الخبر وما وراء الخبر

ماراثون الكويت: الثوابت الوطنية في مواجهة وكلاء الرياض.(تقرير)

122

مرتزقة الرياض يتمسكون باستمرار العدوان والقوى الوطنية تصر على وقف اطلاق النار

ماراثون المفاوضات في يومه الثالث : الثوابت في مواجهة وكلاء الرياض

 

ذمار نيوز /صدى المسيرة: إبراهيم السراجي

“لم نأتي لكي نسلم أسلحتنا لأعدائنا” هكذا كان رد وفد القوى الوطنية عند انطلاق مفاوضات الكويت عندما أعيد طرح موضوع تسليم الأسلحة قبل أي حل سياسي، وبتلك الجملة أعاد وفد القوى الوطنية المفاوضات إلى مسارها الطبيعي وتمكن الوفد عن جدارة من جعل إشكاليات “وقف إطلاق النار” أولوية لا يمكن تجاوزها لما بعدها قبل حلها تماما.

عندما ذهب وفد القوى الوطنية إلى العاصمة الكويتية جاء ذلك بعد تعهدات أممية ودولية بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وكان الوفد واضحا عندما أكد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد أن الوفد سيتخذ الموقف المناسب في حال الاخلال بالتعهدات وهو ما حدث بالإصرار على تثبيت وقف إطلاق النار قبل الدخول في أي نقاشات والمضي قدماً بالمفاوضات.

تفوق وفد القوى الوطنية على الصعيد السياسي والإعلامي وهذه المرة هذا تحدث عن هذا التفوق أنصار الطرف الثاني القادم من الرياض الذين شهدوا للقوى الوطنية منذ استقبالهم من قبل تشريفات وزارة الخارجية الكويتية في المطار في وقت قال مراسل قناة الجزية ان وفد الرياض دخل إلى الكويت “دخول اللصوص”. حتى على المستوى الإعلامي تحدث أولئك أن الوفد الإعلامي المرافق للقوى الوطنية سيطرة على أجواء المؤتمر الصحفي للمبعوث الأممي في ثاني أيام المفاوضات بينما اكتفى إعلاميو الرياض بالتفرج على فعاليات المؤتمر.

  • اليوم الأول: فشل مراوغات المبعوث والمرتزقة: وقف إطلاق النار أولاً

انطلقت مفاوضات الكويت الخميس الماضي بجلسة افتتاحية ألقى فيها المبعوث الأممي ولد الشيخ كلمة متفائلة اعتبر فيها ان اليمن يقترب من السلام ومعترفا ان الطريق اليه شائك لكنه ممكن، فيما عدا تلك الديباجة انحاز ولد الشيخ لأطروحات مرتزقة الرياض في محاولة لإبعاد قضية وقف إطلاق النار عن أجواء المفاوضات وهو ما رفضه وفد القوى الوطنية الذين أصروا على تثبيت وقف إطلاق النار بحسب التعهدات الأممية التي سبقت المفاوضات وأعلنوا انه لن يكون هناك نقاش في أي قضايا أخرى قبل حل تلك الإشكالية.

وحين لاحظ وفد القوى الوطنية أن هناك أيدٍ تقود المفاوضات بأجندة سعودية قاموا بتوبيخ المبعوث الأممي وأكدوا له أن الاجندات الأخرى لن تؤدي إلى حل وطرح قرار مجلس الأمن قبل التوصل إلى حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة متمسكين بضرورة تثبيت وقف إطلاق النار .

حين انتهت الجلسة الافتتاحية اجتمع أعضاء الوفد الوطني بالمبعوث الأممي في جلسة مغلقة أكدوا له مجدداً أن وقف إطلاق النار وتثبيته هو الأرضية التي يمكن ان تؤدي لمفاوضات جدية تقود باتجاه الحل.

ولد الشيخ أدرك ان محاولاته تجاوز مسألة وقف اطلاق النار لن تنجح وأن قبول الوفد الوطني بمغادرة صنعاء إلى الكويت لم يكن ناجماً عن ضغوطات دولية كما تناولت ذلك وسائل إعلامية بل ان موافقتهم كانت بناء على تعهدات وقف إطلاق النار وهو ما تمسكوا به في الكويت.

وكان وفد القوى الوطنية صريحاً في مواقفه اذ اعتبر أن وقف إطلاق النار وتثبيته على الواقع هو الأساس وان استمرار العدوان كشف ” النوايا المسبقة لإفشال جهود السلام من خلال عرقلة جهود تثبيت وقف إطلاق النار والدفع بالدور الأممي نحو الانكشاف والظهور في دور “المبعوث السعودي” وهو ما يتنافى مع طبيعة مهمته كمبعوث للأمم المتحدة التي ترعى الحوار وليست طرفاً فيه.

 

وعندما اتضح لوفد القوى الوطنية أن دور الأمم المتحدة جاء سلبياً في دعم تثبيت وقف إطلاق النار جعل أعضاء الوفد يطرحون في الجلسة الأولى المغلقة مسألة ” ضرورة إعادة الدور الأممي إلى موقعه الطبيعي في القضية اليمنية ومعالجة الاعوجاج الأممي الذي ظهر في تصريحات ومواقف ولد الشيخ والتي كانت في معظمها تتبنى الرؤى السعودية ومواقف المرتزقة.

ويحسب للمبعوث الأممي ولد الشيخ في الجلسة الأولى خلال الكلمة التي ألقاها بقوله ان “من اساسيات المشاورات انه يستحيل اعادة عجلة التاريخ الى الوراء” غير أن مرتزقة الرياض لا يريدون التسليم بالواقع الجديد وأن ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان لن يحققوه في المفاوضات.

ولد الشيخ أشاد أيضا ” بعمل لجان التهدئة الميدانية و اعتبر عملها هو الاهم في هذه المرحلة باعتبارها نجحت الى حد كبير في ايقاف المواجهات ” غير أن كلامه هذا لا يزال بحاجة لأن يتحول إلى جهود حقيقة تثبت أن هناك قناعة أممية بضرورة وقف اطلاق النار باعتبارها الخطوة الأولى لإنجاح جهود السلام.

لم تخلو الجلسة الأولى من الإيجابيات فقد حدث تحول في موضوع تنفيذ النقاط الخمس المتعلقة بقرار مجلس الأمن فقد توصل الجميع بما فيهم ولد الشيخ الذي أعلن ” عن بدء النقاش بخصوص بحث كيفية تطبيق النقاط الخمس بدون تراتبية و بما يرضي جميع الأطراف” رغم ما بدا على مواقف وفد الرياض من امتعاض تجاه تلك النقطة.

  • اليوم الثاني: فرسان السياسية يدفعون المبعوث الأممي للاقرار بضرورة وقف إطلاق النار

دخل وفد القوى الوطنية جلسات اليوم الثاني من المفاوضات يوم الجمعة الماضية مسلحين بموقفهم الثابت بأن مشاورات الحل السياسي لابد أن تبدأ بوقف إطلاق النار  وهو ما سيطر على أجواء ذلك اليوم من المشاورات والذي انتهى بمؤتمر صحفي لولد الشيخ والذي تحدث بعد ان ظهر ان موقف القوى الوطنية قد فرض نفسه على المفاوضات فقال ولد الشيخ” ان اليمن اصبحت اقرب الى تحقيق السلام من اي وقت مضى وذلك بعد انتهاء جلسة المفاوضات المباشرة الاولى ”

واستهل ولد الشيخ حديثه بالقول “نحن أقرب للسلام اكثر من اي وقت مضى في اليمن” مشيرا الى انه “سيتم التعامل مع النقاط الخمس بطريقه غير تسلسلية”.

كما تحدث ولد الشيخ عن ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل معتبر ان ما تحقق هو توقف القتال بنحو 80% من الجبهات. في ذات الوقت رأى ولد الشيخ ان الطلعات الجوية تهدد جهود وقف إطلاق النار.

واعتبر مراقبون أن اعتراف المبعوث الأممي بشكل علني بضرورة وقف إطلاق النار وتحليق طائرات العدوان انها نقطة تحسب للقوى الوطنية التي تمسكت بموقفها الأول منذ كانوا بالعاصمة صنعاء.”

  • اليوم الثالث: وقف إطلاق النار يسيطر على المفاوضات

انطلقت أعمال اليوم الثالث من مفاوضات الكويت بجلستين صباحية ومسائية ومرة أخرى سيطر موقف القوى الوطنية على أجواء المفاوضات ونجحوا في منع مرتزقة الرياض من محاولات جر المفاوضات لمواضيع جانبية وغير رئيسية.

وعقد الوفدان السبت الماضي أي صباح اليوم الثالث من المفاوضات  أولى جلسات اليوم الثاني من المفاوضات المباشرة بمشاركة أعضاء  لجنة التواصل والتنسيق العسكرية اليمنية وخبراء الامم المتحدة العسكريين لاطلاع الوفود على اعمالها وما توصلت اليه والصعوبات التي تواجهها بما يعمل على تثبيت وقف اطلاق النار.

وانعقدت الجلسة الثانية بحضور رؤساء الوفود فقط واللجان العسكرية وخلال الجلسة اقترح ولد الشيخ اصدار بيان يدعم وقف إطلاق النار ولاقى الاقتراح اعتراضا من وفد المرتزقة.

الوفد الإعلامي المرافق لوفد القوى الوطنية أصدر بلاغاً صحفياً يوضح تفاصيل اليوم الثالث من المفاوضات والذي يعتبر اليوم الثاني من المفاوضات المباشرة والذي شهد انكشافاً آخر لمرتزقة الرياض الذين رفضوا اصدار قرار مشترك يدعم وقف إطلاق النار.

وأوضح البلاغ الصحفي “ان وفد الرياض فشل في اعادة النقاشات الى مربع القضايا الجزئية مثل الحديث عن الافراج عن بعض المعتقلين الذين يتبعون الفار هادي”

وبحسب المصادر فان ولد الشيخ كان قد اقترح خلال الجلسة على الفريقين اصدار بيان بدعم موضوع تثبيت وقف كامل للأعمال العسكرية وهو ما ايده الوفد الوطني ، بينما تهرب وفد الرياض من ذلك الامر الذي يجعل من الواضح ان وفد الرياض لا يرغب في وقف الاعمال العسكرية ولا تثبيت وقف النار مما يؤكد ان ما يجري ليس مجرد خروقات وانما استمرار في العدوان بما يناقض بنود الامم المتحدة التي دعت لوقف اطلاق النار كمرحلة اولى يليها المشاورات والحوار .

هذا واكدت المصادر ان اثنين من خبراء الامم المتحدة العسكريين الذين يعملون مع لجان التهدئة شاركا في الجلسة وتحدثا عما اسموها عراقيل تواجه عمل اللجان المختصة بتثبيت وقف النار .

واوضح الخبيران ان مهمتهما هي التهدئة والتنسيق وليس رصد الخروقات.

يذكر ان رئيس وفد الرياض تحدث للصحافة الكويتية بصراحة عن عدم رغبة فريقهم في وقف الغارات العسكرية بذريعة ان ذلك سوف يؤثر على وجودهم على الارض .

 

  • اليوم الرابع: غارات العدوان تعيد خيار الميدان للواجهة

انطلقت أعمال اليوم الرابع من مفاوضات الكويت والثالث من المفاوضات المباشرة على وقع تصعيد العدوان وتكثيف تحليقه في العاصمة صنعاء وحجة وصعدة ومارب والجوف وتطور الأمر إلى شن غارتين على حرض الحدودية ومديرية اللحية بمحافظة الحديدة وهو ما قوبل بتصريح لرئيس وفد انصارالله لمح فيه للعودة إلى الميدان على قاعدة “وان عدتم عدنا”

وشهد امس الأربعاء وهو اليوم الثالث من المفاوضات المباشرة جلستين صباحية ومسائية وفي الجلسة الأولى حاول مرتزقة الرياض مجدداً حرف مسار المفاوضات عن الأساس الصحيح بمحاولة طرحه لوضع “جدول أعمال المفاوضات” الأمر الذي رفضه وفد القوى الوطنية جملة وتفصيلاً مصرين على ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار والعمل على ذلك قبل الانتقال للمفاوضات بشأن الحل السياسي باعتبار أن الحل لا يمكن أن يتوفر في ظل استمرار الغارات.

 

وخرجت الجلسة الأولى بالاتفاق على ان يقوم الأعضاء الذين تم ترشيحهم السبت بالتواصل مع اللجان المحلية والعمل تثبيت وقف إطلاق النار لترفع الجلسة التي أعقبها اجتماع مغلق لرؤساء الوفود مع المبعوث الأممي ولد الشيخ.

تصعيد العدوان لتحليقه وغاراته أكد صحة المعلومات القادمة من الكويت والتي تقول أن الرياض أمرت مرتزقتها برفض وقف تحليق الطيران ووقف الغارات.

حيث كشفت مصادر سياسية يمنية في حوار الكويت أن رئيس وفد الرياض رفض بشدة الموافقة على تثبيت وقف إطلاق النار.

وأوضحت المصادر أن عبدالملك المخلافي أبدى اعتراضه على مقترح للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يقضي بإصدار بيان يتضمن الدعوة لتثبيت وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن المخلافي أكد أنه لا يريد توقف الغارات والتحليق الجوي فوق الأراضي اليمنية معتبراً ذلك ضمانة لوفد الرياض كون توقف الغارات سيعزز موقف من أسماهم الحوثيين .

وحسب المصادر السياسية فإن ما يتحدث به المخلافي ليس إلا إملاءات سعودية وأن وفد الرياض لا يملك أي قرار سوى العودة للسعودية وهو ما أتضح من خلال جلسات السبت حيث أجل وفد الرياض البت في موضوع إصدار بيان بشأن وقف إطلاق النار حتى الجلسة المسائية .

الوفد الوطني أثبت على مدى أيام المفاوضات أنه لن يتخلى عن الثوابت التي حملها معه من صنعاء ممثلا للشعب اليمني الرافض للعدوان ومرتزقته ولذلك لم يستسلم لضغوط الوقت المتمثل بمرور الأيام في الكويت دون الدخول في المفاوضات السياسية متمسكاً بأساس الحل وهو إنهاء الحرب التي كانت أساس إفشال الحل السياسي برعاية المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر.

كما أثبت وفد القوى الوطنية أن رغبته بالسلام ليست نابعة تراجع في الميدان او تراجع القدرة على المواجهة العسكرية وكان ذلك جلياً في تصريحات الناطق باسم انصارالله في تعليقه على تصعيد العدوان.

 

وقال محمد عبدالسلام في هذا الشأن “ان استمرار الغارات الجوية واستهداف الطرق والجسور والبيوت كما حدث في حرض والحديدة وفرضة نهم وما حدث قبلها منذ بدء المشاورات في تعز وشبوه ومناطق أخرى يؤكد أن الإعلان عن وقف الاعمال العسكرية مجرد كلام عار عن الصحة وأن مسار المشاورات في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة”.

وأضاف “اذا لم يتم الالتزام بالبند الاول الخاص بتثبيت وقف الاعمال العسكرية الذي قدمته الامم المتحدة ووافق عليه الجميع فغيره بالأولى”.