الخبر وما وراء الخبر

الاحتلال الإسرائيلي يتمدد في سوريا تحت أنظار الحكام الجدد

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 ديسمبر 2024مـ – 9 جماد الثاني 1446هـ

عصفت بالجمهورية العربية السورية أحداث مهولة تصب جميعها وفق المخطط الأمريكي الصهيوني “الشرق الأوسط الجديد”.

وخلال اليومين الماضيين ومع سيطرة الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها تسمية “المعارضة السورية” على دمشق ومحافظات كثيرة، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في التوغل في العمق السوري، حتى بات على مشارف مدينة دمشق دون أن يتخذ الحكام الجديد أي خطوة عملية لإيقاف هذا التوغل.

وإلى جانب التوغل، نفذ سلاح الجو الصهيوني سلسلة غارات عنيفة تجاوزت أكثر من مائتي غارة، طالت المؤسسات العسكرية السورية والقدرات العسكرية في عملية وصفها العدو بأنها الأكبر في تاريخ الكيان.

وفي تفاصيل المشهد؛ الذي بدأ بعدوانٍ واسعٍ تمثّل باحتلالٍ إسرائيلي كامل للمنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، ومواقع السيطرة السورية عليه، تجاوزت الدبابات الإسرائيلية وفقاً لتقارير ميدانية، مدينة “القنيطرة” في الجنوب السوري، وباتت دبابات العدو على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة “دمشق” وعلى مشارف ريفها وسط الحديث عن احتلال 9 قرى في الريف الجنوبي.

ولأن سوريا كانت قوة عسكرية كبيرة بالأساس، لذلك عمل العدو الصهيوني على تدمير قدراتها بغض النظر حول من سيكون النظام لاحقاً، ولأنها خاصرة لبنان وفلسطين، ومعبر القدرات إلى مقاومتها؛ تحتل مكانة متقدمة جداً في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي، إذ يرجح المراقبون أن هذا التوسع وهذه السياسة التدميرية الممنهجة جاءت خدمة لما يتصل بهذه المكانة.

وفي واحدة من أكبر الهجمات في تاريخ سلاح الجو الصهيوني، نفذ طيران العدو الإسرائيلي مئات الغارات طالت القدرات العسكرية والإستراتيجية السورية في مختلف أراضي البلاد، حيث وصفت إذاعة جيش الاحتلال الغارات الإسرائيلية بأنّها واحدة من أكبر الهجمات في تاريخ سلاح الجو وتحدثت عن أكثر من 350 غارة في 48 ساعة فقط.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، عن مصادر مطلعة القول: إن “إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بنيتها إدخال قوات إلى الأراضي السورية، دون أن تواجه أي معارضة من الجانب الأمريكي”، وأن “الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على العمليات البرية، بل شملت تدمير بطاريات الدفاع الجوي السورية المتقدمة، في خطوة تهدف إلى تقويض القدرات الدفاعية السورية”.

ووفقاً لتقديرات مختلفة من وكالات الاستخبارات الغربية، “نفّذ جيش الاحتلال حتى صباح الثلاثاء، حوالي 300 هجوم، على أهداف عسكرية مختلفة، معظمها تابع لسلاح الجو السوري، ومن بين الأهداف التي هوجمت أيضاً قواعد سلاح الجو، بما في ذلك أسراب كاملة من طائرات ميغ وسوخوي، دُمِّرَت بالكامل.

بدورها؛ أفادت مصادر محلية، أن الانفجارات دوّت “في دمشق وريفها والسويداء ودرعا وفي حمص ودير الزور ومدن الساحل السوري كاللاذقية وبانياس”، وأكدت أنّ “الغارات استهدفت أغلب سلاح الجو من مقاتلات ومروحيات وطارات بما فيها مطار القامشلي وإدارة الحرب الالكترونية بريف دمشق وجميع مراكز البحوث العلمية والأسطول البحري ومستودعات الأسلحة، إضافةً إلى منشآت وبنية تحتية وصناعية هامة جداً”.

كما أكدت وسائل إعلام عبرية، أن “إسرائيل” أكملت تدمير تشكيل الدفاع الجوي السوري وراداراته اليوم، ونقلت عن وزير الحرب الصهيوني “إسرائيل كاتس” القول لقد: “لقد عمل سلاح البحرية الليلة الماضية على تدمير الأسطول السوري بنجاحٍ كبير”.

 

ميدانياً؛ قال إعلام العدو الإسرائيلي: إنّ “الجيش وصل إلى قرب بلدة “قطنا” في ريف دمشق على مسافة 10 كلم (نحو 6 أميال) من أحياء دمشق و15 كلم (نحو 9 أميال) من مركز المدينة”، مضيفةً أنّ “الجيش موجود في المناطق الداخلية لسوريا”.

في السياق، أشارت صحيفة “الوطن” السورية، الثلاثاء، إلى “توغل قوات الجيش الإسرائيلي إلى جنوب محافظة دمشق”، وذكرت التقارير أنّ القوات الإسرائيلية “سيطرت على بلدة “حينة” التي تبعد نحو 31 ميلاً من دمشق، وصولاً إلى مشارف “خان الشيح” في منطقة “قطنا” الواقعة مقابل منطقة “راشيا” اللبنانية”.

وأشارت المعلومات الميدانية إلى هبوط مروحيات “أمريكية إسرائيلية” في عدة مواقع بجبال “القلمون بريف دمشق” ودخول من كان بداخلها من جنود إلى مواقع عسكرية سورية توجد في المنطقة.

في الأثناء أكد مراقبون أن هذا العدوان يترجم إستراتيجية كيان الاحتلال في استغلال الفرص الكامنة في المتغيّرات بما يحقّق أطماعه ويعزز مكانته الإقليمية، ويتخذ منه الجميع موقف المتفرّج مع الاكتفاء بإدانات خجولة وغياب خطوات فعلية من المعارضة السورية التي استلمت السلطة في البلاد.

ومع استمرار توغل قوات الجيش الإسرائيلي برياً في المنطقة العازلة مع سوريا، واستمرار تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة، أدانت معظم الدول العربية والإسلامية، معربةً عن قلقها ورفضها استيلاء حكومة الكيان على المنطقة العازلة مع سوريا بعد إعلانها عن انهيار اتفاقية فصل القوات مع دمشق إثر سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

من جهتها رأت الأمم المتحدة أن السيطرة الاسرائيلية على المنطقة العازلة في الجولان انتهاك لاتفاق 1974م، فيما انتقدت “طهران” صمت وتخاذل الدول الغربية الداعمة للكيان ازاء اعتداءاته على البنية التحتية السورية واحتلال أجزاء جديدة، وفي بيان قال حزب الله: إن “هذه الجرائم الصهيونية المتمادية في سوريا تمثّل عدواناً سافراً وانتهاكاً وقحاً لسيادة الدولة والشعب السوريين”.