دلالات إسقاط طائرات MQ9 الأمريكية في الأجواء اليمنية
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
30 ديسمبر 2024مـ – 29 جماد الثاني 1446هـ
تقريــر|| محمد ناصر حتروش
تتعرض فخر الطائرات الأمريكية المسيرة MQ9 لانتكاسة محزنة في اليمن، حيث تحولت إلى صيد سهل للدفاعات الجوية اليمنية.
وخلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدسة”، تمكنت اليمن، من إسقاط 13 طائرة من هذا النوع، ما يثير الكثير من التساؤلات عن سبب استمرار أمريكا في ارسال هذا النوع من الطائرات للتجسس في أجواء اليمن رغم المخاطر المحدقة بها وتكرار إسقاطها في عدة محافظات يمنية؟
وفي هذا الشأن يرى الخبير في الشؤون العسكرية العميد شارل أبي نادر أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بمحاولة جمع المعلومات الدقيقة، حول مخازن الأسلحة الاستراتيجية لدى اليمنيين؛ كونهم يفتقدون للجانب الاستخباراتي في اليمن”.
ويضيف في حديث لقناة “الميادين” أن اليمن يمتلك قدرات متطورة ومتنامية على مستوى الأسلحة الدفاعية والهجومية، كما أن لديهم تجربه واسعة وطويلة مع اسقاط الطائرات المسيرة الصينية والأمريكية وغيرها من الطائرات المسيرة الغربية”، مؤكداً أن طائرات أم كيو 9 الأمريكية، هي من الطائرات التجسسية الأحدث تطوراً؛ كونها تقوم بالعديد من المهام، وهي تجمع معلومات على مديات واسعة جداً، وتقوم بمهام هجومية ضد أهداف أرضية محددة.
ويشير إلى أن نجاح الدفاعات الجوية في إسقاط طائرات أم كيو 9 دليل على الارتقاء النوعي في الدفاعات الجوية والتي تعتبر من أهم الأسلحة الاستراتيجية لدى أي بلد، لافتاً إلى أن اليمن استطاع بجدارة خوض معركة استراتيجية مع أعظم وأقوى دول العالم الغربي ممثلاً بأمريكا وبريطانيا وحليفتهم إسرائيل.
من جانبه يؤكد الخبير العسكري العميد عزيز راشد أن العدو الأمريكي في معركته الحالية ضد القوات المسلحة اليمنية يفتقر إلى المعلومات الدقيقة والواضحة، وذلك كون اليمن استطاع -بفضل الله تعالى- تحييد كافة الطائرات الاستطلاعية والتجسسية الأمريكية الحديثة، موضحاً أن الهجمات العدائية الأمريكية في اليمن، هي هجمات جوفاء وعشوائية تجسد افلاس العدو الأمريكي، وعدم امتلاكه للأهداف الحقيقية.
ويبين أن العدو الأمريكي يلجأ إلى استخدام العديد من الطائرات التجسسية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، وذلك في مجال المساعي الأمريكية لجمع المعلومات بهدف تنفيذ الضربات، ولكن الدفاعات الجوية اليمنية محلية الصنع تقف لها بالمرصاد.
ويذكر أن استهداف العدو الإسرائيلي لمطار صنعاء الدولي، أثناء تواجد ممثل منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة دليل على العمى الأمريكي والإسرائيلي في الحصول على المعلومات، لافتاً إلى أن لجوء العدو الأمريكي والإسرائيلي لمطالبة الأمم المتحدة بتصنيف اليمنيين “منظمة إرهابية” تأتي بعد عجزه التام في الحد من القدرات العسكرية اليمنية، وأن القدرات العسكرية اليمنية، مستمرة في التطوير والارتقاء، وذلك بما يواكب الأحداث والتحديات الراهنة.
معركة صعبة ومنهكة
بدوره، يؤكد الباحث والمحلل السياسي فايز السويطي أن اليمن أربك حسابات العدو الصهيوني والأمريكي، وذلك بعملياته العسكرية المتكررة على الأعداء وامتلاكه الجانب الاستخباراتي حول الأهداف الصهيونية الحساسة ورصده الدقيق لتحركات الأعداء.
ويوضح أن العدو الصهيوني يمتلك بنك أهداف غنية في سوريا وفلسطين ولبنان وإيران، ولكنه يشكو من قلة بنك الأهداف في اليمن، الأمر الذي يجعل الأعداء يخوضون المعركة بعيون عمياء، مبيناً أن نقص المعلومات الاستخباراتية لدى العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني بات واضحاً وجلياً في وسائل إعلام العدو نفسه.
ويشير إلى أن العدو الأمريكي أقر مراراً وتكراراً أن معركته في اليمن صعبة، ومنهكة وغير مجدية، مؤكداً أن اليمن أصبح لغزاً محيراً ورقماً صعباً عند العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي والغربي والأوربي.
ويلفت إلى أن اليمن في معركته المقدسة المساندة لغزة والتي أصبحت وحيدة بعد توقف جبهات الاسناد لظروفها الخاصة والمعروفة ما زلت اليمن تخوض معركة ضارية ضد العدو الصهيوني وحلفائه ملحقة بهم خسائر مادية جسيمة، منوهاً إلى أن الخسائر الأمريكية لا تقتصر على ما سبق ذكره فحسب، وإنما أسهم اسقاط الطائرات أم كيو 9 المتكررة في اليمن إلى سقوط سمعة تلك الطائرات وسمعة الشركة المصنعة لها، إضافة إلى حدوث ركود كبير في تسويق تلك الطائرات، وذلك لتراجع الدول عن شرائها بعد معرفتهم بسقوطها المتواصل على أيدي الدفاعات الجوية اليمنية محلية الصنع.