لا يمكن أن تكون مقاومة من أجل الاحتلال
بقلم / نايف حيدان
ما يحدث في المحافظات الجنوبية وفي المكلا تحديداً عنوان كبير للقادم، فباسم محاربة “الإرهاب” يشرعنون للاحتلال.
سبق وحذر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي من هذا المخطط، وتحديداً حذر من خطر القاعدة على اليمن ككل وعلى المحافظات الجنوبية تحديداً، وهو ما جعل من القيادة تقدم على التوجه بخوض حرب في المحافظات الجنوبية للتخلص من هذه الآفة القادمة من دول الخليج تحت ذريعة استعادة الشرعية.
وبالرغم من أن الجيش واللجان الشعبية قد خاضوا هذه الحرب وضحوا بعشرات الشرفاء لأجل تحرير وتنظيف المحافظات الجنوبية من هذه الآفة الخبيثة، إلا أن التشكيلات القتالية التي ظهرت باسم المقاومة والملغمة بهذه العناصر “الإرهابية” قد وقفت حجر عثرة أمام تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وكان للتغطية الجوية والبحرية من قبل تحالف العدوان الأثر الكبير في اتخاذ قرار الانسحاب من المحافظات الجنوبية.
ورغم انسحاب الجيش واللجان الشعبية إلا أن الأعمال الإرهابية توسعت بشكل كبير، وانتشرت معسكرات التنظيمات الإرهابية وبشكل واضح ومكشوف سواء في محافظة أبين أو حضرموت، ومع هذا لم نر استهدافاً لهذه المعسكرات أو لهذه التجمعات “الإرهابية” من قبل التحالف العدواني الذي تقوده السعودية والذي ركز كل ضرباته وحربه ضد من يقاتلون هذا التنظيم.
واليوم نشاهد هذا التحشيد والتعزيزات العسكرية الكبيرة تتدفق على محافظة حضرموت تحت حجة محاربة الإرهاب يقابل بصمت مخزي من قبل من سموا أنفسهم مقاومة.. ولو نظرنا بعمق لهذا المصطلح نجد أن استخدامه كان في غير مكانه فكيف يسمون أنفسهم مقاومة وهم يشاهدون النوايا الخبيثة للغزاة لاحتلال الجنوب.. فالمقاومة لا تتشكل إلا لطرد المستعمر أو الغازي وليس للدفاع عنهم وتمكينهم.
باعتقادي إن الفأس قد وقع على الرأس وما المكلا إلا عنوان لما هو مخطط لكل اليمن.. ويفترض على المقاومة أن تضطلع بدورها الوطني وتقاوم الغازي والمستعمر الجديد، ولن تجد ممن حاربتهم بالأمس تحت حجة تحرير الجنوب إلا العون والمساعدة، وبقية القضايا الداخلية وبالذات القضية الجنوبية هي قضية كل اليمنيين مثلها مثل قضية صعدة، وقد سبق وسمع اليمنيون والعالم كم خطابات وكم تعهدات بحل هذه القضية التي يسعى العدوان لقبرها وإحيائها متى ما أراد.. الشعب اليمني يئن من وجع حضرموت مثلما يئن من وجع في الجوف والعدو واحد.