الخبر وما وراء الخبر

تصاعد العمليات اليمنية في عمق الكيان.. كيف هزم اليمنيون هاري ترومان؟

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
27 ديسمبر 2024مـ – 26 جماد الثاني 1446هـ

تقرير|| نوال النونو

تزداد وتيرة الضربات اليمنية النوعية ضد العدوين الأمريكي والإسرائيلي، حيث وصلت خلال الأسبوع الماضي إلى الذروة.

ويجمع الكثير من المحللين والخبراء الإسرائيليين في تصريحات لهم عبر وسائل الإعلام العبرية عن حيرة وعجز لدى الإسرائيليين في التعامل مع الجبهة اليمنية، لا سيما وأن تهديدات نتنياهو وحكومته المتطرفة بتوجيه ضربات قاصمة ضد اليمن، لم يعرها اليمنيون أي اهتمام، بل على العكس من ذلك، فهم يواصلون العمليات النوعية، وبإصرار عجيب على الأهداف العسكرية والمنشآت الحيوية في عمق الكيان.

وخلال الأسبوع الماضي، لم تتوقف صافرات الإنذار يوماً واحداً في “تل أبيب”، فالقوات المسلحة اليمنية مضت في عملياتها بتصاعد نوعي، مستخدمة تارة الطائرات المسيرة من نوع “يافا”، وتارة أخرى الصواريخ الباليستية الفرط صوتية من نوع فلسطين2، وجميع هذه الأسلحة تتميز بقدرتها على المناورة، واختراق منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية، وتصل إلى الهدف وتحقق النتائج،  ولهذا سمعنا الوجع الإسرائيلي، وشوهدت الانفجارات في أماكن متعددة، ولم يتمكن الصهاينة من اخفائها، إضافة إلى أن الرحلات الجوية من وإلى مطار بن غوريون توقفت لساعات جراء هذه الهجمات، وأُجبِرَ الملايين من الصهاينة على الدخول إلى الملاجئ بعد سماعهم لصفارات الإنذار، والتي فضلت القوات المسلحة اليمنية اختيار وقت الفجر لتنفيذ هذه العمليات، والجميع في نوم عميق، الأمر الذي يجبرهم على الاستيقاظ والدخول إلى الملاجئ.

وفي حصيلة للعمليات اليمنية، فقد تم استهداف “تل أبيب” بطائرتين مسيرتين من نوعا “يافا” خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى استهدافها بأربعة صواريخ باليستية فرط صوتية من نوع فلسطين 2، كما تم استهداف مدينة عسقلان الصناعية بطائرتين مسيرتين من نوع “يافا” احداهما أصابت محطة الكهرباء بالمنطقة، كما تم استهداف منطقة غير معلنة في جنوب فلسطين المحتلة بطائرة مسيرة.

وتميزت الرواية الصهيونية تجاه هذه العمليات في البداية بالإنكار، والادعاء باعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة خارج الغلاف الجوي، ثم تم الاعتراف بوصول هذه الصواريخ إلى أهدافها في عمق الكيان ولكن بشكل جزئي، وبعدها تم الاعتراف بعجز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة.

وبالتوازي مع هذه العمليات الكبيرة وغير المسبوقة، فإن المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة لم يتوقفوا عن إطلاق التصريحات والتهديدات تجاه اليمن، وأبرزها ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الذي قال يوم الاثنين الماضي:” سندمر البنية التحتية الاستراتيجية للحوثيين، وسنقطع رؤوس قياداتها تماماً، كما فعلنا مع هنية والسنوار ونصر الله في طهران وغزة ولبنان، وسنفعل في الحديدة وصنعاء”، لكن هذه التهديدات حتى الآن لا أثر لها على أرض الواقع، بل أن اليمن يتعامل معها بتحد أكبر، والقوات المسلحة اليمنية تكرر أنها في حرب طويلة، وستواصل اسناد غزة حتى يتوقف العدوان والحصار عليها.

حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان تحت النار

وبموازاة هذه التطورات، عملت الولايات المتحدة الأمريكية على مسارين في محاولة لإنقاذ ربيبتها “إسرائيل” وإيقاف العمليات اليمنية المتصاعدة.

المسار الأول: تحريك حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس اس هاري ترومان) إلى البحر الأحمر، وتموضعها في بقعة قريبة من ميناء الحديدة غربي اليمن، ثم تنفيذ غارات على العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية.

المسار الثاني: تحريك المرتزقة اليمنيين بهدف التقدم والزحف صوب مناطق تسيطر عليها القوات اليمنية، بهدف اشغال اليمنيين ببعضهم، والتخلي عن قصف “إسرائيل”.

لكن القوات اليمنية تعاملت بحزم مع هذه التطورات، ودخلت في اشتباكات بحرية عنيفة مع حاملة الطائرات الأمريكية ترومان، مساء الأحد الماضي، حيث تم استهدافها بثمانية صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة، وخلال المعركة تم اسقاط طائرة أمريكية من نوع اف 18 فوق البحر الأحمر لأول مرة في اليمن.

وجاءت هذه المعركة لتفشل مخططاً أمريكياً لاستهداف اليمن بغارات عنيفة غير مسبوقة، حيث كانت عملية استباقية، وكان من نتائجها:

– فشل الهجوم المعادي على الأراضي اليمنية.

– اسقاط طائرة أمريكية من نوع اف 18.

-مغادرة معظم الطائرات الحربية المعادية الأجواء اليمنية إلى أجواء المياه الدولية في البحر الأحمر للدفاع عن حاملة الطائرات أثناء استهدافها.

– انسحابُ حاملةِ الطائراتِ يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافِها من موقعِها السابقِ نحو شمالِ البحرِ الأحمر وذلك بعد تعرضِها لأكثرَ من هجومٍ من قِبلِ القوةِ الصاروخيةِ والقواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسير.

وبالنسبة لتحريك المرتزقة من أجل فتح جبهة قتالية مع القوات اليمنية، فإن أول مؤشرات هذه المواجهة بدأت من محافظة تعز جنوب غربي اليمن، غير أن عملاء أمريكا من اليمنيين تلقوا صفعات موجعة، وهزيمة قاسية منذ اللحظات الأولى من الاشتباك، وهذا ضاعف من رصيد الانتصارات لليمنيين، واخفاق متواصل للأمريكيين والإسرائيليين وعملائهم في اليمن.

لا توجد حتى الآن أي مؤشرات لإيقاف العمليات اليمنية في عمق الكيان، بل أن الحديث يتزايد لدى الكثير من الخبراء والمحللين أن اليمن قد يعلن عن المرحلة السادسة من التصعيد قريباً، وأن هذه المرحلة ستحمل الكثير من المفاجآت، والعمليات النوعية، وأنها ستشكل ضغطاً كبيراً على الكيان لإيقاف عدوانه وحصاره على غزة، وهو الهدف الذي يكافح اليمنيون من أجله.

ما يؤكد هذه الجزئية هو حديث عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي الذي قال إنه لا توجد لدى اليمن خطوط حمراء، وأن الأمريكيين اذا واصلوا عدوانهم على اليمن، فإن مصالحهم في الشرق الأوسط ستكون عرضة للاستهداف، وهذا ما يتحدث عنه الكثيرون، بأن صنعاء وقواتها قد تلجأ في الأيام القادمة إلى استهداف القواعد العسكرية الموجودة في المنطقة، لا سيما إذا ما تطورت الأوضاع، وكثف العدو الأمريكي والإسرائيلي من عدوانه على اليمن.