المحافظات الجنوبية تحترق بنيران الاحتلال
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 فبراير 2025مـ – 10 شعبان 1446هـ
تقريــر|| هاني أحمد علي
“برع برع يا استعمار” .. بعد أكثر من 5 عقود من رحيل آخر جندي بريطاني من أرض عدن في الـ 30 من نوفمبر من العام 1967م، تعود الهتافات مجدداً في نفس المدينة للمطالبة برحيل الاستعمار والغزاة.
احتاج أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، لما يقارب 10 سنوات من أعمارهم كي يكتشفوا حقيقة الاحتلال الجاثم على صدورهم، والأكذوبة التي عاشوها طيلة هذه الفترة، لتتضح الرؤيا لاحقاً بأن الهدف من التواجد الأجنبي لم يكن اعادة “الشرعية” الزائفة التي عفا عليها الزمن داخل فنادق الرياض وأبو ظبي، وإنما الهدف الحقيقي هو الهدف ذاته الذي جاء من أجله الاحتلال البريطاني قبل 50 عاماً، والمتمثل في السيطرة على موانئ ومنافذ اليمن البرية والبحرية والجوية، ونهب ثرواتها وخيراتها، وتركيع أبنائها من خلال سياسة التجويع والافقار المتعمد والممنهج.
لقد تجاوز أبناء عدن بتلك الهتافات “برع برع يا استعمار” وشعار “لا تحالف بد اليوم”.. كل الدعايات الكاذبة والتحريضية التي كانت تراوغهم بها أدوات العدوان ضد حكومة صنعاء، حيث بات سكان المحافظات المحتلة أكثر وعياً من ذي قبل وأصبحوا يعلمون جيداً من هو عدوهم الحقيقي، ومن هو المتورط بسرقة ثرواتهم واحتلال أرضهم وسلب حريتهم، وانتهاك حقوقهم وكرامتهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الأساسية.
إن الصورة المأساوية القادمة اليوم من عدن والمحافظات الجنوبية، تعكس حجم البؤس والمعاناة التي يعيشها الأهالي هناك، بعد أن باتوا جميعاً يكتوون بنيران الاحتلال، وأصبح الموت جوعاً وقهراً وكمداً هو سيد الموقف، ما دفع السكان إلى الخروج للشارع من أجل التنفيس عن غضبهم ضد سياسية التجويع والتركيع التي يمارسها الاحتلال وأدواته ومرتزقة وميليشياته.
لم يكن الجوع وحده هو من أشعل فتيل الانتفاضة الشعبية الغاضبة في عدن المحتلة، بل كان لجرائم القتل والقمع والإرهاب والاعتقالات التعسفية واخفاء مئات المواطنين داخل سجون الاحتلال الإماراتي وميليشيا المجلس الانتقالي السرية، دوراً أيضاً في ذلك، بالإضافة إلى انعدام الخدمات وفشل حكومة الفنادق في انجاز أي تقدم يذكر بملف الاقتصاد وإيقاف انهيار الريال أمام العملات الأجنبية بشكل كارثي بعد أن تخطى قيمة الدولار الواحد حاجر الـ 2500 ريال، وهو ما انعكس سلباً على أسعار المواد والسلع الغذائية الضرورية.
المحافظات الجنوبية المحتلة بحاجة ماسة اليوم إلى الهبة الجماعية من أجل اشعال فتيل الثورة والتحرر من الظلم تحالف العدوان الجائر، ودحر المحتل وتطهير جميع أراضيهم ومناطقهم من دنس الطغاة وأدواته.
لليوم الرابع على التوالي تتواصل الانتفاضة الشعبية داخل عدن وأبين ولحج والضالع بسبب تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية وغياب الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن وعلى رأسها الكهرباء التي كان الفساد السبب الرئيس في انطفائها حتى اشعار آخر.
وعلى مدار الأيام الأربعة ترتفع أصوات المحتجين بالهتافات والشعارات المنادية برحيل الاحتلال وحكومة المرتزقة وما يسمى الانتقالي، والتي كان من أبرزها شعار بـ”برع برع يا استعمار” التي دوت كل أرجاء مدينة عدن، كما تم احراق علم دويلة الاحتلال الاماراتي من قبل المواطنين الغاضبين.
وشملت الفعاليات الغاضبة، أعمال فوضى وشغب، تمثلت في قطع الطرق الرئيسة وشل حركة المرور، بالرغم من محاولات ميليشيا الانتقالي قمع تلك التظاهرات وتفريق المتظاهرين عبر إطلاق النار عليهم بشكل مباشر، وهو ما تطور الأمر بعد ذلك ليدفع المواطنين للرد على الاستفزازات والاقدام على حرق أطقم عسكرية تابعة لمرتزقة الاحتلال الإماراتي.
من جانبه أطلق محافظ عدن المحسوب على حكومة صنعاء، تصريحات شديدة اللهجة إزاء ذلك، محذراً ميليشيا الاحتلال من أي اعتداءات أو قمع تستهدف المظاهرات السلمية، مؤكداً أن إرهاب المرتزقة لن يوقف الغضب الشعبي المتعاظم ضد المحتل وأدواته.
ولفت المحافظ سلام إلى أن الوضع المعيشي للمواطنين في عدن والمحافظات المحتلة وصل إلى مستويات خطيرة نتيجة سياسات الاحتلال التدميرية، معتبراً ما يقوم به الاحتلال السعودي الإماراتي من تجويع للمواطنين يعكس الأهداف الخفية التي حاول المحتل تغييبها عن أبناء عدن، مبيناً أن حالة الغضب والاحتجاج السلمي للمواطنين يعكس الرغبة الشعبية الجامعة في طرد المحتل وأدواته العابثة بمقدرات الوطن وثرواته.
في السياق، تطرق عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، إلى ما آلت اليه الأوضاع المعيشية والاقتصادية داخل مدينة عدن وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان والاحتلال.
وسخر الفرح من حكومة المرتزقة، التي تدعي بأنها دولة، وذلك بعد أن عجزت عن تشغيل كهرباء عدن، وعجزت حتى عن تشغيل لمبة وماطور، رغم المنح والدعم الذي تستلمه من الخارج، متسائلاً: “كيف ستفعل هذه الحكومة الفاشلة بعد أن تتمكن من السيطرة على اليمن كاملا؟”.
وأكد القيادي في أنصار الله أن المعاناة التي يعيشها الأهالي في المحافظات الجنوبية هي نتيجة الاحتلال، لأنه لا يريد خيراً للبلد، وكل العناوين التي رفعها كانت للاستغلال، والأوضاع المتردية في عدن وغيرها خير دليل، سواء على الجانب الأمني أو الاقتصادي أو بقية المجالات.