الخبر وما وراء الخبر

حَلَب.. والمنافقون

94

عبدالمجيد التركي


بعد مجزرة حلب، يوم أمس الأول، خرج دعاة السعودية وفقهاء البلاط الأميري والملكي، والمنافقون ليصرخوا تنديداً ضد مجزرة حلب.. وهم صامتون دهراً ضد جرائم السعودية في كل البلدان الإسلامية، سواء الجرائم التي تنفذها بأسلحتها أو تغذِّيها بأموالها، أو تُشعلها بوهَّابيتها.
خرجوا يصرخون في مواقع التواصل الاجتماعي، فقط، لأنهم يريدون إلصاق التهمة بالنظام السوري، هذا النظام الذي حشدَت له السعوديةُ دواعشَها من ثمانين دولةً، وجيَّشَتهم وسلَّحَتهم، ووعدتهم بالحور العين إن سقط النظام السوري، وأوهمتهم بضرورة الجهاد على هذا النظام الظالم.. وكأن النظام السعودي هو النظام العادل!!
الأسخف من هذا التباكي والنفاق ما نشرته صحيفة تواصل السعودية، حيث نشرت صورتين لامرأتين ناجيتين خرجتا من تحت الأنقاض، وعلَّقت الصحيفة قائلةً إنهما “صورتان تُبْهِران العالم.. فتاتان من حلب تخرُجان من تحت الأنقاض بكامل حجابهما”.
هل هناك أكثر سُخفاً واستخفافاً بالإنسان والحياة أكثر مما تفعله وسائل إعلام السعودية في أخبارها التافهة التي تعكس نفسيات ومرجعيات من يعملون بها..
لم يهمهم الشهداء الذين تساقطوا، ولا الأطفال الذين أخرجوهم ممزقين من تحت الأنقاض.. فقد تركَّز كلُّ همِّهم على ملابس الفتاتين اللتين خرجتا من تحت الأنقاض وهما في كامل حجابهما..
اهتمامهم بنقاب الفتاتين فاق اهتمامهم بأرواح الناس، وكأنهم كانوا يسردون معجزةً بكل تفاصيلها وهم يتحدثون عن نقاب الفتاتين!!
لم يصرخ منهم أحد حين سقطت سبعون امرأة في قاعة أعراس في قرية سنبان، ولم يكتب أحد منهم حرفاً حين سقط 113 شهيداً في سوق مستبأ، محافظة حجة، ولم يتحدث أحدٌ منهم عن ستة آلاف طفل قتلتهم صواريخ الحرمين الشريفين، وطائرات آل سعود.

نقلا عن صحيفة الثورة