الخبر وما وراء الخبر

نبذه مختصرة عن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي

1٬614

ماذا يعني الحديث عن السيد حسين؟

الحديث عن السيد حسين هو حديث عن الإنسان الذي جسد كل معاني الإنسانية في حياته, هو حديث عن الرجل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة, حديث عن الشجاعة التي أذهلت العالم بكله, حديث عن الإباء والعزة الإيمانية, حديث عن القيم العظيمة والمبادئ السامية, حديث عن السمو في أمثلته العليا, هو حديث عن قرين القرآن الكريم ببصائره وبيناته وهداه , هو حديث عن العظماء الذين قل أن يجود بهم الزمان.

مكان وتاريخ ميلاد السيد حسين بدر الدين الحوثي :

ولد بتاريخ شهر شعبان 1379هـ بمدينة الرويس بني بحر بمحافظة صعدة. وكما فتح عينيه على الدنيا على نور الإيمان والتقوى فإنه نشــأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم وعلـوم أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم فنهل من هــذا المعين الصافي النقي وتعلم من أبيه العلم والعمل معــاً والشعور بالمسئوليـة العظيمة تجاه أمته ودينه, وكلما شب وكبر كبر معه هذا الشــعور حتى أصبح رجلاً متميزاً منحه الله من العلم والوعي والحكمة والبصيرة والكرم والأخــلاق العالية والتعقل والصبر وسعــة الصدر والشجاعة وغيرهــا من صفات الكمـال ما يبهر كل من عرفه وجالسه.

كان السيد حسين محل إعجاب كل من عرفه

السيد حسين رضوان الله عليه كان محل إعجاب كل من عرفوه, فبعضهم أعجب به لكرمه وسخائه, والآخرون كان مصدر إعجابهم شجاعتــه التي كانت مضرب المثل في المناطق التي عرف فيها , والبعض الآخر سحرهم تواضعـه وكرم أخلاقه, وفريق آخر اندهش لعلمه ومعرفته فوجد نفسه أمــام بحر من العلم لا يدرك قعـره أمـا بعضهم فمدح فيه حكمته وبعد نظره, آخرون أحبوه لحبــه للناس واهتمامه بهم, والكثير الكثير دخل قلوبهم لمواقف الإحسان التي تميز واشتهر بها..

فمن هو أبوه؟

والده: هو السيد المجاهد فقيه القرآن/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين ابن محمد الحوثي رحمه الله. فأبوه هو الذي عرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله واستشعاره للمسؤولية, وشجاعته في قول الحق, وبأنه لا يخشى في الله لومة لائم وعرف بين الخــاصة والعــامة بالـورع والتقوى وممارسة الأعمـــال الصالحـة وكان كثير الاهتمام بإرشـاد الناس وإصلاحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنيــاهم وحل جميع مشاكلـــهم, وكان يولي الفقراء والمحتــاجين اهتماماً خاصاً فكان بيتــه عـامراً بطلاب العلـم وأصحـاب الحاجات وحل المشــاكل وقضــاء الحوائـج وكان يستخــدم مـنبر الجمـعة والمنـاسبات الدينية لتربية الناس وتوعيتهم وتوجيههم. ويوضح السيد حسين كيف كان والده يدفع به وبإخوته إلى تحمل المسئولية الدينية مهما كانت التضحيات ففي محاضرة [توصيات لطلاب الدورة] تحدث بأن والده الذي يملك ثلاثة عشر ولدا هو أحدهم لم يسمع منه في يوم من الأيام بأنه كان يقول لأحد من أولاده أن يترك العمل الذي فيه لله رضا أو يطلب منه أن يحافظ على حياته وهو يتحرك ويعمل للحق. ويؤكد السيد حسين بأن ذلك لا يعني بأن والده لم يكن يهمه سلامة أولاده ولكنه يعرف بأن الأفضل لولده أن يدخل في أعمال وإن كان فيها تضحية بنفسه لا يمنعه من ذلك أو يدفعه إلى الابتعاد عن هذا العمل أو يربيه على الجبن والخوف أو التخلي عن المسئولية.

الدور الإنساني والاجتماعي.

عرف السيد لدى القريب والبعيد والعدو والصديق بأدوار مهمة بما فيه خدمة المجتمع بجناحيه الرجل والمرأة فقد كان يعيش معاناة المجتمع ويتألم لواقعهم فعمل على تحقيق العديد من المشاريع الخدمية في العديد من المناطق التي تصل إليها يده.وأنشأ جمعية مران الاجتماعية الخيرية وقدم من خلالها العديد من المشاريــع المهمة وبالذات لمنطقة مران التي كانت تمثل محل إقامته الرئيسي رغم الصعوبــات التي كان يواجهها من بعض مسئولي الدولـــة في المحافظــة والذين لا يهمهم إلا تحقيق مصالحهم.فبنى العديد من المدارس الدينية والرسمية كما عمل على المتابعة لبناء مستوصف كبير في مران وجهزه بكادر من المنطقة وبعث بمجاميع من البنين والبنات للدورات في المجال الصحي في صنعاء وصعدة وعمل على فتح خطوط إلى المناطق التي لم يصل إليها الخط وتابع حتى حصل على العديد من البرك في عدد من المناطق وكذلك الكهرباء تابعها حتى توفرت شبكة كهرباء لمنطقة مران والمناطق المجاورة لها وقام ببناء مصلى للعيد في منطقة مران تتسع لكل أهالي المنطقة وعمل شخصيا في تلك المشاريع حيث كان دائما في مقدمة من يعمل بيديه. كما عرف بين أبناء المنطقة بأخلاقه العالية وبروحه التي تلامس مشاعر الناس وآمالهم وآلامهم فقد كان ملاذا للمظلومين والمحتاجين والفقراء والمساكين كما عرف برحمته وشفقته حتى بالحيوانات مما جعله محط إعجاب الناس .

السيد حسين في مجلس النواب

عندما دخل السيد حسين إلى مجلس النواب ممثلاً للدائرة (294) في محافظة صعــده عـام 1993م نائبا من نواب حزب الحق حرص السيد على أن يوسع علاقاته بالشخصيات الاجتماعية المخلصة. وكان له دور بارز ومهم في مجلس النواب من حيث صياغة القوانين ومحاربة الفساد المتفشي داخل هذه السلطة وعرف السيد بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل حتى أن السيد حسين لم يوقع خلال الفترة التي قضاها في مجلس النواب على أي قرض لعلمه بأن هذه القروض تصل إلى جيوب المتنفذين داخل النظام وأنها لا تعني الشعب لا من قريب ولا من بعيد.

موقف السيد من الحرب على الجنوب.

كان للسيد دور بارز ومعروف فيما يتعلق بالأزمة التي تلت الوحدة اليمنية وأدت إلى حرب صيف 94م حيث كان دوره هو دور الحريص على مصلحة البلد والحفاظ على وحدته وسلامته فكان هو ضمن فريق المصالحة بين الطرفين المتصارعين وعمل بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن حربا كانت قد أطلت برأسها وبعد عناء وتعب في محاولة رأب الصدع شعر السيد أن عشاق السلطة ذاهبون إلى الحرب فنأى السيد حسين بنفسه وبأتباعه أن يكونوا شركاء في سفك الدماء وهتك الأعراض ومصادرة الممتلكات بنفسه فقام بالخروج إلى محافظة صعدة رغم أن السلطة التابعة لبيت الأحمر كانت قد فرضت إقامة إجبارية لأعضاء مجلس النواب حتى يضفوا شرعية على الحرب الظالمة والتأثير على الرأي العام اليمني والعالمي,إلا أن السيد لم يعبأ بهذا القرار وخرج إلى محافظة صعدة وأعلن رفضه للحرب لأن الخاسر فيها هو هذا الشعب المظلوم ومن خلال المظاهرات التي قادها في صعدة أعلن عن موقفه وموقف أبناء هذه المحافظة مما يحصل من سفك للدماء اليمنية وهتك للحرمات من أجل السلطة والمال وظل على موقفه الرافض هذا حتى نهاية الحرب. ولم يخف على السلطة الظالمة هذا الموقف المعلن من السيد حسين وأنصاره في محافظة صعدة فعادوا من الجنوب وهم مهووسين بجنون العظمة ونشوة الانتصار الوهمي ليصبوا جام غضبهم على أنصار السيد حسين في مران وهمدان فنزلت الحملات العسكرية الكبيرة على أبناء مران وهمدان. ففي يوم السبت 16/6/1994م وصلت الأخبار إلى أسماع الناس بنزول حملة عسكرية كبيرة ظالمة، نزلت إلى مران، وعبثت بالبلاد، وضربت دور العلماء، واعتقلت أفضل أبناء المنطقة،وفي جبل مران أبدى الظالمون حقدهم بمحاولة تدمير بيت السيد العلامة بدر الدين الحوثي وبيت السيد حسين واقتادوا إلى السجن العشرات منهم ظلما وعدوانا أطفالا وشبابا وشيوخا وبقي البعض منهم في السجن لأكثر من عام دون محاكمة وهو ثمن دفعه السيد وأتباعه لمواقفهم الدينية والوطنية, ولم يكن ما حصل بالشيء الذي يمكن أن يوهن من عزيمة السيد حسين رضوان الله عليه عن المضي قدما في مواقفه المشرفة والقوية في مواجهة المفسدين والظالمين فعملوا على استهدافه شخصيا في صنعاء إلا أن رعاية الله كانت أكبر من مؤامراتهم.

السيد يتسلم منحة دراسية إلى السودان

تسلم السيد حسين رضوان الله عليه منحة دراسية من جامعة صنعاء خلال عضويتـه لمجلس النواب ليكمـل دراستــه العليا في السودان وفي الجامعة كان للسيد حسين حضوره المهيب ومداخلاته العلمية التي كانت تثير إعجاب الدكاترة والطلاب فحظي بشعبية كبيرة بين أوساط المثقفين هناك وبعد عدة سنوات عــاد إلى البلاد ليقوم بتحضــير رسالة الماجستير في علوم القرآن الكريم .

السيد حسين في مرحلة التقييم لوضعية الأمة

تأمل السيد حسين كثيرا في واقع الأمة وبدأ يبحث ويدقق مستفيدا من تجارب الماضي من أين أتيت الأمة؟ ومن أين ضربت؟ وما الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه؟ ومن خـلال غوصه في أعماق القرآن الكريم عرف الــداء الذي يفتك بجسم الأمة والذي طرحها أرضاً تئن تحت أقدام اليـهود والنصــارى إنها الثقافــات المغلوطة والعقائد الباطلة فقد كان يقول : [إذا تأمل الإنسـان في واقع الناس يجــد أننا ضحية عقائد باطلة وثقــافات مغــلوطة جاءتنــا من خارج الثقلين كتاب الله و عترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله), ومن كلام له في لقائه مع مجموعه من طلاب العلم: يجب علينا أن نعتمد على القرآن الكريم اعتــماداً كبيراً وأن نتوب إلى الله ومما قال: (نحن إذا ما انطلقنا من الأساس وعنوان ثقافتنا أن نتثقف بالقرآن الكريم سنجد القرآن الكريم هو هكذا، عندما نتعلمه ونتبعه يزكينا يسمو بنا، يمنحنا الله به الحكمة، يمنحنا القوة، يمنحنا كل القيم، كل القيم التي لما ضاعت ,ضاعت الأمة بضياعها، كما هو حاصل الآن في وضع المسلمين، وفي وضع العرب بالذات. وشرف عظيم جداً لنا، ونتمنى أن نكون بمستوى أن نثقف الآخرين بالقرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم } ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ { يؤتيه من يشاء فلنحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم.

ثقته القوية بالله وارتباطه به

لقد كان السيد حسين عظيم الثقة بالله تربطه بالله علاقة قوية يذكرك بالمتقين الذين وصفهم الإمام علي عليه السلام بقوله : (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم) وكان يعرف أن من أكبر أزمات الأمة أن لا تثق بالله كما ينبغي مبينا أسباب أزمة الثقة هذه ومما يدل على ثقته العالية بالله سبحانه وتعالى أنه في الحرب الأولى وهو محاصر وصلت إليه رسالة من الكتلة البرلمانية للمؤتمر طلبوا منه فيها أن يبعث برسالة استغاثة إلى الطاغية علي عبدالله صالح يطالبه فيها بوقف الحرب باعتباره أحد مواطنيه وهم مستعدون أن يفعلوا هذه الاستغاثة في البرلمان وعندما وصلت هذه الرسالة إلى السيد حسين رمى بها وقال : (سنستغيث بالله القوي العزيز).

خطر دخول أمريكا اليمن

كان هذا هو عنوان محاضرة قدمها السيد قبل أكثر من عشر سنوات وهو يحذر أبناء الشعب اليمني من هذا الخطر وما سيترتب على ذلك من دمار وخزي وانتهاك للمحرمات وللأعراض ونهب للثروات على أيدي الأمريكيين إذا لم يتنبه الشعب اليمني ويتحمل مسئوليته في الاستعداد لمواجهة هذه المؤامرة بكل الوسائل الممكنة ولتكن الصرخة بداية المشروع وكذلك تثقيف المجتمع وتهيئته ثقافيا للمواجهة القادمة وكذلك المقاطعة الاقتصادية .

السيد يقدم الصرخة في وجه المستكبرين كسلاح وموقف

يوم الخميس 17 يناير 2002م هو اليوم الذي انطلقت فيه من حناجر السيد حسين صرخة الحق والعزة والكرامة صرخة [الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام] ليعلن بذلك ولادة فجر جديد لا مكان فيه للذل ولا للهوان ولا للخوف والاستكانة والخنوع, يوم فتح فيه السيد حسين باب العزة والحرية والمواقف المشرفة التي ستعيد للأمة مجدها وسيادتها وتخلصها من تحت أقدام أعدائها, وترفعها من المستنقع الذي قد انغمست فيه .

الحرب الإعلامية

لقد كان من أسوء ما ظلمت به هذه المسيرة القرآنية منذ انطلاقتها وبزوغ فجرها هو ما ووجهت به من حرب إعلامية لا تقل شراسة عن الحرب العسكرية فأنشئت وسائل إعلامية جديدة إضافة إلى ما هو موجود من أجل تشويه هذه المسيرة القرآنية من خلال الكذب والدجل والافتراء وقلب الحقائق وتقديم المعتدي الغاشم ضحية والضحية معتد ظالم. ثم العمل الجاد في التهميش والتقليل لما حققته المسيرة القرآنية من مواقف مشرفة ومن انتصارات في كل المستويات.

يتبع…