تحركات المرتزقة تحت المجهر اليمني.. مخاطر التورط السعودي في إشعال الجبهات من جديد
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
14 ديسمبر 2024مـ – 13 جماد الثاني 1446هـ
تقريــر|| هاني أحمد علي
يعيش اليمن حالة اللا حرب واللا سلم منذ العام 2020 بسبب السياسة الماكرة التي يمارسها النظام السعودي تجاه الشعب اليمني.
ودأبت الرياض على مدى 4 سنوات أن تتعامل مع اليمنيين بمبدأ “شعرة معاوية” من خلال المماطلة والتسويف والمكر وتضييع الوقت، وصولاً إلى رفع شعار “يد مع إحلال السلام.. ويد مع طعن اليمن من الخلف”، حيث تثبت التحركات الأخيرة للمرتزقة والعملاء والخونة عن نية تحالف العدوان والاحتلال إلى إعادة تحريك الجبهات، لمواجهة قوات صنعاء التي أخذت على عاتقها مسؤولية نصرة الشعب الفلسطيني ودعم غزة ومقاومتها الباسلة، انطلاقاً من واجباتها الدينية والإنسانية والأخلاقية.
ما يدور خلف الكواليس، من تحركات مريبة ومشبوهة لأدوات العدوان والتي ليست ببعيدة عن أنظار المجاهدين، وليست بخافية عن دوائر المخابرات في صنعاء، بالإضافة إلى الاجتماعات المكثفة والمتواصلة داخل الرياض بين قياداتها المرتزقة ومسؤولين أمريكيين وغربيين، والتي كان آخرها استقبال قائد القوات المشتركة لتحالف العدوان الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، في مقر قيادة القوات المشتركة بالرياض، عضو ما يسمى المجلس الرئاسي المرتزق عثمان مجلي، وزير دفاع المرتزقة محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان الخائن صغير بن عزيز، حيث تكشف تلك الاجتماعات والتحركات حقيقة التناقض السعودي بشأن نية المملكة إحلال السلام في اليمن.
إزاء تعامل النظام السعودي مع الشعب اليمني على مبدأ “شعرة معاوية” فقد رفعت صنعاء شعارها الدائم والمعروف لدى الجميع “هيهات منا الذلة”، وذلك بعد أن توعدت الأخيرة برد مزلزل يثلج صدور المؤمنين يطال دول العدوان، في إطار معادلة جديدة للرد على أي محاولة لإشعال الجبهات الداخلية من اشغال القوات المسلحة عن جبهات البحر الأحمر خدمة للكيان الصهيوني.
وشن رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، هجوماً غير مسبوق ضد الاحتلال السعودي الإماراتي، مبيناً أن الذي عليه بأن يقلق في اليمن هو الطرف الآخر، وأن أي حرب لمصلحة الصهاينة تعني استهداف كل داعم.
وأضاف عبد السلام في تصريحات نارية مساء الخميس لقناة المسيرة، أن اليمن بقيادته وشعبه يعيش أعلى معايير الجهوزية والاستعداد والمعتدي سيرى نفسه أنه سقط في فخ أمريكي إسرائيلي، مبيناً أن الموقف من سوريا هو ما يربطنا من قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتساءل عبد السلام: “أين موقف الجماعات المسلحة في سوريا من قضايا الأمة والقضية الفلسطينية”، مؤكداً أن تداعيات ما جرى هو إما أن تصبح سوريا متجهة نحو العدو الإسرائيلي أو تتجه نحو قضايا الأمة.
وأوضح رئيس الوفد الوطني، أن من يرفعون شعارات إسلامية لم يسمع منهم إدانة لاقتحام العدو الإسرائيلي للأراضي السورية، مشدداً على وجوب أن تتحرك هذه الجماعات لأن العدو الإسرائيلي يحتل أراضي سورية ويقصف وينتهك سيادتها.
من جانبه حذر نائب وزير الخارجية السابق حسين العزي دول العدوان من التورط بأي شكل من الأشكال في تحريك الجبهات واشعال المواجهة من جديد مع قوات صنعاء.
وأضاف العزي في سلسلة تدوينات على منصة “إكس”: “صنعاء تعمل للسلام وكأنه غداً، وتعمل للحرب وكأنها أبداً، والعالم وما يختار”، مبيناً أن لا شي يوازي جاهزية صنعاء للسلام إلا جاهزيتها للحرب.
ووجه القيادي العزي رسائل مهمة للمرتزقة والعملاء والخونة قائلاً،:”من يتحرك بأوامر إسرائيل وخدمة لها هو عملياً يمكننا من نفسه ويعطينا وشعبنا كل المسوغات – ليس فقط لتأديبه – وإنما لإزاحته من المشهد كلياً بعون الله”.
ومع كل ذا وذاك، فإن الكرة تتدحرج باتجاه ملعب السعودية التي يجب أن تبادر إلى اثبات جديتها ونيتها للسلام من خلال التوقف عن كونها أداة بيد أمريكا التي عاودت من جديد التلويح بورقة تهريب الأسلحة الإيرانية لليمنيين، حيث زعم المبعوث الأمريكي إلى اليمن “تيم ليندركينغ” خلال لقاء مع آليات التفتيش الأممية في جيبوتي اتخاذ قوات صنعاء طرق برية وبحرية معقدة لنقل الأسلحة.
مزاعم المبعوث الأمريكي ليست إلا محاولة رخيصة لتبرير طلب واشنطن تشديد الإجراءات لتفتيش السفن، ضمن مساعٍ أمريكية لفرض حصار خانق على ميناء الحديدة كورقة ضغط على صنعاء لوقف العمليات البحرية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي تصريحات “ليندركينغ” عقب مطالبة المندوب الأمريكي في مجلس الأمن خلال جلسة منتصف الأسبوع الماضي بتعزيز عملية لجنة التفتيش الأممية التي تتخذ من جيبوتي مقراً لها، كما أنها تأتي مع بدء طرح المبعوث الأممي إلى اليمن “هانس جرودنبرغ” لخارطة الطريق التي تتضمن اتفاقاً اقتصادياً وشيكاً بين صنعاء والرياض وسط مؤشرات تقدم فيه.
وتثبت المؤشرات والمعطيات، أن الولايات المتحدة تسعى بكل ثقلها إلى عرقلة التقارب اليمني السعودي، من خلال تشديد الحصار على ميناء الحديدة الذي يعد المنفذ الاقتصادي وشريان الحياة الوحيدة لملايين اليمنيين.