الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد يضع العدو في الزاوية المظلمة.. 4 أيام سترسخ معادلة الحصار بالحصار

7

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
8 مارس 2025مـ – 8 رمضان 1446هـ

في خطوةٍ جريئةٍ جدًا خصوصًا في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة، يأتي إعلان السيد القائد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي؛ ليعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة مجددًا من بوابة “غزة” وتحت عنوان “التصعيد بالتصعيد، والحصار مقابل الحصار”.

في التفاصيل؛ أعلن قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، عن مهلةٍ مدتها أربعة أيام للاحتلال الإسرائيلي وللوسطاء بشكلٍ عام، لفتح معابر غزة ودخول المساعدات إلى سكان القطاع؛ ما لم فإن القوات المسلحة اليمنية ستستأنف عملياتها البحرية وحصارها الخانق للعدو الإسرائيلي.

وقال السيد القائد: “لا يمكن أن نتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد”، لافتًا إلى أنهُ أعطى “مهلة 4 أيام للوسطاء فيما يبذلونه من جهود لدخول المساعدات إلى غزة”، ومؤكدًا على “استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو إذا استمر بعد المهلة في منع دخول المساعدات إلى غزة والإغلاق التام للمعابر”.

ووفقًا لكافة المعطيات؛ فإن صنعاء عندما فتحت جبهة الإسناد اليمنية للشعب الفلسطيني، وضعت لها محددات أبرزها وقف العدوان والإبادة الجماعية، وفك الحصار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وكون “إسرائيل” تنصلت من التزاماتها وخصوصًا فيما يتعلق بالمساعدات، كان لا بد من موقف يمني.

وعليه، أمهل ‏السيد القائد عبد الملك الحوثي “إسرائيل” أربعة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع ‎غزة، وإلا ستعمل صنعاء على استئناف العمليات البحرية ضد الإسرائيليين، تحت عنوان الحصار مقابل الحصار.

وبحسب مراقبين؛ فإن التحذير الصادر عن السيد القائد في كلمته المقتضبة، جاء بعد 24 ساعة فقط، من تصريحٍ للناطق العسكري باسم كتائب القسام المجاهد “أبو عبيدة”، واللافت أنهُ جاء بنفس التوقيت، ما حمل دلالة واضحة على مدى الحضور وقوة التنسيق بين الجانبين من جميع النواحي، خصوصًا فيما يتعلق بتوجيه “أبو عبيدة” التحية، “لإخواننا باليمن على موقفهم الذي أعلنوا فيه استمرار قرار الإسناد والجهوزية لضرب العدو”.

وفي قراءةٍ سريعة حول تصريح “أبو عبيدة”، يرى مراقبون أنهُ الأكثر جرأة ردًا على تهديدات “ترامب”، وجاء بمثابة إسنادٍ قوي للفريق المفاوض في الدوحة والقاهرة لاستمرار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ورسالة لإسرائيل وأمريكا والدول العربية؛ مفادها أن “حماس لا تفاوض عن ضعف واستجداء ولا خوف من عودة الحرب على غزة، بل تتجهز وتعد نفسها حال فتح الحرب مع إسرائيل”.

ويؤكد خبراء عسكريون؛ أن كلمة الناطق باسم كتائب القسام لا تنفصل عما ورد في تحذير السيد القائد، كونهما حملا اللغة ذاتها التي عكست رسائل تحذر من التصعيد، وتأكيد على التمسك بمعادلة القوة في أي تفاوض، كما حملت نفس الانتقاد لتقاعس الدعم العربي والإسلامي؛ ولكن بلهجةٍ أشد.

وفي سياق، هذان التصريحان فهما يتلازمان، ويتناوبان الأدوار؛ إذ يلفت الخبراء لكونهما جاءا من حيث تهديد كيان الاحتلال الإسرائيلي، فالأول؛ داخلي، والآخر؛ خارجي، وهذا يؤكد أن التصعيد لن يجلب للاحتلال مكاسب، بل قد ينعكس عليه، خاصة في ملف المحتجزين داخليًا، والملف الاقتصادي خارجيًا، كما يسلط الضوء على جاهزية المقاومة من جهة، وجبهة الاسناد اليمنية من أخرى، ما يوسع دوائر الخطر على العدو، ويردع أية محاولةٍ لفرض قواعد جديدة.

واللافت أنه ورغم إبقاء باب المفاوضات مفتوحًا، إلا أن تحذير السيد القائد شدد على أن التعنت الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيدٍ غير محسوب، واضعًا الاحتلال بين خيار الالتزام بالاتفاقات أو مواجهة عواقب التصعيد.

وفيما يؤكد خبراء أن تحذير السيد القائد جاء في توقيته كرسالة دعم من اليمن للوفد الفلسطيني المفاوض في مواجهة محاولات انتزاع مواقف عبر التهديد وفرض وقائع جديدة، هو أيضًا رسالة دعم لفصائل الجهاد والمقاومة في غزة، التي أعلنت الجمعة، بشكلٍ واضح ومباشر مباركتها لهذا القرار وبأنها مستعدة لكل الاحتمالات.

في السياق؛ ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قرار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بإمهال العدو الصهيوني أربعة أيام قبل استئناف العمليات البحرية الهادفة إلى فرض حصار على موانئ الاحتلال، في حال استمرار حكومته الفاشية في منع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة.

وقالت في بيانٍ لها: إن “هذا القرار الشجاع، الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يُعَدّ امتدادًا لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة في قطاع غزة”.

طالبت “المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية”.

ودعت “شعوبنا ودولنا العربية والإسلامية إلى اتخاذ خطوات فاعلة لكسر الحصار عن إخوانهم في قطاع غزة، والعمل بكل السبل لإفشال مخطط الاحتلال الفاشي لتجويعهم وحرمانهم من حقهم في الحياة”.

وهذا بحسب خبراء، يشير إلى أن المقاومة وبجبهة اسنادها اليمنية؛ استطاعت إعادة التموضع والتعافي وعودة جهوزية تشكيلاتها ومقاتليها لمواجهة التهديدات، بقدر حرصها على استمرار الاتفاق وصولاً لوقف الحرب نهائيًا، وهو موقف تفاوضي صلب ومتقدم ويحكم بفشل كثير من المناورات ومحاولات الالتفاف على الاتفاق، ما يعني أنها لن تتراجع عن مواقفها ولن تدخل في مساراتٍ جديدة غير الاتفاق القائم.

وبالمحصلة؛ يؤكد خبراء أن التفاوض لما بعد التحذير الأخير؛ سيختلف عما كان، إذ أن هناك مؤشرات على أن التفاوض المباشر سيكون بين أمريكا وحماس، ما يعكس اعترافًا بكونها سلطة الأمر الواقع، متجاوزًا دور الاحتلال والوسطاء.

وعليه؛ فإن هذا التحول في المشهد يشير إلى فشل المفاوض الإسرائيلي وتغير القناعات الأمريكية بشأن جدوى الأداء الإسرائيلي، وفي المقابل يعكس تراجع دور السلطة الفلسطينية والعرب الرسميين، مقابل صعود حماس كواجهةٍ سياسية شرعية ممثلة للشعب الفلسطيني في غزة.