لجوء أمريكا لقاذفات B- 2.. محاولة لتغطية انهيار أساطيلها في البحر الاحمر
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
6 أبريل 2025مـ – 8 شوال 1446هـ
تقريــر|| زين العابدين عثمان
الحملات الجوية المتواصلة التي ينفذها العدوّان الأمريكي على اليمن لم تحقق أية نتيجة أو إنجاز لا على المستوى العسكري ولا الميداني.
فلم تحصد سوى الفشل وخسائر باهظة يتلقاها العدوّ الامريكي يوميًّا مقابل تكاليف الطيران والغارات الجوية والإنفاق الدفاعي لأسطول حاملات الطائرات الذي وصل نحو مليار دولار خلال أقل من 3 أسابيع .
الإدارة الأمريكية بقيادة المجرم ترامب أصبحت تقر بالفشل والعجز ولم تعد في وارد تحقيق إي إنجاز على الأرض بقدر ما تسعى لفرملة وضعها العسكري المتآكل بالأخص وضع قواتها البحرية وحاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” التي خرجت بفشل استراتيجي مخز في معركة البحر الأحمر وتحولت إلى حقل تجارب.
لذلك عندما نعود لتقييم لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام القاذفات الشبحية الباهظة B-2 في هذا التوقيت يعتبر استعراضاً للقوة واستهلاكاً إعلاميًّا؛ فالهدف محاولة تغطية طاحونة الخسائر الذي تتعرض لها البحرية الأمريكية وانهيارها العسكري بالمقابل إيهام الحمقى أن أمريكا ما تزال محتفظة بعناصر قوة أخرى تمنحها مواصلة تنفيذ ضربات قاسية ضد اليمن.
لذلك هذا الإجراء وغيره من الإجراءات السابقة كاستدعاء حاملة الطائرات فينسون من بحر الصين تأتي ضمن خيارات الإدارة الأمريكية اليائسة لفرملة فشل قواتها في البحر الأحمر فالخلفيات الحقيقية لاستخدام مثل هذه القاذفات له أهداف معنوية أكثر من كونها عسكرية وللتوضيح:
1- تعاني البحرية الامريكية خصوصاً حاملة الطائرات لهجمات متواصلة وقرب نفاد مخزونها من الذخائر والإمكانات اللوجستية الأساسية للعمليات، حيثُ استهلكت الكثير من القنابل والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وتعطلت أنشطتها؛ الأمر الذي اضطر الإدارة الأمريكية إلى استخدام صواريخ توماهوك من المدمرات لتعويض توقف مقاتلات F18 على متن هذه الحاملة نتيجة تعرضها للهجمات المتواصلة من قواتنا المسلحة وقرب نفاد مخازن الذخيرة .
2- قواتنا المسلحة ما زالت تعتمد أسلوب “العمليات الاستباقية ” للاشتباك مع حاملة الطائرات وقد نجحت بفضل الله تعالى، في شل 70% من قدرة الحاملة وتعطيل معظم عملياتها وأنشطتها العدوانية بشكل مستمر؛ فمع كلّ تحضير لشن عدوان جوي يتم مهاجمتها وإفشالها استباقياً وهذا ما اضطر العدوّ الأمريكي إلى البحث عن وسائل أخرى للحفاظ على وتيرة عمليات القصف.
3- إن أكثر ما تسعى له أمريكا في هذه المرحلة الحرجة هو الحفاظ على ما تبقى من سمعة قواتها البحرية ومنعها من الانهيار والهزيمة في البحر الأحمر ولو عند المستوى المعنوي وكانت خطوة استخدام قاذفة القنابل B2 استعراضاً جديدًا يهدف لهذا الأمر وإيهام حلفائها وعملائها بالمنطقة وبالأخص كيان العدوّ الصهيوني بأن أمريكا ما زالت قادرة على مواكبة المواجهة لاحتواء اليمن وعملياته العسكرية وتوفير الحماية الكاملة لهذا الكيان .
في الأخير ننوه بأن القاذفات ليس كما تسوقه وسائل إعلام العدوّ الأمريكي أو عملائه فهذه القاذفات تقليدية وقدراتها محدودة أيضاً؛ فهي لا تستطيع أن تكون سلاحاً فعالاً في معركة مفتوحة أو أن تحقق انجازات فشلت في تحقيقها أسراب من الطائرات الحديثة الأخرى ومئات الأطنان من القنابل. بالتالي عملها في المعركة سيكون مؤقتاً؛ فاستخدامها مخاطرة كبيرة لأمريكا؛ نظراً لكلفة هذه القاذفة التي تصل 700 مليون دولار ولتقنياتها الحساسة وأيضاً لواقع تطور القدرات الدفاعية التي تملكها قواتنا المسلحة اليوم؛ فلو افترضنا أنه تم إسقاط هذه القاذفة بعملية نوعية أو أنها سقطت في اليمن نتيجة خلل فني فإن أمريكا ستكون أمام مصيبة كارثية أسواء من مصيبة الهزيمة في البحر الأحمر نفسها.
*باحث في الشأن العسكري.