الخبر وما وراء الخبر

سباق الحرب والسلام

116

بقلم / حمدي دوبلة


أجواء واسعة من التفاؤل تسود الشارع اليمني بإمكانية معانقة السلام ووصول الفرقاء في الكويت إلى صيغة موحدة تضع حدا لهذا النزيف العبثي وتغلق ملفا “مجنونا” دخل منذ أيام شهره الرابع عشر ولمّا يشبع بعد من القتل والخراب وتدمير الحياة ومن مشاهد الدماء والدموع والأشلاء.
لايعكر صفو هذه الأحلام الجميلة  إلا أزيز وزمجرة الطائرات السعودية في أجوائنا والتي لاتزال على ضلالها القديم في استعراض العضلات والتباهي العقيم ومحاولة تقمص شخصية البطل المنتصر والفارس النبيل حتى وهي تدرك بأن العالم جميعا أصبح على علم يقيني بعجزها وفشل ملوكها المخزي والمهين في هذه المغامرة الصبيانية الطائشة وغير المحسوبة العواقب والتي يأبى عليها كبر وغرور أصحابها أن تتوقف.
“الشقيقة” شق الله رأسها تستكثر اليوم على هذا الشعب المطحون مجرد الإحساس الجميل بالتفاؤل والاستبشار للأنباء الواردة من الكويت عن بشائر سلام باتت تلوح في الأفق القريب وخاصة ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية خلال الساعات القليلة الماضية عن اقتراب المشاورات اليمنية من إنجاز اتفاق تاريخي ينهي الصراع ويؤسس لتسوية سياسية شاملة.
تستميت هذه الآفة القابعة في الجوار على العرقلة رغم الإجماع الدولي الذي جاراها طويلا في مراهقاتها الخبيثة في اليمن وبات على قناعة راسخة باستحالة الحل العسكري للملف اليمني وأنه ليس بإمكان أحد مهما أوتي من قوة وبأس من الغاء الآخر وإن الشراكة والتوافق هما الحل الوحيد والمخرج الذي لا غنى عنه ابداً.
وها هو النظام السعودي الذي أعلن مؤخراً عن رؤية استراتيجية لمملكته حتى العام 2030م يعجز عن مشاهدة حقائق الواقع بين يديه لذلك فهو يبدي امتعاضاً واضحاً من الدور الكويتي الإيجابي وحرصه الملموس على إحلال السلام في اليمن ويريد بعد كل ما اقترفه من جرائم وفظائع بحق اليمن واليمنيين أن يظهر كحمامة سلام وكوسيط محايد ولايزال يمنّي نفسه الخروج من المأزق الذي صنعه بيديه وانتجته حساباته الخاطئة دون اعتذار بل والتمادي في الغرور والغطرسة والإصرار على مواصلة سياسته الرعناء وكأن شيئا لم يحدث.
لقد أعماهم الكبر والتعالي عن رؤية الحقائق وقد تودي بهم هذه العنجهية اذا ما استمرت  إلى مالايحمد عقباه وإلى الزوال المحتوم.
قال تعالى: “وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ”.

نقلا عن صحيفة الثورة