الأورومتوسطي: شهادات مروعة عن إعدامات ميدانية وتحرش جنسي نفذهم الاحتلال شمال غزة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
28 ديسمبر 2024مـ – 27 جماد الثاني 1446هـ
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن تلقيه شهادات مروّعة تؤشر على ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم خطيرة ضد المدنيين خلال اقتحامه مستشفى “كمال عدوان” والمناطق المحيطة به شمالي قطاع غزة أمس الجمعة.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي في بيان له، اليوم السبت، أنّ تلك الجرائم شملت القتل العمد، والإعدام الميداني، بالإضافة إلى اعتداءات جنسية وجسدية على نساء وفتيات من الطواقم الطبية والنساء النازحات في المنطقة.
وأوضح الأورومتوسطي أنّ وحدات من المشاة والمدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي اقتحمت أمس الجمعة مستشفى “كمال عدوان” ومحيطه بعد أسابيع من الحصار والقصف المدفعي والجوي، والاستهداف المرّكز للكوادر الطبية والفنية العاملة في المستشفى، إضافة إلى تعطيل المقدرات التشغيلية من خلال استهداف مولدات الكهرباء والتجهيزات الخاصة بإنتاج الأكسجين.
وأشار -وفقًا للإفادات التي جمعها- إلى أنّ القوات الإسرائيلية ارتكبت خلال هجومها على المستشفى سلسة من الجرائم المرّوعة، بما في ذلك تفجير روبوتات ملغّمة قرب عدد من المنازل المأهولة، ما تسبّب بانهيار تلك المنازل ومقتل مدنيين كانوا بداخلها. كما شملت تنفيذ الجنود الإسرائيليين إعدامات ميدانية بحق مدنيين بعضهم مصابون، وآخرون كانوا يحملون الرايات البيضاء.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي احتجاز جيش الاحتلال عشرات النساء والفتيات، وتعريضهن لممارسات خطيرة ترقى للتحرش الجنسي، إلى جانب معاملتهن على نحو حطّ من كرامتهن الإنسانية، بما في ذلك الاعتداء عليهن بالضرب، وإجبارهن على خلع الحجاب والملابس.
بالإضافة إلى ذلك، أجبرت القوات الإسرائيلية جميع المتواجدين في المنطقة على إخلائها قسرًا والنزوح إلى خارج محافظة شمال غزة، واختطفت خلال ذلك العشرات منهم، بمن في ذلك أفراد من الطواقم الطبية والخدمية، من بينهم مدير مستشفى “كمال عدوان” الدكتور “حسام أبو صفية”، والصحفي “إسلام أحمد”.
ونقل المرصد عن “ع. ع” (41 عامًا) قوله: “أعمل مسعفًا متطوعًا، وكنت أمكث في منزل محيط بمستشفى كمال عدوان مع 11 شخصًا من المدنيين. في حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف ليل الجمعة، سمعت أنا ومن معي صوت آلية على باب البيت. فقلت لمن معي يبدو أنّ قوات الجيش تضع روبوتات متفجرة، ونظرت من النافذة فرأيت فعلًا عددًا من الروبوتات المتفجرة أمام البيوت في المنطقة”.
وأضاف أنّه “على إثر ذلك، خرجنا من بيتنا وتوجهنا إلى بيت آخر حتى ننجو بحياتنا عند تفجير الروبوتات. وبعد حوالي نصف ساعة بدأت الروبوتات بالانفجار. كانت الأصوات الناجمة عن انفجارها هائلة ومرعبة. كنت أشعر أنها قنابل نووية مصغرة”.
وتابع “في غضون ذلك، قدم إلينا أحد الشباب الذين سبقونا إلى أحد البيوت في المنطقة وأبلغنا أنّ البيت الذي لجأوا إليه تعرّض لغارة جوية ما أدّى إلى إصابة عدد منهم. أسرعت مع آخرين نحو المنزل الذي كانوا فيه، فأطلقت طائرات الاحتلال صاروخًا جديدا تجاهه. أخلينا أحد الجرحى وكان هناك قتيل، ونحن أيضا أصبنا. في تلك اللحظة سمعت صوت صراخ من منزل مجاور تعرض للقصف أيضًا. كنا في حالة صعبة ومصابين، وبالتالي لم نستطع أن نفعل لهم شيئا”.
وأضاف: “عدنا للمنزل على وقع أصوات الانفجارات التي لم تتوقف، وفي الصباح رجعت أنا ومن معي للبيت السابق الذي كنا فيه، وتبيّن لنا أنّه دمّر بشكل شبه كامل، ومع ذلك جلسنا في المطبخ وكنا نحو 14 شخصًا، ثم بدأت آليات الجيش بقصف البيت بالقذائف، فبدأنا نصرخ أننا مدنيون. خرج صاحب البيت رافعًا راية بيضاء، فعاجله الجنود بوابل من الرصاص من مسافة قريبة وأردوه قتيلًا عل الفور. حاولنا سحبه فأطلقوا علينا قذيفة وأصيب المزيد منا. كان بيننا طفل وكان يبدو أنه يعاني من اضطراب نفسي، وزاد من صعوبة حالته القصف الذي لا يتوقف”.
وتابع: “بعد ذلك، أرسل الجيش شخصًا مدنيًا (مختطف فلسطيني) وطلب منا أنّ نسلم أنفسنا، قلنا له نحن مدنيون ورفعنا الراية البيضاء لنسلم أنفسنا. نزلنا إلى منطقة يوجد بها مقبرة، طلبوا منا خلع ملابسنا، ورفع أيدينا للأعلى، بقينا في العراء والأجواء شديدة البرودة بالملابس الداخلية فقط”.
وقال: “بمجرد خروج الطفل الذي يعاني من اضطرابات نفسية، بدأ بالجري نحو الدبابة الإسرائيلية، ناديت عليه ولم يستجب، فأطلقوا عليه النار وقتلوه على الفور. كان هناك ناقلة جند ودبابة في المكان. نادى أحد الجنود علينا، وطلب منا التجمع في مكان في المنطقة. كان معنا 5 مصابين، وطُلب منهم التحرك أمام الدبابة، فجأة أطلقوا النار تجاههم بشكل مباشر، دون أي سؤال وقتلوهم. ثم نادوا علينا وطلبوا منّا التوقف قرب الدبابة، واعتقدت حينها أنها ستدوسنا.
وأضاف: “بعد وقت نقلونا إلى منطقة الفاخورة وتركونا عراة حتى الساعة الثامنة مساء، كنا حوالي 300 شخص، واعتقلوا عددًا من الذين كانوا معنا. في غضون ذلك، قدم أحد الضباط وأطلق النار فوق رؤوسنا، وطلبنا منا التحرك باتجاه جباليا البلد، وكانت طائرات “كواد كابتر” تحلق فوق رؤوسنا حتى وصلنا”.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنه حصل على شهادات أولية أظهرت تعرّض ممرضات ومريضات ومرافقاتهن كانوا في مستشفى “كمال عدوان” إلى ممارسات ترقى إلى العنف الجنسي، إذ أجبر الجنود الإسرائيليون النساء والفتيات على خلع ملابسهن تحت التهديد والإهانة والشتائم الماسة بالشرف، علاوة على تعرّض عدد من النساء والفتيات للتحرش الجنسي.
وأبلغت إحدى النساء اللاتي طردهن الجيش من المنطقة فريق المرصد الأورومتوسطي: “أجبر أحد الجنود ممرضة على خلع بنطالها، ثم وضع يده عليها، وعندما حاولت التصدي له، ضربها بقوة على وجهها، ما أدى إلى إصابتها بنزيف في الأنف”.
وأفادت إحدى النساء أنّ أحد الجنود قال لامرأة كانت معهم: “اخلعي أو سنخلعك بالقوة”. وفي حادثة أخرى، رفضت إحدى النساء خلع حجابها، فاعتدى عليها أحد الجنود بتمزيق عباءتها، ما أدى إلى كشف جزء من جسدها. كما تحدثت إحدى النساء الضحايا عن تعرضها للسحل من أحد الجنود، حيث أجبرها على الالتصاق به قائلًا: “اخلعي الآن”، مع توجيه كلمات بذيئة إليها.