الخبر وما وراء الخبر

النص الكامل لمقابلة الشيخ محمد الزايدي أحد كبار مشايخ خولان الطيال مع “قناة المسيرة”

11

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
2 فبراير 2025مـ – 3 شعبان 1446هـ

أفردت قناة “المسيرة” لقاءاً هاماً مع أحد كبار مشايخ خولان الطيال الشيخ محمد بن أحمد الزايدي، ولأهمية الحوار يعيد موقع “المسيرة نت” الحوار كاملاً مكتوباً: إلى نص الحوار:

الشيخ محمد ابن أحمد الزايدي، أحد كبار مشايخ خولان الطيال، واليمن بوجه عام، أهلا وسهلا بكم، في هذا اللقاء، رأيناكم خلال ماضي الأيام، تحشدون قبائل خولان ومأرب في اجتماعات قبلية موسعة في صرواح.. ما رسالتكم من ذلك؟

اجتماع خولان الطيال في صرواح، أتى لأربعة أسباب رئيسية، أولها التعبئة العامة لإعلان النفير العام والجاهزية القتالية، والسبب الثاني أن اللقاء كان مصادفاً للذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رحمه الله- والسبب الثالث، للرد على تهديدات أعداء الإسلام والمسلمين، أمريكا وإسرائيل، وكان موقف جميع قبائل خولان بكبارها ومشايخها وعقالها، والرابع هو ابتهاج الشعب اليمني بانتصار الشعب الفلسطيني في غزة، ووقف العدوان عليها، وفرح اليمنيين يساوي فرح الفلسطينيين أنفسهم.

إعلانكم للنفير العام، ماذا يعني؟

الاستعداد الكامل لأي تصعيد، أو عدوان من قبل أعداء الإسلام.

قبائل خولان السبع، بذلك الحشد والجمع الكبير، عبرت عن موقف يليق بمكانة القبيلة اليمنية، لكن الكثيرين يتساءلون: ما الدافع لهذه الوقفة في هذا التوقيت بالتحديد؟

الدافع الأساسي هو ما نسمع من تهديدات من أمريكا وإسرائيل بالعدوان أو التصعيد على اليمن، وما نسمعه من بعض قادتهم أنه إذا لم يتدخلوا عسكرياً، فإنهم سيدعمون بالمال والسلاح الفصائل المسلحة في اليمن لإعادة الاقتتال بين الإخوة اليمنيين بتدمير بلدهم وشعبهم، وأتت الوقفة لتثبت للأمريكيين والإسرائيليين ومن تحالف معهم من دول الكفر بأن اليد على الزناد، والشعب اليمني جاهز للمواجهة والتصدي.

ومن راهن عليه الأمريكي والإسرائيلي، كيف ستتعاملون معه؟

من مد يده للخارج لمحاربة بلده، نحن في الوقت الحالي نأمل أن يعي اليمنيون الذين في الطرف الآخر، بأنهم في الطريق الخطأ، وإن ما يعملوه من تصعيد أو ما شابه ذلك، لا يخدم غير اليهود والنصارى، أما اليمنيون، فالمفروض أنهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم، ويجلسون على الطاولة، ويناقشون أمورهم، واليمن يتسع للجمع.

ومن أصر على الوقوف في صف اليهود والنصارى؟

من أصر على الوقوف، فهذا شأنه، وسوف يعامل مثل ما يعامل اليهود والنصارى.

ماذا يعني يا شيخ محمد أن وقوف قبائل خولان السبع قوبلت بردود فعل قلق من قبل الطرف الآخر، وكأن الأمر والرسالة تعنيهم؟

قبائل خولان هم جزء من قبائل اليمن، ومن الشعب اليمني، ويحق لهم أنهم يعبرون عن رأيهم، وإن يجتمعوا، وإذا مروا بفترة جمود في الفترة الأخيرة الماضية، فرأوا اليوم أن من الواجب أن يجتمعوا، ويوحدوا رأيهم أمام أي عدوان يحصل.

شيخ محمد بما أن وقفتكم تزامنت مع ذكرى فاجعة أليمة هي ذكرى استشهاد الشهيد القائد.. كيف تنظرون لهذه المناسبة وصاحبها؟ ودوره في النهوض بالشعب اليمني ليكون في هذه المواقف اللائقة باليمن؟

الذكرى هي ذكرى لمنهج السيد القائد، المنهج القرآني الذي جسده على الواقع أخوه السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وفي مقدمة تجسيد هذا النهج، هو الوقوف مع غزة في طوفان الأقصى من أول يوم، ووقف الشعب اليمني بقائده، وقواته المسلحة إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل جدارة، وبشكل مستمر إلى أن وقف العدوان على غزة، ولا زالت اليد على الزناد، لو نكثوا بالعهد أو بالاتفاقية، فالجيش اليمني جاهز، والشعب اليمني جاهز، واستيقظ، وألتف حول قيادته من بداية “طوفان الأقصى”.

التهديدات لليمن من قبل أمريكا وإسرائيل تصنيف لليمن في قوائم الإرهاب، هل يخيفكم هذا تصنيف كقبائل؟ هل سيثنيكم عن موقف الإسناد لغزة؟ فيما إذا استجد تصعيد من قبل العدو الإسرائيلي؟

كل ما أتى من الأعداء هو يدفع اليمنيين إلى التلاحم والوحدة والوقوف صفاً واحداً أمام أي تصعيد يأتيهم، من أينما كان؟ أما بالنسبة للأمريكيين وتصنيفاتهم بانّ الشعب اليمني إرهابي، فهذا أي بلد أو جهة لم يطيعوا أوامرهم ما معهم، الا أن يصنفوه بهذه التصنيفات “كإرهاب” أو “كتهديد”، على الناس ليثنوهم عن القيام بدورهم، وأداء واجبهم، ولكن لن يجديهم نفعاً هذا الكلام.

يعني لن تتأثروا كقبائل من هذا التصنيف؟

هذا التصنيف أتى في صالح اليمن، ويزيده وحدة وصلابة.

حتى بالنسبة للطرف الآخر تقصدون هذا القرار يعيدهم إلى جادة الصواب؟

بالنسبة للطرف الآخر، هم إخواننا وليسوا أعداء لنا، لأن نحن أهل بلد واحد، وإن اختلفنا في وجهات النظر، فالواجب واحد، وأعتقد أنه بعد “طوفان الأقصى” بعض الجهات، أو بعض الناس ما قدروا يفصحون عن رأيهم، وكانوا يصنفون بعد ما قام به الجيش اليمني بأنه “إرهاب” بالنسبة لضرب إسرائيل، وعن ضرب السفن والبوارج البحرية وحاملات الطائرات، بأنها “قرصنة”.. هذا من الكيد السياسي فقط، أما القناعة، أنا متأكد بأن كل يمني وكل عربي، كان يرتاح ضميره مع كل صاروخ، ومع كل طائرة مسيرة.

كقبائل.. كيف تنظرون إلى موقف القوات المسلحة اليمنية؟ ووصول اليمن إلى هذا المستوى؟ أن تضرب إلى “يافا” تل أبيب؟ أن تستهدف حاملات الطائرات، أن تمتلك صواريخ؟ فرط صوتية لم تكن على بال؟

هذا بقدرة الله سبحانه وتعالى، أمد الشعب اليمني بما يمكنها من أداء واجبه، وما قام به الجيش اليمني هو حفظ لكرامة الأمة، لأن القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية لكل العرب والمسلمين، ولكن هناك من لسانه طويل يستطيع أن يعبر، وآخر مكمم على أفواههم، لأنهم لا يريدون يزعلون أحداً، نتيجة ظروف سياسية، ونقدر لهم ذلك، لكن واقع الناس نحن متأكدين، كما يقول المثل: “عس قلبك وقلب غيرك مثلك”، عن قناعتهم، قناعة واحدة، فالشعب اليمني، رغم اختلافهم السياسي واختلافهم في وجهات النظر.

بما أن القضية الفلسطينية مركزية لكل الأطراف، ألا تعتبر فرصة لعودة الطرف الآخر إلى جادة الصواب؟ ولنتحرك جميعاً في مواجهة العدو الذي يستهدف قضيتنا المركزية، ومن ثم نصفي خلافات وجهات النظر البينية ونبحث لها عن حلول؟

نحن نأمل في الطرف الآخر بأن يسرع الجلوس على طاولة المفاوضات، لكي يفوت الفرصة على الأعداء، لا يعيدوا الحرب بين الإخوة، فاليمن يتسع للجميع، واليمنيون قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم، بدون أي تدخل خارجي.

ترى أنهم يملكون قرار؟

هم يقدرون، يملكون القرار، إن أرادوا، أن يتخذوا القرار، وإن أرادوا أن يبقوا مطيةً للأعداء، وأنا آسف أن أقول هذا الكلام، لكن هم يعرفون إن أرادوا أن يساهموا، إسهاماً فعالاً في حل القضية اليمنية، فصنعاء مرحبة وقيادتها مرحبة، وتمد يدها للسلام، فمن أراد السلام يا حيا على العين والرأس، ومن أراد غير ذلك فهذا شأنه.

من واقع النكف القبلي، قبائل خولان، الطيال، قبائل مأرب ومعها كل قبائل اليمن معروفة بتاريخها العريق، والقرآن يشهد بذلك.. نحن أولو قوة وأولو بأسٍ شديد.. ما المواقف المستقبلية التي يدشنها النكف القبلي، والتعبئة العامة التي أعلنتموها؟

في هذا الخصوص طرحت رؤية لتنظيم تحرك وانطلاقة النكف القبلي واندفاعها وحماسها، وكانت البداية بخولان، نشكل كل قبيله على نظام تشكيل عسكري، سرايا وكتائب وألوية وفرق على مستوى كل قبيلة، من القبائل السبع على مستوى كل قبيلة، وما عملناه في خولان، سنعمله في القبائل الأخرى على أساس أي حركة، أو أي طارئ يستدعي تحركهم، يتحركون بسلاسة منظمة.

مظلومية غزة شيخ محمد مثلت حالة فرز.. فما النتائج التي تجلت أمامكم؟

الحقائق التي تجلت فيها واضحة، من يقف مع غزة، ومن يقف صامتاً، ومن يقف مع العدو الإسرائيلي، الأمور واضحة، يعني ما في داعي أن ندخل في تفاصيل ونجرح في أحد، وكل شيء واضح، قضية كفر وإسلام، وأكثر الناس ينطلق من منطلق حزبي، ومنهم من ينطلق من منطلق، قِمر، والقِمر من عمل الشيطان؟

هل القِمر سيجعلك مع الإسرائيلي؟

لا أنا أعني أخوتنا في الداخل مع الطرف الآخر، ونحن نعزهم ونقدرهم، وما نجهلهم أو نجهل قناعتهم، لكن صارت الأمور واضحة قدامهم، وكيف أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، يؤلبون المجتمع الدولي، بما في ذلك محاولتهم لإدخال المجتمع العربي والإسلامي ضد فلسطين، وضد من وقف مع فلسطين، ولكن الحاضنة الشعبية العربية والإسلامية تأبى، وأعتقد أنكم رأيتم كيف الاحتفالات بعد وقف العدوان وانتصار غزة في كل مكان ، حتى أصحابنا الذين في مأرب سابقونا في الابتهاج بالفرحة، وهذا يدل على أن قناعة اليمنيين قناعة واحدة، وقناعة العرب قناعة واحدة، لكن الجانب السياسي هو من يفرض شيئاً غير قناعات الناس، غير قناعات شعوب الأمة، فاليمن يمتلك من قوة الردع ما يؤهله للوقوف على أقدامه.

وقفة قبائل اليمن مع غزة كيف يمكن وصفها؟

وقفة مشرفة، وحفظت للأمة كرامتها، ولها صدى في الداخل والخارج حتى في دول الكفر داخل المجتمع الدولي، فالحاضنة الشعبية لقبائل اليمن لها صدى كبير، و قد سمعت تصريحات لمسؤولين أمريكيين كانوا في مناصب كبرى وهم متقاعدون، يناشدون أمريكا بأن الحرب مع اليمن لا تجدي نفعاً، ويجب أن يتفاوضوا سياسياً مع اليمن، وهذه حقيقة لأن اليمن أصبح، والحمد لله، يمتلك من قوة الردع ما يؤهله للوقوف علىأقدامه، ويفرض معادلة تلبي تطلعات الأمة، وحاجتها.

ما الذي أوصل اليمن برأيكم شيخ محمد إلى أن يمتلك هذه القوة؟

إرادة الله وتثبيته، والنهج القرآني، لأن السيد أتى بمنهج قرآني، ومن تمسك بكتاب الله وسنة رسوله، أعتقد أن الله ما يخذله، وفي كل خطوة منه تتجلى مصداقيتها، وتتجسد في الواقع، والشعب اليمني التف حوله، وبالذات بعد طوفان الأقصى، حتى الذي كان نائماً في بيته، نهض، لأنهم رأوا مواقف تحفظ كرامة الأمة بصدق، ما فيها لعب، أو مزايدة، بل حقيقة معاشه في الواقع.

من يدور في فلك الأمريكي لا يزالون يشككون في موقف الشعب اليمني المساند لغزة وموقف القيادة! كيف تنظرون إلى ذلك؟

ليس غريباً أن يواجه اليمن مثل هذه الأشياء، فهذا ناتج عن كيد سياسي وإعلامي، فقط.

ذكرتم فيما يتعلق بالتهديدات الأمريكية، وكيف حركت الضمائر، شيخ محمد، تهديدات نتنياهو وترامب، ألا تستفز الغيرة والنخوة لمشايخ اليمن، ومن هم محسوبين على الطرف الأخر ؟

معركة “طوفان الأقصى” أثارت مشاعر كل يمني بما كلفهم أنهم يلتفون حول القيادة، ويساندون القوات المسلحة، وكان موقفهم رديفاً للقوات المسلحة، بحماس منقطع النظير.

وهذا برهنته الوقفات الأسبوعية طوال خمسة عشر شهراً على مستوى العزل والمديريات والمحافظات، وميدان السبعين في أمانة العاصمة، و لن يصل هذا المستوى أي بلد من بلدان العالم أنه يتحمل هذه الوقفات، وبهذا الحماس، اسناداً لغزة والشعب الفلسطيني.

دعوة السيد القائد كيف تقرأها شيخ محمد لتعزيز وتأصيل دور القبائل اليمنية في تحرير بلدهم والدفاع عنها؟

دعوة السيد للقبائل، قوبلت بالنفير العام والصحوة، وعلى السيد أن يحافظ على قبائل اليمن الذين هم كل شيء.

بماذا يحافظ على قبائل اليمن برأيكم؟

يحافظ عليهم من كل جانب، من كل جانب ، لأن قبائل اليمن هم كل شيء، تقف إلى جانبهم، وتحصنهم من الاختراق؛ لأن العدو يترصد بالجميع ويحاول أن يخترق هنا أو هناك، أو يدفع بالإغراءات، لكن الناس من خلال نقاشي مع مشايخ القبائل ورؤساء القبائل ، كان ردهم بالقول:” مثلما عصبنا على بطولنا في الماضي، نعصب عليها في الحاضر والمستقبل” ، دفاعاً عن كرامة الأمة، ودفاعاً عن بلدنا تجاه أي تصعيد أو أي عدوان، والدافع أتى بغرس القناعة في نفس كل يمني، سواء شيخ أو عاقل، أو فرد، أو مجتمع مدني نتيجة موقف اليمن مع غزة والشعب الفلسطيني.

وقوفهم بهذه الطريقة، وبهذا الشكل يحصنهم ويردع الأعداء من التفكير بأن يعتدوا على اليمن، لأن الشعب موحد، وعلى كلمة واحدة وبقياده واحدة وجيش صلب وفقه الله، بأن يوجد ما يدافع به بالتصنيع العسكري، وهذا التوفيق من الله وبجهود الشرفاء في القوات المسلحة.