الخبر وما وراء الخبر

خبراء ومحللون أمنيون لـ “المسيرة”.. القبض على شبكة تجسس بريطانية سعوديّة انتصارٌ جديدٌ للأجهزة الأمنية

5

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

7 يناير 2025مـ 7 رجب 1446هـ

تقرير|| محمد ناصر حتروش

حقّقت الأجهزةُ الأمنية انتصارًا جديدًا، ضد المخابرات البريطانية والسعوديّة، وأفشلت محاولاتٍ عدائية كانت تستهدف اليمن عبر جواسيس يمنيين.

ويأتي إعلان الأجهزة الأمنية عن إفشال أنشطة عدائية لجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) وجهاز الاستخبارات السعوديّ، ليراكم إنجازاتٍ أمنيةً على مدى عقد من ثورة 21 سبتمبر، ويضاعف من إحباط المخابرات العالمية التي تسعى إلى تمزيق اليمن وتفكيكه، والقضاء على ثورته.

من جانب آخر، يأتي هذا الإنجاز، في ذروة الانتصارات العسكرية للجيش اليمني، وهو يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” لإسناد المظلومين في قطاع غزة، في ظل الصمت والتواطؤ والتخاذل العربي والإسلامي والدولي، وبالتوازي مع عدوان أمريكي بريطاني يستهدف اليمن منذ أكثر من عام لإسناد الكيان الصهيوني.

وتمضي الأجهزة الأمنية بخُطَىً ثابتة، في تثبت مداميك الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة الوطن، وحمايته من الاختراقات الأجنبية للأعداء الرامية لتمزيق الوطن وتدمير مقدراته العسكرية، ومحاولة اغتيال قيادات الدولة على غرار ما حدث في لبنان.

ويواجه أعداء اليمن صعوبات جمة، في الحصول على معلومات عن المقدرات العسكرية للبلاد، وأماكن تخزين الأسلحة، وهو “عمى استخباراتي” تطرقت إليه الكثير من وسائل الإعلام الغربية، وبناءً على ذلك، تأتي هذه المحاولات الاستخباراتية لتجنيد جواسيس يمنيين؛ بهَدفِ اختراق الجدار اليمني، وجمع المعلومات لصالح العدوّ؛ كي يكون قادرًا على توجيه الضربات الموجعة سواء للقوات المسلحة أَو الأجهزة الأمنية، وهي محاولات استمرت خلال سنوات العدوان السعوديّ الأمريكي الذي بدأ على بلادنا في 26 مارس 2015م.

وعلى الرغم من التجربة الفاشلة للمخابرات البريطانية والسعوديّة في بلادنا من بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م، إلا أن هناك إصراراً كبيراً من قبل الرياض ولندن على مواصلة استهداف أمن واستقرار اليمن، غير أن اليقظة الأمنية، وضبط الخلايا التجسسية من وقت إلى آخر، يضرب كُـلّ محاولات الأعداء لاستهداف اليمن.

سلسلة إنجازات أمنية:

وفي السياق يؤكّـد الخبير في الشؤون الأمنية العميد مجيب العنسي، أن الكشف عن الخلية التجسسية التابعة للاستخبارات البريطانية والسعوديّة يأتي ضمن سلسلة الإنجازات الأمنية في بلادنا.

ويوضح في حديثه لـ “المسيرة” أن العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي “يعاني من نقصٍ كبير جِـدًّا في جانب جمع المعلومات الاستخباراتية؛ الأمر الذي دفع البريطانيين إلى تجنيد خلايا تجسسية لجمع المعلومات”، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية تواصل ملاحقة الخلايا التابعة للأمريكيين بعد إغلاق السفارة الأمريكية، وهذا أسهم بشكل فاعل في تحصين اليمن من الاختراق الأمني.

ويذكر أن الأجهزة الأمنية سبق لها أن ضبطت خلية تجسسيه تابعة للسفارة البريطانية عام 2020م، موضحًا أن استخبارات العدوّ الأمريكي والبريطاني والسعوديّ والإماراتي لا تمتلك أية معلومات حول مراكز التدريب ومخازن الصواريخ والطائرات المسيَّرة؛ الأمر الذي يجعلها تلجأ إلى تنشيط الخلايا النائمة، وإعادة تدوير الخلايا القديمة في السعوديّة مثل ما جندت الخلية السابقة التي تم الكشف عنها قبل أسابيع.

ويشير إلى أنه كما أن الجيش اليمن يواجِهُ تحالفًا واسعًا وكَبيرًا من الأعداء، فَــإنَّ الأجهزة الأمنية تواجه العديد من تحالفات استخباراتية للعديد من الدول، منوِّهًا إلى أن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية تحرص من خلال التعاون مع الاستخبارات السعوديّة لتجنيد خلايا جدد تقوم بالمهام المتطلبة لجمع المعلومات وتحديد الأهداف العسكرية الحساسة.

ويرى أن تجنيد الخلايا جاء بعد إعلان المرحلة التصعيدية الرابعة من العمليات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني، وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين، وذلك بعد فشل العدوّ الأمريكي والبريطاني الذريع في التصدي للعمليات العسكرية اليمنية والحد منها.

ويعتبر العنسي السعوديّة أدَاة إقليمية بأيدي الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها أدَاة من أداوت العدوان الأمريكي في المنطقة بشكل عام، موضحًا أن الشعب اليمني يدرك جيِّدًا أن السعوديّ شريك أَسَاسي وفعلي واستراتيجي للأمريكيين في الاعتداء على البلد سواء في الماضي أَو الحاضر.

ويشير العنسي إلى أن “السعوديّة إذَا لم توقف عدوانها على اليمن، فَــإنَّ بلادَنا ستضطرُّ لإجبارها عن التوقف بالطريقة المناسبة”، مبينًا أن الوضع اليمني بشكل عام أقوى بكثير من وضع العدوان السعوديّ.

ويدعو العنسي النظام السعوديّ لأن يدرك مصلحتَه ومصلحة شعبه، والتي تتمثل في التوقُّف عن الأعمال العدائية لليمن، مبينًا أن “ما كان يروِّجُه النظامُ السعوديّ بأنه وصيٌّ على اليمن أمرٌ غيرُ مقبول”.

اليمن يعرّي الغرب:

من جهته، يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية العميد محمد الخالد، أن اليمن استطاع -بفضل الله- الانتصار عسكريًّا واستخباراتيًّا على الدول الغربية ممثلة بأمريكا وبريطانيا.

ويوضح في حديث خاص لـ “المسيرة” أن الأجهزة الأمنية يقظة ونشطة في ضبط المخربين الساعين إلى إحداث الفوضى الخلاقة في اليمن وتدمير مقدراته العسكرية التي شهدت نقلة نوعية كبرى أدهشت الأعداء.

ويبين أن الأجهزة الأمنية تحقّق الإنجازات تلو الإنجازات في مجال ضبط الخلايا النائمة التابعة لاستخبارات الأعداء من البريطانيين والأمريكيين والسعوديّين والإماراتيين، وأن العدوّ الصهيوني والأمريكي والإسرائيلي يعاني من عجز كبير في مواجهة القوات المسلحة اليمنية التي فضحت هشاشتهم وضَعفَهم وعرَّتهم في المنطقة.

صفعة مدوية للاستخبارات البريطانية:

أما الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية، فيقول: إن “اليمن ركن أَسَاسي في جبهات محور المقاومة بحضوره الفاعل في مواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه”.

ويوضح في حديث خاص لـ “المسيرة” أن تكالب العدوان السعوديّ الإماراتي على اليمن لتسعة أعوام لم يحقّق أهدافه، وإنما زاد من فعالية وقوة ومنعة اليمنيين.

ويبيّن أنه وبعد فشل الأعداء في إخضاع واحتلال اليمنيين عسكريًّا لجأ العدوُّ الأمريكي والبريطاني إلى أُسلُـوب الحرب الناعمة، والتي يعتبر تجنيدُ الخلايا التجسسية إحدى وسائل الحرب الناعمة، موضحًا أن “تجنيد الخلايا التجسسية يتم من خلال شراء الولاءات والذمم بالمال المدنَّس”.

ويشير إلى أن الوَحدة الشعبيّة، ووقوفها وراء القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أسهم بشكل فاعل في الحفاظ على اليمن، وجعله قوة عظمى عصية على الأعداء، لافتًا إلى أن اليمنيين استطاعوا كسر الهيمنة الغربية في المنطقة وإذلال العدوّ الصهيوني النازي.

ويتطرق إلى أن الأعداء الأمريكان والبريطانيين والصهاينة بالرغم من تفوقهم التكنولوجي إلا أنهم بحاجة ماسة للعنصر البشري الذي يقوم باستخدام هذه التكنولوجيا لجمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتزويد الجانب العسكري كي يتسنى لهم تحقيق أهدافهم العدوانية على اليمن.

وينوّه إلى أن اليمن وجّه ضربَةً استخباراتية قاضية للأعداء تضاف إلى إنجازاته البطولية التي يسطّرها في الميدان العسكري.