إقرار بريطاني بوقوف “واشنطن” وكيان العدو وراء التوترات في البحر
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 فبراير 2025مـ – 10 شعبان 1446هـ
يوماً تلو الآخر، يعبر الإعلام الأمريكي والبريطاني عن الحقائق التي بات يوقنها بشأن قدرات اليمن وطبيعة مواقف قواته المسلحة في ردع الغطرسة الأمريكية الصهيونية وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وأكدت إحدى أكبر الصحف البريطانية أن أي تصعيد قادم ضد غزة سيفرز عمليات نوعية في البحار، كما أكدت أيضاً أن واشنطن ستكون السبب في عودة الصواريخ والمسيرات اليمنية لاستهداف السفن المرتبطة بالعدو ورعاته، وبالتالي عزوف كبريات شركات الشحن الدولية عن الإبحار إذا ما خالفت القرارات والتوجيهات الصادرة من اليمن، على مسار الإسناد.
ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية المتخصصة بالشؤون الاقتصادية والتجارية الدولية، تقريراً، الأحد، أكدت فيه أن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سكان غزة قد يكون سبباً في عودة العمليات اليمنية البحرية واستهداف السفن المتعاملة مع العدو الصهيوني ورعاته بأي شكلٍ من الأشكال، وهنا تأكيد على اليقين الأمريكي بمدى قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ العمليات وتجاهل تهديدات ترامب بهذا الشأن.
ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات ترامب بددت آمال شركات الشحن البحري التي ترغب في العودة للإبحار عبر البحر الأحمر على وقع إعلان اليمن وقف العمليات في ظل الالتزام الصهيوني بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في إشارة إلى أن تصريحات ترامب تؤسس لتصعيد إسرائيلي ضد غزة، وهو ما سيواجه بردود يمنية مناسبة ورادعة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الرئيس التنفيذي لمجموعة “نوردن” للشحن “جان ريندبو” قوله إن “خطة ترامب أضافت إلى هذه الصورة الاضطرابات والتوتر في الشرق الأوسط، والتي قد تطيل أمد قضية البحر الأحمر”، وهنا اعتراف بريطاني بتوجهات ترامب التصعيدية، في حين أضاف “ريندبو” في تصريحاته بالقول “إعلان ترامب زاد من خطر عدم بقاء الحوثيين في وضع ثابت”، وهنا أيضاً اعتراف بريطاني صريح بأن القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملياتها كرد فعل طبيعي على التصعيد القادم من واشنطن، وأن الغطرسة والعربدة الأمريكية في فلسطين هي سبب أي توتر في البحر.
كما أقرّت الصحيفة بأن الحرب الصهيونية على غزة كانت السبب في كل ما جرى بالبحر الأحمر، حيث أوضحت بالأرقام أعداد السفن التي مرت من البحر الأحمر على وقع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والتزام القوات المسلحة اليمنية بحماية الاتفاق من أي خرق صهيوني، عبر تهديدات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالرد القاسي على العدو الإسرائيلي إذا ما اخترق الاتفاق في أي مرحلة من مراحل تنفيذه، وإبقاء دور القوات المسلحة اليمنية هو المراقبة وحماية الملاحة الدولية كما هي العادة منذ تسع سنوات.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن أكثر من 25 شركة شحن دولية عادت لتمرير سفنها من البحر الأحمر بعد فترة توقف، جراء استهداف القوات المسلحة سفن الشركات التي تتعامل مع العدو الإسرائيلي، مؤكدةً أنه من المقرر أن تنقل إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي غادرت سلطنة عُمان مؤخرا أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال غير الروسي عبر البحر الأحمر منذ أكثر من عام.
وما يؤكد أن تصريحات ترامب هي من سببت المخاوف لدى غالبية الشركات التي لم تعد للإبحار حتى اللحظة، فقد نقلت فايننشال تايمز عن محللة المخاطر البحرية “بريدجيت ديكن” قولها: “عادت بعض الشركات للعمل في البحر الأحمر فيما البعض الآخر لا يزال ينتظر دليلا على الاستقرار”، مشيرةً إلى تصريحات ترامب التي قد تفجر الأوضاع من جديد، فيما نقلت عن الرئيس التنفيذي لشركة “فسبوتشي ماريتايم” لارس جينسن، التي تقدم خدمات استشارية لأصحاب السفن والتجار، تصريحاته التي قال فيها “إن الآمال المبكرة في العودة إلى المرور عبر البحر الأحمر قد تبددت”، في إشارة إلى تداعيات تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة، وقد أكد ذلك بقوله “قبل أسبوع كان ثمة ضوء في نهاية النفق، لكن الآن احتمال العودة إلى البحر الأحمر تقلص”، مضيفاً “إن حركة العبور قد تنتعش بعد نحو شهرين من السلام في البحر الأحمر، لكن إعلان ترامب لم يساعد في تثبيت الثقة في أن هذه منطقة مستقرة”.
وتؤكد هذه التصريحات، وما طرحته “فايننشال تايمز”، أن هناك قناعة دولية واسعة بوقوف الكيان الصهيوني والعدو الإسرائيلي وراء أي توترات في المنطقة والعالم، في حين تزداد القناعة بقدرة القوات المسلحة اليمنية على ردع عربدة واشنطن و”تل أبيب” تحت أي ظرف، كالتزام مبدأي لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة التي يسعى المستكبرون لمصادرتها ظلماً وجوراً وعدواناً.