السيد القائد: جبهات الإسناد أسهمت في فشل العدوان على غزة وحزب الله قدم أعظم التضحيات
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
16 يناير 2025مـ – 16 رجب 1446هـ
عبر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن اعتزازه بمستوى الصمود الفلسطيني في هذه الجولة من الصراع مع العدو الإسرائيلي.
وقال السيد القائد في خطاب له مساء اليوم الخميس إن صمود الشعب الفلسطيني في هذه الجولة هي أكبر من أي جولات سابقة وهو صمود عظيم ومن البشائر المهمة لمستقبل الشعب الفلسطيني، موضحاً أنه بهذا المستوى من الثبات والتمسك بالقضية العادلة يكون الشعب الفلسطيني أقرب بكثير إلى أن يحظى بنصر الله وأن يصل إلى النتيجة الحتمية بزوال الكيان المؤقت.
وأضاف أن الإسرائيليين كانوا مرعوبين في هذه الجولة من أن تكون النهاية قد حانت وكان الرعب واضحاً، مؤكداً أن خيار الجهاد في سبيل الله والمواجهة والمقاومة للعدو هو خيار حتمي لحماية الشعوب ولنيل حقوقها المشروعة مع الأخذ بأسباب القوة والانتصار.
ولفت إلى أن ثبات حماس السياسي وعدم تقديم أي تنازلات توّج الثبات الفلسطيني المتكامل، موضحاً أن جولة الـ15 شهراً مع العدو الإسرائيلي معركة تستهدف كل الأمة وهي من أبرز الجولات في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأن هذه الجولة كانت أكبر جولة من حيث حجم العدوان والإجرام بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن من الزمان.
دروس الثبات والصمود والفشل الإسرائيلي
وتطرق السيد القائد إلى الدروس المهمة خلال فترة 15 شهراً من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومن أهمها الصمود العظيم والثبات للشعب الفلسطيني، وتمسكه بموقفه الحق والعادل.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكب أكثر من 4050 مجزرة، وأن مشهد غزة
خلال 15 شهراً له صورتان، صورة المظلومية الكبرى الممتدة لأكثر من قرن والصمود المنقطع النظير، منوهاً إلى أن مظلومية غزة في هذه الجولة تعاظمت في ظل الشراكة الأمريكية والتخاذل العربي والإسلامي الكبير، والتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي.
وقال إن العالم شاهد مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء فلا يدخل إلا القليل جداً من المواد الغذائية، وأن العدو عمل على تدمير البنية الصحية وإنهاء الخدمة الطبية بشكل نهائي وجعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكرية أساسية، كما تم استهداف كل مقومات الحياة وبشكل همجي.
وأكد أن العدو الإسرائيلي حظي بدعم أمريكي كبير، ووفر له الكميات الهائلة جداً من القنابل المدمرة، فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة، وأن العدو الإسرائيلي مارس التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب وبطريقة ينتهك فيها الكرامة الإنسانية.
كما أكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي فشل في غزة، على الرغم من امتلاكه الإمكانات الهائلة جداً ومستوى النشاط الاستخباراتي من أجل إنهاء المقاومة والقضاء على كل المجاهدين، وأن العدو الإسرائيلي فشل في غزة رغم الحصار على المقاومة التي نشأت منذ البداية في ظل حصار دون امتلاك الإمكانات اللازمة، كما فشل رغم استخدام العدو كل التكتيكات التي تمكنه من حسم المعركة بشراكة الأمريكي، معتبراً أن قوة الإيمان والإرادة والاستبسال والاستعداد العالي للتضحية والعمل الفدائي البطولي والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي في غزة، إلى درجة أن العدو كلما اعتمد ومعه الأمريكي على تكتيك معين وخطة عسكرية معينة مدروسة يفشل في نهاية المطاف.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي كرر عمليات الاجتياح في شمال القطاع وفي غير الشمال ويعلن السيطرة ثم لا يلبث أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده وتلحق به الخسائر المباشرة، وأن صورة المشاهد البطولية والفدائية الجهادية للإخوة المجاهدين في قطاع غزة عظيمة ومذهلة ومؤثرة حتى على معنويات الأعداء ولها أهمية كبيرة في إصابتهم بحالة الإحباط، موضحاً أن العمليات الجهادية استمرت وتصاعدت بإبداع وتنويع في التكتيك واستمرت حتى عمليات القصف الصاروخي إلى ما يسمى بغلاف غزة، منوهاً إلى أن مشهد عمليات الاشتباك من المسافة الصفر مع جنود العدو وضباطه والنيل منهم مشهد عظيم ودرس كبير له أهميته الكبيرة في مستوى ما تحقق من نتيجة مهمة جداً.
وبين أن الفشل الإسرائيلي يقاس بكل بما بحوزة العدو من إمكانات، وما اشترك فيه الأمريكي وبالظروف التي يعيشها الأخوة المجاهدون في غزة، وأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثبت وهو يباد بشكل يومي بكل وسائل الترهيب التي قد لا تتحملها الكثير من الشعوب.
وأكد أن العدو الإسرائيلي كان يسعى فعلياً بتلك الجرائم إلى تهجير سكان قطاع غزة لكنهم أصروا على البقاء، وأن المجتمع الفلسطيني كان ثابتاً ومتمسكا ًبخيار المقاومة ومحتضناً لها بالرغم من الإبادة والتجويع الشديد وكل أشكال المعاناة، مشيراً إلى أن الموقف السياسي للإخوة في حركة حماس كان وفياً مع هذا الثبات والتضحيات التي يقدمها المجاهدون في الميدان والشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف أن العدو فشل في تحقيق أهدافه في غزة – لم يقضِ على حماس ولم يسترد الأسرى ولم يهجّر الشعب الفلسطيني، وأن الأمريكي اتجه إلى خيار الاتفاق بعد الإخفاق والفشل الكبير والذي بات واضحاً بأنه لا أفق ولا أمل له حتى في داخل الكيان المحتل وكثير من قادته وإعلاميه ومراكز دراساته كانوا في إحباط ويأس.
وواصل قائلاً: “العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة والواضحة، وفشل فشلاً ذريعاً في استعادة أسراه دون صفقة تبادل، والعدو الإسرائيلي مع ما يمتلكه من إمكانات استخباراتية فشل في العثور على الأسرى رغم الظروف الصعبة في مسألة إخفائهم، وأن الكثير من الإسرائيليين بالفشل في استعادة الأسرى بالقوة والفشل في إنهاء المقاومة في غزة مع أنها كانت أهدافا معلنة للعدو”، مؤكداً أن “النتيجة التي وصل إليها الإسرائيلي والأمريكي معاً بعد هذا العدوان بكل ما فيه من إجرام وطغيان وتدمير وقتل هو الفشل”.
لا حماية أممية وتخاذل عربي
وتطرق السيد القائد في خطابه التاريخي إلى أن الشعب الفلسطيني لم تتوفر لديه الحماية من منظمات دولية تقدم نفسها على أنها معنية بإقامة العدل وبحماية الشعوب، وأن الأمم المتحدة سخر منها الإسرائيلي واستهزأ بها ومزق ميثاقها وسخر منها المجرم نتنياهو في منبرها ولم تتخذ أي إجراء حقيقي ضد العدو الإسرائيلي، موضحاً أن العدو الإسرائيلي في الوقت الذي ارتكب جرائم كبيرة واحتل أجزاء واسعة من فلسطين قامت الأمم المتحدة بالاعتراف به دولة عضواً فيه، منوهاً إلى أنه من المفروض في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو الإسرائيلي منها وألا يبقى عضواً فيها لأن هذا عار قديم وتصرف بعيدٌ كل البعد عن العدالة.
وأكد السيد القائد أن وزر العرب في التخاذل أكثر من غيرهم، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب في الحد الأدنى بالمقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو والإجراءات المساندة للشعب الفلسطيني لتحركت معهم بقية البلدان الإسلامية بمستوى أكبر، مشيراً إلى أن التخاذل العربي له تأثيره في تخاذل معظم البلدان الإسلامية الأخرى، وأكثر من ذلك التواطؤ من بعض الأنظمة العربية من اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى، موضحاً أنه مع زيارة بلينكن بعد عملية طوفان الأقصى كان هناك مواقف شجعت الأمريكي والإسرائيلي على فعل ما فعلوه ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وأن مواقف بعض الأنظمة العربية متواطئة ومشجعة على الإبادة والجرائم.
ونوه إلى أنه لا رهان على أن يكون هناك تحرك لأمم متحدة أو لمجلس أمن محكوم بالفيتو الأمريكي.
حزب الله جبهة قوية وعظيمة
وفيما يتعلق بجبهات الإسناد لغزة، أكد السيد القائد أن أعظم تضحية في إطار جبهات الإسناد كان لحزب الله في لبنان، وقد كانت جبهة قوية جداً ومؤثرة ووصلت إلى حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن حزب الله قدم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها، ولا في أي جهة من الجهات.
وأوضح أنه لا يوجد نظام ولا جماعة قدمت تضحيات مثل حزب الله، وعلى رأسها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، مشيراً إلى أن حزب الله قدم شهداء كثر من القادة والكوادر والمجاهدين وكذلك من الحاضنة الشعبية، وأسهم إسهاماً حقيقياً في المعركة ضد العدو الإسرائيلي.
وبخصوص الجبهة العراقية، أكد السيد القائد أنها أسهمت بشكل جيد في إسناد الشعب الفلسطيني.