رسالةُ المجاهدين للسيد عَبدالملك الحوثي: تكالُــبُ الأَعْــدَاء والغزاة لن يهز فينا شعرةً ولن يزيدنا إلا إيماناً وتوكّلاً على الله
بعَــثَ المُجَاهِدون في جبهةِ بابِ المندب ومدينة تعز، يوم الثلاثاء الماضي، رسالةً إلَـى السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية.
وأكّدوا أنه مهما طالَ أَمَدُ الحرب واشتد أُوَارُها واستعر لهيبُها فهم رجالُها وأهلها، وَمستمرون في جهاد العدو لا يضرهم مَن حاربهم وبغى عليهم وسيبقون حيثما أراد الله.
وفي ما يلي نص الرسالة:
الحمدُ لله القائلِ في كتابِه المجيدِ {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}، والصلاةُ والسلامُ على المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين.
من ميادين الجهاد وساحات الصبر والقتال وثغور الدفاع عن ديننا ووطننا وسيادتنا وحريتنا واستقلالنا وعزتنا وكرامتنا وأرضنا وعِرضنا من سواحل باب المندب الملتهبة ناراً وبراكينَ ضد الغُـزاة والمحتلين من الأَمريكيين والإسْرَائيْليين وعُمَلائهم ومرتزقتهم من جبهات العِــزِّ والشرَف في مدينة تعز العزّ الشامخة الأبية، نَخُـــطُّ إليكَ من دماء شهدائنا الأبرارِ، ونرفع إليك من عَبَقِ جِرَاحِ جرحانا الأُبَاةِ الأَحْــرَار وبسواعد مجاهدينا الصادقين الأخيار، إليك يَـا سَيِّدَنَا وَقَـائِدَنَـا عظيم سلام الله ورحمته وبركاته ما تعاقب الليلُ والنهار.
لقد وصلتنا يَـا سَيِّدَنَا وَقَـائِدَنَـا رسائلُكم الكريمةُ وتوجيهاتُكم المباركةُ وتوصياتُكم المسدَّدةُ المستمدةُ من نورِ القُـرْآن وروح الإسْــلَام وعبق سيرة سيد الأنام ومآثر ربيب البلاغة والبيان وقَرين القُـرْآن فما زادتنا إلا إيماناً وتسليماً، وردّدت قلوبُنا ونطقت ألسنتنا بقول رَبِّنا سبحانه وتعالى: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}، وزادتنا يقيناً وتصديقاً وثقة بوعد ربنا، وصبراً وثباتاً إلَـى صبرنا وثباتنا، ورحمةً وذلةً لبعضنا وشدةً وعِزَّةً على عدونا.
يَـا سَيِّدَنَا وَقَـائِدَنَـا مهما تعاظمت الأحداثُ وتكالبت الأَعْــدَاءُ والغزاة والمحتلون فإن ذلك لن يهُــزَّ فينا شعرةً، ولا يزيدُنا إِلَّا إيماناً واحتساباً وتوكلاً على الله القوي العزيز، ومهما طال أَمَدُ الحربِ واشتد أُوَارُها واستعر لهيبُها، فنحن واللهِ رجالُها وَأهلُها ويدُك الضاربةُ في سبيل الله المنكِّلة بأَعْــدَاءِ الله، ونحن كما عهدتنا نستمد من الله قوتنا وبأسنا ورمينا وقتلنا، ولا نقول لك إِلَّا ما قاله أجدادُنا وأسلافُنا يوماً من الأيام لجدك رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) (( امضي يا رسولَ الله فواللهِ لو خضتَ بنا هذا البحرَ لخُضنا معك ما تخلّف منا رجلٌ واحدٌ، إنَّا لَصُبُرٌ في الحربِ، صُدُقٌ عندَ اللقاء، ولعلَّ اللهَ يُريكَ منا ما تقَـرُّ به عيناً)).
نعم يَـا سَيِّدَنَا وَقَـائِدَنَـا نحن أنصارُك إلَـى الله وجنودُك المجنَّدةُ في سبيله بين يديك، فاضرِبْ بنا أَنَّى تشاءُ وخُضْ بنا غمراتِ الحَقِّ، فقد بِعنا من الله أنفسَنا وأرخْصَنا أرواحَنا، وسنستمرُّ في جهادِ عدونا لا يضرُّنا مَن حاربنا وبغى واعتدى علينا، وسنبقى ونكون حيثما أراد اللهُ لنا أَن نكونَ بكُلِّ قوة وصبر وعزيمة، غير ناكلين عن قدم ولا واهين في عزم، تزولُ الجبالُ ولا نزولُ جِيلاً بعد جيل وأُمةً بعدَ أُمة ولو حتى إلَـى يوم القيامة حتى ينزلَ اللهُ بنا النصرَ وبعدونا الكبت والهزيمةَ {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ، وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
ووَاللهِ لو ملأوا الأَرْض غزاةً ومحتلين وصبّوا علينا كُلَّ حقدهم وقوتهم وعتادهم لما زادنا ذلك إِلَّا إيماناً بقول الله تعالى {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ}، ويقيناً بقول الله العظيم {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} وكيف لا يزيدُنا ذلك ثقةً بالله العظيم وبآياته وسُنَنِه التي لا تتبدَّلُ ولا تتحوَّلُ عن مصاديقها وواقعها المعاش {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ} {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ}.
يَـا سَيِّدَنَا وَقَـائِدَنَـا نعاهدُ اللهَ ونُشْهِدُه على أنفسنا أننا ماضون في مسيرتنا واثقون بصدقِ وعده لمن والاه ونصَرَه، ووعيده لمن حاربه وخذله لا يعترينا شكٌّ ولا ريبٌ، ولا يصيبنا وهنٌ ولا ضَعفٌ ولا استكانةٌ، وإذا كان من قول نقول فهو ما قاله من قبلنا المجاهدون الربيون الصابرون الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
اللهم إنا نُشْهِدُك وكفى بك شهيداً، ونستعينُ بك وكفى بك معيناً، ونستنصرُك ونتولاك وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً، ومن يتوكل على الله فهو حسبُهُ، حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
ونسألُ اللهَ الرحمةَ والمغفرةَ لشهدائنا الأبرار، والشفاءَ لجرحانا الأخيار، والنصرَ والعونَ والتأييدَ للمجاهدين الأطهار في كُلِّ ثغر وجبهة وميدان.
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
جنودُك وأنصارُك إلَـى اللهِ في جبهةِ بابِ المندب ومدينة تعز.