الخبر وما وراء الخبر

بعد تدمير القدرات العسكري.. العدو الصهيوني يتجه لتدمير الاقتصاد السوري

5

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

30 ديسمبر 2024مـ 29 جماد الثاني 1446هـ

تقرير || محمد الحاضري

منذ سيطرت المسلحين على الحكم في سوريا في الثامن من ديسمبر الجاري سارعت قوات العدو الصهيوني لتدمير القدرات العسكرية للجيش والدولة السورية، وخلال أيام معدودة تمكنت من تدمير الدفاعات الجوية والأسلحة الاستراتيجية السورية، والان يتجه الكيان لتدمير القدرات الاقتصادية الصناعية والتجارية والزراعية لسوريا، في ظل صمت القوى الحاكمة في دمشق.

وفي جديد استهداف الاقتصاد السوري، استشهد 11 شخصا جراء غارة صهيونية استهدفت مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، الأحد، في حادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخير، وفي ظل صمت من حكام دمشق.

يأتي الاستهداف للمناطق الصناعية السورية، بالتزامن مع استمرار التوغل والتوسع الصهيوني في البلاد، حيث سيطرت قوات العدو على نحو 600 كلم مربّع في الجنوب السوري، الغني بالمياه، بالإضافة إلى تثبيته نقاطاً جديدة في ريف القنيطرة، على محاور “رسم الرواضي، أم العظام، سد المنطرة.

إلى ذلك، أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، الأحد، أنّ نطاق نشاط قوات العدو في سوريا هو في حدود حجم لواءين نظاميين، مشيرةً إلى “خطة عاجلة لتعزيز السيطرة على جبل الشيخ السوري”.

وتقضي الخطة بإنشاء مواقع من قبل شعبة التكنولوجيا واللوجستيات على مستويين، على ارتفاع 2400 م وعلى قمة الجبل على ارتفاع 2800 م، مع بنية تحتية طويلة المدى لمئات المقاتلين الذين سيحتلون القطاع هناك، ومستودعات ووسائل إمداد لفترات الانقطاع بسبب العواصف الثلجية وطرق تُشق من الجانب الإسرائيلي.

السيطرة على المياه السورية

وبشأن توسع الاحتلال الصهيوني في الأراضي السورية خصوصا جنوب البلاد، كشف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته الخميس الفائت، أن العدو الإسرائيلي “يركز على المسطحات المائية، وعلى السدود، وعلى ينابيع المياه، وعلى الأحواض المائية، الأنهار”، وحتى جبل الشيخ، “الاستراتيجي” “هو من المناطق التي تمثل ذات أهمية كبيرة في أنها رافد مهم بالماء، بما فيه من ينابيع، وأيضاً بما فيه من ثلوج تذوب فيما بعد فصل الشتاء، وترفد تلك الينابيع، مشيرا على أن هذه أطماع العدو منذ الخمسينات، في عدوانه على المناطق العربية، والبلدان العربية”.

ولأن العدو “يدرك أنَّ المياه- بالفعل- ثروة أساسية، وفي نفس الوقت عماد الحياة، لذلك هو يسيطر عليها، ثم يتحكم بها، ويجعلها وسيلة للابتزاز من جهة، وللاستغلال من جهة أخرى، وللحرمان من جهة ثالثة”.

وبيَّن السيد القائد أن قوات العدو سيطرت في القنيطرة السورية حتى الآن على “ستة سدود، سعتها التخزينية للمياه: أكثر من ثمانين مليون متر مكعب، وفي نفس الوقت يتوسَّع في حوض ونهر اليرموك، وهو نهر ممتد من سوريا إلى الأردن، وحوضه من الروافد المهمة له، وهو غنيٌ بالمياه، تستفيد منه سوريا، ويستفيد منه الأردن، بات العدو الاسرائيلي الآن يسيطر على أكثره، وعلى روافده الأساسية، من جبال ومناطق فيها ينابيع، فيها ثلوج، فيها مصبات للمياه، تنحدر إليه”.

وبالتوازي مع السيطرة الصهيونية للثروة المائية والمناطق الزراعية الخصبة والمناطق الاستراتيجية جنوب سوريا، يتوسع الأمريكي ويستقدم المزيد من التعزيزات العسكرية للتمدد والانتشار أكثر شمال سوريا حيث الثروة النفطية.

ومع السيطرة الأمريكية للثروة النفطية شمالا، وسيطرة العدو على ثروات المياه والزراعة جنوبا سيجد الشعب السوري نفسه محاصرا في المناطق الصحراوية وسط البلاد، وهو ما ينذر بمواجهة حتمية بين الشعب السوري وقوى الاحتلال والاستعمار.

هذا الاتجاه الصهيوأمريكي يتزامن مع اغتيال للعقول السورية، حيث كشف الباحث والكاتب علي حمية في مقابلة مع قناة المسيرة عن اغتيال 400 عالم سوري حتى الآن في المجالات المختلفة.

كل هذه التطورات على الأراضي السورية تحدث فيما لم تتجاوز القوى الحاكمة في دمشق مربع الصمت؛ الصمت المتواطئ مع القوى المعادية لسوريا وللعرب، وحين تتلكم تلك القوى تصدر تصريحات التودد من كيان العدو الصهيوني والأمريكي، وهو ما يثير علامات استفهام حول دور تلك القوى التي يتكشف أنها أدوات لتنفيذ مخططات التقسيم والاحتلال لسوريا، ولتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يحلم به نتنياهو.

خلال ثلاثة أسابيع فقط بعد السيطرة على دمشق، تمكن العدو الصهيوني من تدمير كامل لجيش الدولة السورية، واحتل الجولان السوري، وتوسع في المناطق الغنية بالمياه جنوب سوريا، والان يتجه بخطى حثيثة لتدمير مقدرات الاقتصاد السوري، وفيما يتوسع الاحتلال الأمريكي والتركي في مناطق الثروة النفطية شمال البلاد، وحين يتحدث حاكموا دمشق يطالبون إيران بعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية.