الخبر وما وراء الخبر

العالم يودع شهيدي الإسلام والإنسانية السيدين نصرالله وصفي الدين

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

23 فبراير 2025مـ 24 شعبان 1446هـ

ودعت العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأحد، في مراسم تشييع مهيبة وتاريخية شهيدا الإسلام والإنسانية الأمينيين العامين لحزب الله السيد حسن نصر الله والشهيد هاشم صفي الدين.

وفي مشهد غير مسبوق لم تشهده العاصمة اللبنانية في تاريخيها، شارك مئات الآلاف من داخل لبنان وخارجها في مراسم تشييع الشهيدين الأمينين.

ومنذ الصباح الباكر، امتلأت المدينة الرياضية والشوارع والساحات المحيطة بها بحشود غير مسبوقة جاءت لوداع شهيدي الإسلام والإنسانية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وصفيه السيد هاشم صفي الدين.

وبالإضافة إلى مئات آلاف المشاركين من دخل لبنان، حضرت وفود شعبية ورسمية من 80 دولة عربية وإسلامية وعالمية للمشاركة في مراسم التشييع، على الرغم من الضغوط والعراقيل الأمريكية والغربية الرامية إلى إفشال وتشويه هذه المراسم.

وشاركت اليمن بوفد رسمي تقدمهم مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، وعدد من الوزراء والمسؤلين.

وعبرت الحشود المشاركة في التشييع عن المحبة والوفاء لقادة المقاومة، رافعة صور الشهيدين وأعلام حزب الله، وأعلام اليمن والعراق.

وعلقت صور عملاقة للشهيدين نصر الله وصفي الدين على الجدران الخارجية للمدينة الرياضية وفي الطرقات المؤدية لمكان التشييع.

وألقى الشاعر اليمني معاذ الجنيد قصيدة شعرية في رثاء السيدين الشهيدين، ختمها ببيت قال فيه “لا لن يموت ففيه القدس موعود.. إن هدنا الحزن فالرحمن ملجأنا.. وظهرنا بابن بدرالدين مسنود.

مراسم التشييع
وانطلقت مراسم التشييع الساعة الواحدة ظهر اليوم بالتوقيت المحلي من دخل التجمع الرئيسي في مدينة الرئيس كَميل شمعون الرياضية، بآيات من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ودخول نعشي الشهيدين على آلية خاصة.

وألقى قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي كلمها، ألقاها عنه السيد مجتبى الحسيني أكد فيها أن روح ونهج الشهيد السيد نصر الله ستتجلى شموخهما أكثر فأكثر يوما بعد يوم، ويُنيران درب السالكين.

وقال “”فليعلم العدو أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”، بإذن الله.

وأضاف السيد الخامنئي أن “السيد هاشم صفي الدين ، فهو أيضًا نجم لامع في تاريخ هذه المنطقة، وقد كان ناصرا صفيا، وجزءًا لا يتجزأ من قيادة المقاومة في لبنان”.

ووسط أجواء من حزن ودموع المشاركين في مراسم التشييع دخل نعشا الشهيدان إلى ساحة التشييع في المدينة الرياضية على آلية خاصة، وقد سجيا بعلم حزب الله.

وهتف المحتشدون بالموت لإسرائيل مؤكدين الوفاء للعهد لسيد المقاومة السيد حسن نصر الله، مرددين “لبيك يا نصر الله”، و”كلنا مقاومة”.

الشيخ نعيم قاسم: نودع قائدا عربيا إسلاميا استثنائيا يمثل قبلة أحرار العالم

تلى ذلك، كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بدأها بالسلام على الوفود من كل أنحاء العالم وكل المجتمعين في هذه المناسبة لتشييع الشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين.

وقال الشيخ نعيم قاسم: أخاطبكم باسم أخي وحبيب ومقتداي السيد حسن نصرالله، السلام عليكم يا أشرف الناس وأوفى الناس وأكرم الناس يا من رفعتم رؤؤوسنا عالياً.

وأضاف نودع اليوم قائدا استثنائيا عربيا إسلاميا يمثل قبلة الأحرار في العالم

وأشار إلى جوانب من مراحل حياة وسيرة الشهيد السيد حسن نصر الله، ومواقفه، مضيفا “أن السيد نصر الله رجل العظيم ذاب في الإسلام والولاية هو صادق وفيّ حنون كريم متواضع صلبٌ شجاعٌ حكيم استراتيجي وحبيب المقاومين”.

وقال: إن السيد نصر الله أحب الناس وأحبه الناس وهو قائد العقول والقلوب ووجهته دائماً كانت فلسطين والقدس.

وجدد العهد بالوفاء لسيد الشهيد نصر الله، مضيفا سنحفظ وصيتك “هذا الطريق سنُكمله لو قُتلنا جميعاً ولو دُمرّت بيوتنا على رؤوسنا”، مردفا “أنت بقا فينا بنهجك وتعاليمك وخط سيرك وجهادك”.

وأكد أن “مساهمة السيد نصرالله كانت عظيمة في إحياء القضية الفلسطينية ونحن سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط”.

وإذ حيا الأسرى في سجون العدو الصهيوني، وخاطبهم بقوله “لن نترككم عند العدو وسنقود كلّ الضغوطات اللازمة للإفراج عنكم”.

ورأى الشيخ نعيم قاسم أن “الحشد اليوم هو تعبير عن الوفاء الذي قلّ نظيره في تاريخ لبنان”، مشيرا إلى أن “هذا الحشد لم يوجد مثله في لبنان على مرّ التاريخ”.

وفي السياق، أوضح أن المقاومة واجهت الكيان “الاسرائيلي” والطاغوت الأكبر أمريكا التي حشدت كل إمكاناتها لمواجهة محور المقاومة الذي التفّ حول غزة وفلسطين، لافتا إلى أن معركة إسناد غزة هي جزء من إيماننا بتحرير فلسطين.

ولفت إلى أن العدو “الاسرائيلي” لم يستطع التقدّم بسبب المقاومة وصمودها وعطاءاتها، مشيرا إلى أن حجم الضغط كان غير مسبوق على المقاومة ومجاهديها وبيئتها ولكن حجم الصمود في المقابل كان غير مسبوق أيضاً

وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة موجودة قوية عددًا وعدّة، مؤكدا أن كيان العدو الصهيوني لا يستطيع أن يستمر احتلاله وعدوانه، مشددا على أن المقاومة مستمرة بحضورها وجهوزيتها، مردفا المقاومة إيمان وحق ولا يمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق.

وأشار إلى أن أبرز خطوة اتخذتها المقاومة أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها، مضيفا أصبحنا الآن في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وكيفية التعامل معها.

وخاطب أعداء المقاومة بقوله: موتوا بغيظكم المقاومة مستمرة وقوية وباقية، مضيفا لو اجتمع طواغيت العالم بأسره لقتلنا سنواجههم حتى الشهادة.

كما وجه رسالة الأمريكيين قال فيها: لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم في لبنان، مؤكدا أن المقاومة ستواجه مشروع ترامب التهجيري مع كل قوى التحرير في المنطقة.

كما أكد أن حزب الله سيشارك في بناء الدولة القوية العادلة وسنساهم في نهضتها تحت سقف اتفاق الطائف، منوها إلى أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه.

وبالتزامن مع كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حلق الطيران الحربي الصهيوني على علو منخفض جداً في أجواء بيروت لمرتين متتاليتين، في محاولة لإرهاب وإخافة المشيعين.

وبعد كلمة الأمين العام لحزب الله، أقيمت صلاة الجنازة، ثم انطلق مسير التشييع إلى موقع دفن الشهيد السيد نصر الله، على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت. فيما من المقرر دفن السيد الشهيد صفي الدين، غداً الاثنين، في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوبي لبنان.

التغطية الإعلامية
وشاركة قناة المسيرة بوفد إعلامي كبير في تغطية مراسم التشييع تقديرا وشكرا وعرفانا لشهيد الإسلام والإنسانية الذين كرسو حياتهم وقدموا أرواحهم خدمة لقضيا الحق والعدل ومواجهة قوى الاستكبار والظلم في العالم، وناصر اليمن في وجه العدوان السعودي الأمريكي حين تخلى عنه العالم.، كما شاركت أكثر 400 مؤسسة إعلامية في تغطية الحدث.

وخلال مراسم التشييع وزعت اللجنة المنظمة 120 كاميرا على أكثر من 25 نقطة للمساهمة في توفير الخدمات الإعلامية، كما نقلت المراسم من خلال شاشات عرض عملاقة على امتداد الشوارع والساحات المحيطة بالمدينة الرياضية.

يذكر أنه لم يقتصر التشييع وتوديع الشهيدين السيدين في لبنان؛ حيث أقيمت فعاليات وخرجت مسيرات في عدد من دول العالم، مثل العاصمة اليمنية صنعاء التي أقامت فعالية تأبين جماهيرية حاشدة أقيمت خلالها صلاة الغائب على الشهيدين.

ورفع مقدسيون صورة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله تحت قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك في يوم تشييعه المهيب، فيما شهدت بغداد مسيرة حاشدة في يوم التشييع.