الخبر وما وراء الخبر

دلالات وأبعاد استهداف القوات اليمنية للحاملة “ترومان” للمرة الثالثة

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
19 مارس 2025مـ – 19 رمضان 1446هـ

تقارير ||عباس القاعدي

في ظل تصاعد التوحش الإجرامي الصهيوني في قطاع غزة، والصمت العربي والإسلامي المطبق، عادت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” إلى البحر الأحمر، في تحدٍّ جديد لليمن، وللقوات المسلحة.

ويعتقد الأمريكيون أن اليمنيين سيخضعون هذه المرة، وسيعلنون الاستسلام، بعد أن شن عدوانًا مباشرًا واستباقيًا على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات.
وردًا على العدوان الأمريكي وانتصارًا للشعب الفلسطيني، نفذت القوات المسلحة خلال 48 ساعة ثلاث عمليات عسكرية، استهدفت من خلالها حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” والبوارج التابعة لها، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، والتي تعتبر الكابوس المزعج للإدارة الأمريكية.
واليوم، وفي خضم التصعيد الأمريكي والإسرائيلي، وردود اليمن المتوالية، يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: “العمليات التي تنفذها قواتنا المسلحة ضد حاملة الطائرات الأمريكية U.S.S TRUMAN ليست عمليات تكتيكية محدودة، بل تأتي ضمن استراتيجية الردع الاستباقي للأنشطة العدوانية التي ينفذها العدو الأمريكي عبر هذه الحاملة ضد بلدنا، لافتاً إلى أن قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى- طورت آلية الاستهداف من حيث اختيار التوقيت والأسلحة المناسبة بما يحقق ردع هذه السفينة وإفشال أنشطتها، وأرغمها على مغادرة منطقة العمليات باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر.”
ويضيف عثمان في حديثه “للمسيرة”: “رغم تراكم متطلبات المعركة التي تخوضها قواتنا المسلحة في مواجهة العدو الأمريكي من جهة، وحظر ملاحة كيان العدو الإسرائيلي من جهة أخرى، لكنها حققت نجاحًا -بفضل الله تعالى- في ضرب حاملة الطائرات ترومان للمرة الثالثة، وفي ظل جهود وقدرات عسكرية واستخبارية دقيقة،مؤكداً أن هذا النجاح بما له من بعد عسكري واستخباراتي شكل تفوقًا مهمًا أكسب قواتنا المسلحة ميزة الفعل والسيطرة على دفة المعركة البحرية بكل أبعادها، وبالشكل الذي يخفف كلفة أي خسائر ناجمة عن أي عدوان جوي على البلاد، وبالصورة التي تجعل العدو الأمريكي يعيش حالة الردع المسبق لمختلف مخططاته وتحركاته العدوانية من جهة البحر الأحمر.
ويؤكد عثمان أن قواتنا المسلحة لن تتوقف عند أي سقف في إطار هذه المعركة الاستراتيجية، بل ستواصل التصعيد وتوسيع الضربات حتى يتم كسر أمريكا، وردع بلطجتها العدوانية، إضافة إلى إرغام كيان العدو الإسرائيلي برفع حصاره الظالم على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحاملة “ترومان” والتي تعد أكثر الحاملات الأمريكية تعرضًا للاستهداف، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية 8 عمليات نوعية سابقة ضدها، ما أجبرها على الهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر، لم تستفد من الدروس الماضية، ولذلك عاودت الكرة مرة أخرى، وربما هذه المرة عادت إلى مصيرها المحتوم للغرق في البحر.”
وبحسب الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان، فإن المسألة مرتبطة بهذا المسار، مؤكدًا أن مستوى العمليات القادمة ستنطبِع بتأثير وقوة أكبر وفق ما تتطلبه المعركة، فعمليات استهداف حاملة الطائرات ترومان والسفن الأمريكية هي مرحلة أولية من استراتيجية التصعيد، في حين أن قواتنا المسلحة في جاهزية لاتخاذ خيارات وإجراءات عسكرية مدمرة لا تتوقف فقط على ضرب السفن وحاملات الطائرات في البحر الأحمر، بل ستشمل استهداف المصالح الأمريكية وكل ما تمتلكه من أصول عسكرية واقتصادية في المنطقة.
و يواصل : “بالتالي، نذكر بأنه لا خطوط حمراء تقف أمام قواتنا المسلحة في خوض معركة الدفاع عن سيادة اليمن وإسناد غزة، وستتصاعد العمليات وفق ما تتطلبه الظروف والمتغيرات، منوهاً إلى أنه “كلما استمر العدو الأمريكي في عدوانه على اليمن، سيلاقي عمليات هجومية أكبر ومستويات تصعيدية ذات بعد استراتيجي يتجاوز الجغرافيا والحسابات العسكرية”.

فشل متكرر للحاملة ترومان

واللافت، في العملية الأخيرة للقوات المسلحة ضد حاملة الطائرات “ترومان” أنها كانت استباقية، وأدت إلى إفشال الخطة الأمريكية لتنفيذ هجوم واسع جديد ضد اليمن.
ففي الوقت الذي كانت فيه حاملة الطائرات تتحضر لشن هجوم جوي على صنعاء ومختلف المحافظات، أقدمت القوات المسلحة على هجوم استباقي بعدد من الصواريخ والمسيرات.
هذا الاستهدافُ لحاملةِ الطائراتِ الذي يعد الثالثَ خلالَ 48 ساعةً، أدى إلى إصابة العدو بحالةٍ من الإرباكِ وإفشال هجوم جوي كان يُحضر له ضد بلدنا. ويعكس مدى التفوق العملياتي والاستخباراتي للقوات المسلحة في إدارة المعركة البحرية ضد الولايات المتحدة، ويؤكد أن القوات المسلحة قادرة على فرض تهديد جدي حتى على أكثر القطع العسكرية الأمريكية تطورًا، بل وإجبارها على تغيير استراتيجيتها بالكامل.
ولهذا، فإن إفشال القوات المسلحة مخططات ومؤامرات الإدارة الأمريكية من على متن حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” ومدمرات مرافقة لها، وللمرة الثالثة كانت ضربة قاسية للقوات الأمريكية على وجه الخصوص.