى عجز رئيس حكومة العدوّ عن إحداث أي تغيير في التصعيد الأخير، سوى رفع أعداد الضحايا الأبرياء، وبروز فضائح الإجرام أكثر من أي وقت مضى. وهنا يتأكّـد للجميع أن القادم يحمل في طياته صفعات متجددة ومتصاعدة تجبر العدوّ على التنحي عن إجرامه تحت الضغط الصاروخي الفلسطيني واليمني.