السعودية وعلاج النصر
بقلم / طه زبارة
مفاوضات الكويت نحو الفشل لا محالة مادامت طائرات العدوان تقصف أراضي اليمن، ومرتزقتها يخرقون وقف اطلاق النار ويزحفون!
هكذا يبدو المشهد أمام المواطن اليمني فلا مجال للوصول إلى حل مع مرتزقه تسوقهم الرياض يميناً ويساراً وليس لهم من أمرهم إلا العشرة أو العشرين الريال السعودي الذي يُعطى لهم من كفيلهم.
لا مجال للوصول إلى حل ولازالت الأمم المتحدة تقدم السعودية كوسيط لا كطرف مباشر في الحرب.
لامجال للوصول إلى حل والعدوان يلتحف بولد الشيخ كعباءة يمارس من خلالها الابتزاز السياسي والمماطلة لأمد العدوان واكتساب الوقت للتحشيد والتجهيز في الجبهات .
لامجال للوصول إلى حل ولازالت السعودية فوق الشجرة رافضة التواضع والنزول منها.
لامجال للوصول إلى حل وجُل هم وفد مرتزقة الرياض هو تسليم السلاح لهم ولكفيلهم والإفراج عن أخ عبدربه منصور هادي، والقفز على كل النقاط التي من شأنها وضع حل يرضي جميع الأطراف ، وانما يريدونك أن تجعلهم ينتصرون عليك بنفس الصيغة أو بصيغه أخرى، المهم هو أن تجعلهم ينتصرون عليك ويثبتون للعالم أنهم بمساعدة 14 دولة استطاعوا الانتصار على شعب محاصر لمدة عام ونيف.
لا مجال للوصول إلى حل ولازالت أبواق العدوان وأبواق مرتزقته تحرض على استمرار القصف وقتل الشعب وتدمير البلد وتفرخ في إعلامها المرئي والمسموع معزوفتهم الطائفية والمناطقية والعرقية.
لامجال للوصول إلى حل وولد الشيخ يعتبر غارات الطيران السعودي الأمريكي هي لمنع أي زحف حوثي وليس لقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية!
نحن نتحاور مع طرف غير شريف بالبتة وبرعاية الأمم المتحدة التي هي طرف غير نزيه بالبتة ، ومن ثم نتوقع أن هناك حلا وأنهم سيخرجون باتفاق !
السعودية بشكل أو بآخر لا تعي أنها في مأزق بل ومأزق كبير أيضاً وأن مرتزقتها غير قادرين على تحقيق شيء يذكر منذ أكثر من عام وأن طائراتها وأسطولها وأسطول الدول المشاركة معها في العدوان وجحافل المرتزقة من أصقاع العالم بالإيجار لم يصنع لها أي انتصار يذكر سوى هزيمة تلو الاخرى وكل منطقة استولوا عليها نكتشف أن مرتزقتها الذين سيطروا عليها يصبحون عناصر للقاعدة وداعش بقدرة قادر.
وكل منطقة يفكرون باحتلالها نكتشف بقدرة قادر أن القاعدة وداعش يتحولون لمرتزقة تحت طوعها!
السعودية تدرك أنها فشلت ولكن كيف يمكن أن تقدم هذه الصورة لشعبها وبأي وجه سيذيع العسيري ذلك؟
لذا هي تسعى دائماً بالتشبث بوهم الانتصار ومحاولة إماطة أمد الحرب لعلها تحقق نصراً هنا أو هناك لتفرض شروطها التعجيزية على الوفد الوطني ، أو ربما أنها تنصت لكلام الزنداني واكتشافاته العظيمة فاكتشف لها علاج يصنع النصر وهو «بعدم قبول أي حل يحفظ لها ماء وجهها».
وها هي الآن تستخدم هذا العلاج الذي لن يترك اليدومي في منتصف الطريق حقيقةً، ولكنه سيترك السعودية في منتصف المستنقع الذي سيجعل سقوطها يسمعه أول كائن يقف بجوارها إلى آخر كائن حي في طرف الكرة الأرضية!
السعودية لا تقبل الحل المطلوب والمعقول وكذا مرتزقتها لا يقبلون أي حل يقبل به العقل البشري ويمارسون العرقلة لكل المفاوضات وتمارس الأمم المتحدة معهم الابتسام المدفوع ثمنه.
لكن في كل الأحوال هم يدركون أن مالم يستطيعوا أخذه بالقوة لن يأخذوه بالسياسة ومالم يقدروا عليه بمساعدة وتأييد دول كثيرة جداً لمدة عام ونيف لن يقدروا عليه حالياً وقد أصبحوا اضحوكة العالم بعجزهم عن حسم الحرب وكذا بارتكابهم جرائم حرب ضد المدنيين.
إن السعودية أمام اختبار حقيقي قد تنجح فيه وتخرج بماء وجهها وقد تفشل فيه ويتمرغ وجهها في الأرض وبالنسبة لي أرجح فشلها الذي بدت ملامحه واضحة في عيون مرتزقتها وإن تظاهروا بإخفائه.