الخبر وما وراء الخبر

لن نسمح لليهود أن يغيروا المصطلحات حسب ما يريدون

6

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
11 مارس 2025مـ – 11 رمضان 1446هـ

بقلم// عدنان علي الكبسي

نحن كأمة إسلامية في هذه المرحلة نخوض الحرب مع الأعداء في كل الميادين، نُحارب كأشخاص وأفراد، تُحارب أرضنا كأرض، تُحارب أفكارنا كأفكار، حوربت مفردات لغتنا، حوربت مصطلحاتنا القرآنية ومصطلحاتنا العربية.

لم نخوض كأمة فقط الحرب العسكرية والإقتصادية والإعلامية والثقافية والأمنية، بل وصل الإستهداف إلى تحريف المفاهيم، تشويه المصطلحات، فإذا سمحنا للأعداء أن ينتصروا في حرب المصطلحات فسنكون أول من يُضرب ونُقتل ونُباد تحت كل العناوين الزائفة، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (نحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من نُضرب ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس).

فمن المصطلحات التي تم استهدافها من قبل الأعداء كلمة [إرهاب] القرآنية والتي تحولت إلى سُبَّةٍ، وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها، مع أن كلمة [إرهاب] كلمة قرآنية مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، أليس الله يقول {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}؟، {تُرْهِبُونَ} أليست أن كلمة ترهبون أصبحت لا يجوز لأحد في الأخير أن يتحدث عنها؟؛ لماذا؟ لأن معناها قد تغير فكلمة {تُرْهِبُونَ} قد فسرها الأمريكيون تفسيراً آخر.

مع أن منابع وجذور الشر والفساد في الأرض، منابع الإرهاب والظلم لعباد الله، الذين يقهرون البشرية كلها، هم الذين لعنهم الله في القرآن الكريم، هم اليهود، هم أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم.

صنعت أمريكا في الساحة الإسلامية داعش والنصرة والقاعدة وبعض الأنظمة، وهيأت لهم الظروف لأن يتمددوا بشكل أكبر بممارسات وسياسيات وخطوات تشوه الإسلام، ولا تمت لتعاليمه بصلة، وتخدم أعداء الأمة؛ ثم تسميهم بالجهاديين وتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لتشويه عنوان الجهاد في سبيل الله، وتشويه صورة الإسلام الصافي والنقي.

فاللوبي اليهودي الصهيوني يرى أنَّ الإسلام في حقيقته النقية، في حقيقته الأصيلة، الإسلام في أصله كما هو، يرى أن الإسلام هو دين الحق، والعدل، والنور، والفضيلة، والقيم، والقسط، والخير يشكِّل عائقاً حقيقياً؛ فهم يسعون إلى أن يزيحوا هذا العائق من خلال تقديم صورة ممسوخة، مشوَّهة، محسوبة على الإسلام، وليست هي الإسلام في حقيقته، ونقائه، وصورته الواقعية.

التشويه للإسلام بالطابع الإجرامي، الوحشي، المتزمِّت، والخالي من أي رسالة إيجابية ومن أي دور حضاري إيجابي في الحياة، تقديم الإسلام وكأنه ليس له مشروع بنَّاء في هذه الحياة، ولا مشروع حضاري، ولا أي شيء.

ترى كل تلك التشكيلات التي لها ارتباط بأعداء الله، وأعداء الإنسانية، لها ارتباط بأمريكا وإسرائيل، وما تمارسه من جرائم بشعة، وبكل وحشية، واستهتار بحياة الناس، وقتل للأبرياء، وذبح للناس، جرائم الذبح، جرائم الإعدام بدمٍ بارد، جرائم الحرق بالنار… مختلف أنواع الجرائم التي كانوا يرتكبونها ويوثقونها بالفيديو وينشرونها، تفعل كل ذلك تبعاً لارتباطاتها وولاءاتها، وتنفيذاً لأجندة الأعداء؛ لماذا؟ لأن الأمريكي يسعى لأن يكون هناك ممارسات إجرامية متوحشة محسوبة على المسلمين؛ ليحسبها في كل المجتمعات البشرية، ليحسبها على الإسلام؛ لتشويه الإسلام.

قدموا من خلال أدواتهم أن الجهاد عمليات انتحارية ضد الإنسانية، والإسلام تفجيرات بين الأبرياء، والشريعة إعدامات للطفولة، والمسلم إنسان مجرم خبيث متوحش قاسي القلب غليظ القول مستهتر.

فيجب على الأمة أن ترسخ في أذهانها: أن أمريكا هي الإرهاب والشر، أن اليهود والنصارى هم الشر والطغيان، أن اليهود وراء كل جريمة ورذيلة وفاحشة تحصل في العالم.

نحن نرى الجماعات التكفيرية اليوم في سوريا كيف تقوم بارتكاب جرائم إبادة جماعية للمئات من المواطنين السوريين المسالمين العزل، وتوثق جرائمها بالفيديوهات وتقوم بنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي بنفسها، وتتباهى بذلك بكل وحشية وإجرام.

وحشية وإجرام الجماعات التكفيرية هي هندسة أمريكية إسرائيلية صهيونية يهودية وهم فرخوهم وأنشأوهم وأعدوهم لذلك الدور، ليخدموا بجرائمهم الأهداف الصهيونية في تشويه الإسلام.

فالجماعات التكفيرية تقدم نفسها جماعات متدينة وجهادية فيما تتجه بكل وحشية وإجرام لقتل أبرياء المسالمين وتفكك الشعوب من الداخل، فيما العدو الإسرائيلي يحتل ثلاث محافظات ولو توجه هذه الجماعات ضده حتى رصاصة واحدة.

فالإسلام بريء من إجرام الجماعات التكفيرية ووحشيتها والجهاد في سبيل الله عنوان مقدس وبريء من جرائمها، والسكوت عن مثل هذه الجرائم جريمة ويتنافى مع المسؤوليات الدينية والإنسانية.

لن نسمح للأعداء أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس.

لن نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق، فتغيب كلمة [جهاد] القرآنية، وتغيب كلمة [إرهاب] القرآنية ليحل محلها كلمة [إرهاب] الأمريكية، ويحل محلها الجهاد بالمفهوم الأمريكي.

ولن نسمح لليهود أن يغيروا المصطلحات حسب ما يريدون، ولن نسمح لكل التشكيلات المرتبطة بأمريكا وإسرائيل أن تشوه صورة الإسلام الصافي الراقي السليم النقي الخالص من كل الشوائب.

لن نسمح لليهود والنصارى أن يعملوا ما يريدون، لقد استأنفنا حياة جديدة، زمن أمريكا وإسرائيل ولى وراح.

لقد آن اليوم أن دين الله يحكم، فسننطلق من أصالة المبادئ الإلهية، ونقتدي برسول الله، ونتحرك وفق طريقته، في إقامة دين الله “سبحانه وتعالى”.

فالدين الإسلامي الأصيل دين حضاري، يفتح الله بتوجهاته وتعليماته فيه الآفاق الواسعة، سنبني به بإذن الله حضارة متميزة، منضبطة بالضوابط والمبادئ الإلهية والقيمية والأخلاقية، نعمر الأرض، نتجه إلى تطوير شؤون حياتنا، ومواكبة العصر بهدى الله.

فالله “سبحانه وتعالى” من علينا بقيادة ربانية من أعلام أهل البيت عليهم السلام ومنهجية قرآنية عظيمة، ولنقدمن شاهدًا كبيرًا على عظمة الإسلام كمشروع عظيم وناجح وعلى أثره الكبير والفعال في تغيير الواقع السيء ليس فقط للأمة الإسلامية بل للبشرية جمعاء والعاقبة للمتقين.