السيد القائد يؤكد على ضرورة مواجهة العدوان الإسرائيلي ويوجه نداءً للأمة العربية والإسلامية
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
12 ديسمبر 2024مـ – 11 جماد الثاني 1446هـ
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على ضرورة الوقوف صفًا واحدًا ضد العدوان الإسرائيلي، مُشددًا على أن هذا الموقف مبدئي لا يتأثر بأي اعتبارات أخرى سوى استهداف العدوان لأرض عربية وشعب مسلم.
ودعا السيد القائد في خطابه اليوم الخميس، جميع الأنظمة والقوى والجماعات إلى اتخاذ موقف صريح وواضح من العدو الإسرائيلي، مُنددًا بالصمت والتسامح المفرط الذي تبديه بعض الأطراف تجاه الجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل.
وانتقد السيد القائد بشدة التسامح الكبير الذي تبديه معظم الأنظمة العربية والإسلامية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، والذي يفوق في كثير من الأحيان تسامحها فيما بينها، مشيرا إلى أن موقف بعض القوى والجماعات تجاه إسرائيل وأمريكا يتجاوز حتى حدود التسامح مع أقرب الناس إليهم، مُستنكرًا التغاضي عن الجرائم المروعة التي يرتكبها العدو بحق الأسرى والمخطوفين الفلسطينيين.
وفي المقابل، أشار إلى قسوة وشدة بعض الأنظمة والجماعات مع فئات أخرى داخل الأمة، وهو ما يثير الدهشة والاستغراب.
وحذر السيد القائد من الحديث الأمريكي الإسرائيلي عن “تغيير ملامح الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن ذلك يكشف عن مشروع ومؤامرة تستهدف شعوب المنطقة وبلدانها، وتسعى إلى جعلها مُستباحة للإسرائيلي والأمريكي، وخاضعة لهما بشكل مطلق.
وشدد على أن هذا الاستهداف ليس مسألة عادية، بل يخدم الأهداف الإسرائيلية الأمريكية بشكل مباشر.
ووضع السيد القائد الجماعات التي سيطرت على سوريا أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، منتقدا غياب المواقف القوية والواضحة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان وسوريا، في مقابل الحضور القوي لعناوين الفتنة بين أبناء الأمة.
كما انتقد غياب عناوين الوقوف في وجه الظلم والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي، واستبدالها بالصمت والجمود.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمة بكل أطيافها ومذاهبها واتجاهاتها، مشيرا إلى أن ما حدث من العدو بعد سيطرة تلك الجماعات على سوريا يُثبت أن القضية ليست ملاحقة إيران كما يُردد العدو الإسرائيلي، وأن استهداف العدو الإسرائيلي لسوريا رغم عداء تلك الجماعات لإيران يُؤكد أن من يتبنى موقف عدم المعاداة لإسرائيل هو أيضًا في دائرة الاستهداف.
واستند السيد القائد إلى الحقائق القرآنية التي تؤكد عداء اليهود للأمة في كل الأحوال، وهو ما تُؤكده الشواهد التاريخية أيضًا.
وتساءل عن السبب الذي يُمكن أن يدفع اليهود لاحتلال فلسطين، مُشيرًا إلى أنهم قدموا إليها ابتداءً دون أي مُشكلة أو تحرك مُعادي من الشعب الفلسطيني. محذرا من سعي اليهود لإقامة “إسرائيل الكبرى” التي تشمل أجزاء واسعة من المنطقة.
ووجه السيد القائد نداءً هامًا للأمة العربية والإسلامية، داعيًا إياها إلى توجيه السلاح والتحريض والتعبئة نحو العدو الإسرائيلي، وإعلان الموقف الصريح منه، والوضوح والجدية والصدق في عداوته.
وانتقد بشدة قتال البعض بشراسة ضد من يتخذونه عدوًا داخل الأمة، في حين لا يُبدون أي عداء تجاه إسرائيل، متمنيا أن تحضر التكبيرات والبنادق والرايات في مواجهة الجنود الإسرائيليين، وأن تواجه الجماعات التي سيطرت على سوريا الاجتياح الإسرائيلي بكل قدراتها.
وحذر السيد القائد من أن إسرائيل تعتبر التطورات في سوريا فرصة لإنهاء اتفاقية فض الاشتباك، بل وتسعى لخلق المزيد من الفرص لاستغلالها ضد شعوب الأمة.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يطمع في المنطقة المحيطة بفلسطين، وأن هذا الطمع يتجلى في برامجه التثقيفية والإعلامية وخططه السياسية ومؤامراته المشتركة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى تصريحات رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن سقوط نظام الأسد يخلق فرصًا جديدة ومهمة لإسرائيل، وأن هذه الفرص قد تم استغلالها بالفعل.
وأوضح السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي على سوريا اتخذ اتجاهين: الأول، توغل قواتها في العمق وصولًا إلى الاقتراب من ريف دمشق، والثاني، تدمير المقدرات العسكرية السورية، حيث قدرت المعلومات أن جيش العدو الإسرائيلي يبعد 25 كيلومترًا عن دمشق، مما يشهد على حجم التوغل مع احتمال استمراره.
وأكد أن هذا التقدم تم دون أي مواجهة أو اكتراث بالشعب السوري أو الجماعات المسيطرة على سوريا أو داعميها أو حتى بالمجتمع الدولي.
وشدد على أن إسرائيل بتوغلها لم تبالِ بالقوانين والأعراف الدولية ولا مواثيق الأمم المتحدة، وأنها تسعى لاحتلال البلدان متى توفرت لها الفرصة، بل وتسعى لصناعة هذه الفرص وتهيئة الظروف لتنفيذ مخططاتها، مشيرا أيضًا إلى الاحتلال الأمريكي في سوريا، الذي يتركز على منابع النفط، ويمارس عملية نهب واضحة وعلنية للنفط السوري.
ووصف السيد القائد العدوان الإسرائيلي على سوريا بأنه الأكبر جوًا منذ نشأة الكيان الإسرائيلي، حيث تم تدمير القدرات العسكرية السورية بشكل لم يسبق له مثيل في أي بلد عربي آخر، لدرجة إعلان تدمير 80% منها في ليلة واحدة.
واعتبر تدمير سوريا “بلطجة ووقاحة” أمام مرأى ومسمع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد السيد القائد أن العدوان على سوريا يهدف إلى تثبيت معادلة “الاستباحة” بدعم وشراكة أمريكية، لفرضها على شعوب وبلدان الأمة، سواء كانت في مواجهة مع إسرائيل أو متعاونة معها.
وحذر من أن استعداد بعض الدول للتعاون مع العدو الإسرائيلي ليس مجديًا أمام هذه المعادلة، التي تسعى لجعل شعوب المنطقة “مهدرة الدم” عرضة للقتل والإبادة الجماعية واجتياح الأراضي ومصادرتها دون رد فعل، ونهب الثروات في إطار “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يعني استباحة كل بلدان المنطقة لإسرائيل وأمريكا.