الطائفية صناعة صهيونية بجهود عربية
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
17 ديسمبر 2024مـ – 16 جماد الثاني 1446هـ
بقلم// فاطمة عبدالملك إسحاق
إن الشعوب العربية ليست طائفية أو سلبية، بل هي في الحقيقة متعاونة بكل إخلاص ، كثيرة التفاعل مع القضايا، فالطائفية لا نجدها إلا في الأسواق الرخيصة يبتاعون ويشتروا باسم الدين الإسلامي، يتاجرون بالأوطان والممتلكات وبالإنسان، بحجة أنهم يحموا طائفتهم وحقوقها، وفي الحقيقة الأعداء هم من صنع هذه الثقافة التي تدعو للتمزق وابعاد الأخوة بعضهم عن بعض، تشتت للمسلمين وتفكك وهذا ما يؤدي إلى ضعف المجتمعات الإسلامية، ما نشاهده في واقع اليوم أن الطائفية تأججت بشكل أكبر من سابقه، اصبحت تتفشى كالمرض المعدي، ومن المؤسف أن يتجاوب العرب ويبذلوا قصارى جهدهم في التشكيك بالمقاومة بحجة اختلاف الطائفة ، فبدلا من محاربة العدو الحقيقي اتجه العرب اليوم لمحاربة عدو اليهود، تنفيذ للمخطط الصهيوني بشعورهم كان أو بجهل وغباء وتأثر بالإعلام المضلل.
هنا السؤال الأهم كيف صنع الصهاينة الطائفية وغذوها وأصبحت العرب تخدمهم في هذا الجانب بشكل كبير وخطير على المسلمين ؟
لأنهم وجدوا الأرض الخصبة، وثغرات داخلية في المجتمع الإسلامي، اجرى العدو دراسات ليجد نقاط الضعف، كل ذلك اوجد فرص للعدو الإسرائيلي لتشجيع التفرقة وتغذية الفتن في البلد الواحد، فكلما تأججت الطائفية والمذهبية والمناطقية؛ فذلك يعني أن لا حل للعدو إلا ذلك بعد فشله العسكري وانهزامه الاقتصادي والنفسي؛ وللحفاظ على مصالحه ومطامعه في الدول العربية، يستفيد بذلك دون بذل جهود منه، بل تكون الجهود العربية هي الواضحة في العداء لبعضها البعض.
إذا بقيت العرب بهذا الجمود دون معالجات لهذه الفتن، فإن فرص العدو تزداد في التوغل واحتلال أجزاء أكثر من الوطن العربي، كما يحدث اليوم في سوريا، فليست سوريا الهدف فقط، إذن الحل يكمن في الوحدة الوطنية، ورفض ثقافة التعبئة الداخلية على بعضنا البعض بأساليب خبيثة ملتوية، فهناك من يستفيد ويدعم لتغذية هذه الفتن، ويسعى لعدم توحيد الصفوف ،يجب أن ترفض الشعوب العربية ثقافة الكراهية والتحريض لبعض الطوائف خصوصا خلط الأمور ببعضها وتوجية العداء للمقاومات الإسلامية، وكما عهدنا من أنصار الحق المؤمنين أن لا ينظروا للانتماء بل ينظروا للتوجه نحو قتال اليهود فإي كانت طائفته أو مذهبه أو انتماءه، يدعموه ويساندوه ويتحدوا معه للقتال في جبهة واحدة وهذا ما يسعى العدو لتدميره واستبداله بثقافة الكراهية والحقد ، ولعل أبرز مثال على الوحدة الوطنية عندما اختلطت الدماء السنية والشيعية في مواجهة العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان باستشهاد القادة العظماء، هنية ونصر الله والسنوار وهذا ما حطم طموح العدو في استغلال ثغرة الطائفية.
فلو فهم الجميع مفهوم الوحدة الوطنية دون التباس ودوران حول نقطة مغلقة ، لتحققت هذه الوحدة بالتمحور حول مصالح الأمة الإسلامية المشتركة، فالوحدة الوطنية ليست الغاية منها أن يكون هناك رأي واحد فقط أو انتماء واحد أو مذهب واحد، هي لا تعني تطابقا تاما على كل تفاصيل العقيدة والتشريع أو في الآراء والتوجهات، لأن هذا يخالف طبيعة البشر، فما دامت الآراء والمصالح متعددة فالاختلاف وارد في كل مجتمع في العالم كان مسلم أو غير مسلم، حتى ضمن العائلة الواحدة الاختلاف وارد، الفهم الصائب للمعنى الحقيقي للوحدة الوطنية والعمل به سيثمر في بناء أمة لا تقبل سلب حقوقها تواجه مخططات العدو وتدفع الأذى عن نفسها وتقاوم كل معتدي ومحتل فتحرر أراضيها بقوتها العسكرية المتوحدة تضرب عدوها الضربة المؤلمة حتى ينتهي.