الخبر وما وراء الخبر

استئناف جولة المفاوضات في قطر مع التركيز على وقف تام لإطلاق النار في غزة

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
3 يناير 2025مـ – 3 رجب 1446هـ

في اليوم الـ455 من الحرب الصهيوأمريكية على قطاع غزة.. أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، تُستأنف اليوم الجمعة.

وأكدت الحركة في بيان لها مساء اليوم، جديتها وإيجابيتها وسعيها للتوصل إلى اتفاق في أقرب فرصة يحقّق طموح وأهداف الشعب الفلسطيني الصابر المرابط وأهمها وقف العدوان وحماية الفلسطينيين وسط الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه العدو.

وقالت: “إن هذه الجولة ستركّز على أن يؤدّي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النَّار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزَّة وتفاصيل التنفيذ، وعوده النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في كل مناطق القطاع”.

ودعت وسائل الإعلام إلى ضرورة عدم التعاطي مع المعلومات والتسريبات مجهولة المصادر، التي تنشرها بعض الجهات؛ بهدف التشويش وزيادة الضغط وإرباك الحاضنة الشعبية.. مؤكدة أنها تواصل جهودها في التواصل مع الدّول المختلفة والمؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية الإقليمية لمتابعة الحالة الإنسانية المأساوية في القطاع، وسط جرائم الاحتلال المستمرة.

وأوضحت أن هذه الاتصالات تهدف للعمل على التخفيف عن الشعب الفلسطيني وكسر الحصار الإنساني وتأمين وإيصال ما يلزمه من احتياجات ضرورية لمواجهة الظروف المأساوية وخاصة في مواجهة فصل الشتاء، وكذلك التحضير والترتيب لإغاثة وإيواء شعبنا فورَ التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النَّار.

بدوره أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، محمد الهندي، اليوم الجمعة، أن “وفد الكيان الصهيوني المهني في العاصمة الدوحة اليوم، جاء لاستكمال جولة المفاوضات السابقة التي جرت خلال الأسبوعين الأخيرين بشأن التوصل لوقف إطلاق نار وصفقة تبادل أسرى في قطاع غزة”.. موضحًا أن فرص التوصل لصفقة، حاليًا هي أعلى من المراحل السابقة.

وقال القيادي الهندي، في بيان صحفي: إن “جيش الاحتلال يعمد إلى تنفيذ تصعيد ميداني كبير باستهداف المدنيين والمشافي مع تهديدات وزير الحرب وأعضاء كنيست ووزراء صهاينة بهدف الضغط لانتزاع مواقف على طاولة التفاوض”.

وأضاف: إن “العدو طلب إضافة 11 اسماً لأسرى صهاينة من جنود الاحتياط الذين لا تنطبق عليهم شروط المرحلة الأولى (ليسوا مرضى ولا كبار في السن)، ووافقت المقاومة على إضافتهم ولكن بثمن يختلف عن ثمن الفئة الأولى”.. مشيرًا إلى أن عودة النازحين والانسحاب التدريجي والإغاثة تبدأ في المرحلة الأولى للتبادل.

وتابع قائلاً: “يتم البحث اليوم في المسائل الفنية بالصفقة، والرأي العام الصهيوني بغالبيته مع الصفقة، وكذلك مع اقتراب تنصيب ترامب”.. مشدّدًا على أن كيان الاحتلال فشل في استعادة أسراه بالقوة”.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أفادت وسائل إعلام العدو بتوجه وفد صهيوني إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستئناف المفاوضات في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تصريحات تتحدث عن “تقدم بطيء”.. مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه “مستمر”.

فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، اليوم، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “رويترز”: “إن إدارة الرئيس جو بايدن تحث حماس على التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، من شأنه السماح بإطلاق سراح المحتجزين الصهاينة.. مؤكداً أن البيت الأبيض رحب بقرار “إسرائيل” إرسال فريق آخر إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات.

وغادر وفد من المفاوضين “على مستوى العمل” الكيان الصهيوني، متوجهًا إلى قطر للمشاركة في محادثات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، بحسب قناة «12» التلفزيونية الصهيونية.

وذكر بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الخميس، أن “نتنياهو سمح لوفد على مستوى العمل من الاستخبارات الخارجية (الموساد) وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الصهيوني بمواصلة المفاوضات في الدوحة”.. وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وفي وقت لاحق، قالت صحيفة “معاريف”، اليو: إن نتنياهو أجرى نقاشًا مع الوفد الصهيوني قبيل مغادرته إلى الدوحة، لبحث صفقة التبادل والفجوات في المواقف مع حركة حماس.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول صهيوني كبير مطلع على المحادثات: “لا تزال الفجوات كبيرة ولم يتم تحقيق اختراق، لكن بدون مفاوضات لا توجد فرصة لجسر الفجوات، وعلينا مواصلة الجهود”.

وبحسب تصريحات مصادر مطلعة على سير المفاوضات لوسائل الإعلام، فقد شهدت المحادثات تقدما، إلا أن فجوات كبيرة لا تزال قائمة بين الطرفين، مما يمنع التوصل إلى اختراق حاسم حتى الآن.

وأعربت عائلات الرهائن الصهاينة عن قلقها بشأن سير المفاوضات، حيث أصدر مكتب عائلات المختطفين بياناً، الخميس، جاء فيه: “لا يمكن تفويت فرصة المفاوضات هذه.. المختطفون المحتجزون في أعماق أنفاق حماس بغزة ليس لديهم وقت لإضاعة المزيد في المفاوضات البطيئة”.

وأضاف بيان العائلات: “نطالب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بمنح الفريق تفويضاً كاملاً لإتمام صفقة تضمن عودة جميع المختطفين، سواء كانوا أحياءً أم من أجل دفن القتلى”.

وأعلنت حكومة العدو الصهيوني في بيان لها، الخميس، أنها مستمرة في جهودها الدبلوماسية والأمنية لضمان عودة جميع المختطفين إلى ديارهم.. مؤكدة أنها “تعمل بالتنسيق مع حلفاء دوليين وبأقصى قدر من الجدية لإتمام الصفقة”.

واكتسبت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والكيان الصهيوني زخما خلال الأسابيع الأخيرة في محاولة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا في غزة بوساطة مصر وقطر وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن العدو الصهيوني حربا واسعة النطاق ضد قطاع غزة أدت إلى استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني ودمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية.

ومنذ بداية الحرب الصهيوأمريكية في السابع من أكتوبر الماضي، لم يتم تنفيذ سوى هدنة واحدة في نوفمبر 2023، تم خلالها إطلاق سراح نحو 100 أسير صهيوني، بينما أعلنت حماس عن مصرع العشرات منهم في غارات عشوائية صهيونية.. في حين يحتجز العدو في سجونه أكثر من 11 آلاف و300 فلسطيني.. بحسب هيئات الأسرى.

وكشفت تقارير إعلامية، أن جهوداً دؤوبة تُبذل خلف الكواليس بمشاركة وسطاء دوليين والولايات المتحدة، سعياً للتوصل إلى صفقة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير المقبل.

وفي أواخر ديسمبر المنصرم، جرت مفاوضات غير مباشرة بين الكيان الصهيوني وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية في الدوحة، عزّزت الآمال حيال إمكانية التوصل إلى هدنة.. لكن لم يلبث الطرفان أن تبادلا الاتهامات بتأخير التوصل إلى اتفاق.

ولم تفلح جولات عدة من التفاوض في التوصل إلى هدنة منذ اندلاع الحرب في القطاع في أكتوبر 2023، باستثناء مرة وحيدة أواخر نوفمبر من العام ذاته والتي سبق الإشارة إليها.

ويواجه نتنياهو انتقادات واتهامات بالمماطلة في الداخل الصهيوني، خصوصا من أسر الرهائن.. فيما تواجه المفاوضات تحديات عديدة، وتبقى نقطة التباين الأساسية، هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة.