الخبر وما وراء الخبر

موظفة في “مايكروسوفت” تفضحُ تورُّطَ الشركة في جرائم العدوّ الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
6 أبريل 2025مـ – 8 شوال 1446هـ

كشفت مهندسةُ برمجيات في شركة “مايكروسوفت”، ابتهال أبو سعد، عن تورُّطِ الشركةِ في دعمِ العدوّ الإسرائيلي بتقنيات الذكاءِ الاصطناعي، والتي تُستخدَمُ في عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين.

وخلال احتفال الشركة بعيدها الخمسين، انتفضت أبو سعد غاضبةً لتواجِهَ الرئيسَ التنفيذي لمايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، متهِمةً الشركةَ بالمساهمة في “إبادة 50 ألف شخص” في غزة.

وأكّـدت أبو سعد أن “مايكروسوفت تزوِّدُ جيش العدوّ بتقنيات الذكاء الاصطناعي والخوادم وخدمات “Azure”، والتي تُستخدَمُ في عمليات التجسُّس والمراقبة واستهداف الفلسطينيين”.

وأشَارَت إلى أن “حجمَ البيانات المخزَّنة من قبل جيش العدوّ على خوادم مايكروسوفت تضاعَفَ بشكل كبير منذ 7 أُكتوبر 2023م”.

وأوضحت أن “مايكروسوفت تربحُ ملايين الدولارات من توريد البرمجيات وخدمات السحابة لجيش وحكومة العدوّ الإسرائيلي”.

ودعت أبو سعد زملاءَها في الشركة إلى مقاطعة مايكروسوفت، معتبرة أن صمتَهم يعد تواطؤًا في جرائم العدوّ الإسرائيلي.

وأكّـدت أن جُزءًا من رواتبهم يُدفَعُ من دماء الضحايا الفلسطينيين.

لم تكن شهادةُ أبو سعد هي الوحيدةَ التي كشفت عن تورط شركات التكنولوجيا الأمريكية في دعم الاحتلال الإسرائيلي. فقد كشف تحقيقٌ استقصائي أجرته وكالة “أسوشيتد برس” عن تورط شركات تكنولوجيا أمريكية عملاقة أُخرى، مثل أوبن إيه آي، في تزويد سلطات العدوّ الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة”.

وأشَارَ التحقيق إلى أن هذه “التقنيات، التي تم تطويرها سِرًّا، “مكَّنت العدوّ من ملاحقة وقتل أعداد أكبر من الفلسطينيين، الذين يزعم أنهم مقاتلون، وذلك منذ 7 أُكتوبر 2023م”.

وأثار استخدامُ العدوّ للذكاء الاصطناعي في هجماته على غزةَ ولبنان انتقاداتٍ واسعةً؛ بسَببِ عدم قدرته على التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية؛ مما أَدَّى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين.

وأكّـد مسؤولون أن “اكتشافَ أخطاء أنظمة الذكاء الاصطناعي أمرٌ صعب للغاية، حَيثُ يتم استخدامُها بالاشتراك مع أشكال أُخرى من الذكاء، بما في ذلك البشري؛ مما يزيد من احتمالية وقوع “وفيات غير عادلة”.

وكشف التحقيق، الذي استند إلى وثائقَ ومقابلاتٍ مع مسؤولين إسرائيليين وموظَّفين في شركات التكنولوجيا الأمريكية، أن قوات العدوّ استخدمت برامجَ لجمع المعلومات، من خلال “المراقبة الجماعية”، بما في ذلك المكالماتُ الهاتفية والنصوص والبريد الصوتي.

وأكّـد مسؤولون أن “مايكروسوفت أزور” يُستخدَمُ للبحث عن المصطلحات في كميات هائلة من النصوص؛ مما يمكِّنُ الاحتلالَ من تحديد مواقع الأشخاص باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وكشف تقريرٌ لوكالة “أسوشيتد برس” عن وجود عقدٍ بقيمة 133 مليون دولار بين شركة “مايكروسوفت” ووزارة الحربِ الإسرائيلية.

وفي فبراير الماضي، طُرِدَ 5 موظفين من “مايكروسوفت” بعد احتجاجهم على العقود المبرمة مع (إسرائيل).

وكشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن استخدام نماذج ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت وأوبن إيه آي ضمن برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان.

وأشَارَ التحقيقُ إلى غارة جوية إسرائيلية عام 2023 أسفرت عن استشهاد 3 فتيات صغيرات وجدتهن.

يُثِيرُ تورُّطُ شركات التكنولوجيا الأمريكية بتزويدِ العدوّ الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي تساؤلاتٍ حول أخلاقيات استخدامِ هذه التقنيات في الحروب، ومدى مسؤولية الشركات عن استخدام منتجاتها في انتهاكات حقوق الإنسان.