أصداء عملية “أسدود” داخل كيان العدو ..لا حَـلَّ للتهديد اليمني المتعاظم
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 ديسمبر 2024مـ – 9 جماد الثاني 1446هـ
أحدث الهجومُ الجوي الأخير الذي نفَّذته القواتُ المسلحةُ اليمنية على هدفٍ حساسٍ في عمق الأراضي المحتلّة هزة جديدة داخل كيان العدوّ الذي كان قد هدّد اليمن قبل ساعات من الهجوم بتنفيذ ضربات واسعة.
وعاودت وسائل الإعلام العبرية الحديث عن خطورة جبهة الإسناد اليمنية الاستثنائية وصعوبة التعامل معها، بعد تجريب العدوان المباشر على اليمن والاستعانة بأمريكا والغرب، بدون أية جدوى.
ونشرت صحيفة “معاريف” العبرية، الثلاثاء، تقريرًا حمل عنوان “رجال اليمن ليسوا خائفين: لقد أصبح الحوثيون الجبهة الرائدة ضد إسرائيل” حسب وصفها.
وجاء في التقرير أن “الطائرة المسيرة التي أطلقت، أمس، وأصابت مبنى في (يفنة) هي مؤشر آخر على أن قيادة الحوثيين في اليمن ستواصل النضال ضد “إسرائيل” بأي ثمن، حتى تنتهي الحملة في غزة على الأقل”.
ووفقًا للصحيفة فَــإنَّه “يجب التأكيد على أن إطلاق الطائرة بدون طيار ليس حدثًا معزولًا، ففي الآونة الأخيرة، أطلق الحوثيون عددًا من صواريخ أرض-أرض ضد “إسرائيل”، وعلى الرغم من الهجمات التي تشنها “إسرائيل” في محيط ميناء الحديدة، إلا أنهم يواصلون مهاجمة الوجود البحري الأمريكي في منطقة مضيق باب المندب، وإسقاط طائرات أمريكية بدون طيار، تعمل بشكل مُستمرّ؛ مِن أجلِ الكشف عن نيرانهم”.
واعتبرت الصحيفةُ أن نشاطَ القوات المسلحة اليمنية “مِلفت بشكل خاص” في ظل وقف إطلاق النار مع جبهة حزب الله، حَيثُ كان العدوّ يأمل كما يبدو أن تتوقَّفَ أَو تتباطأ بقية جبهات الإسناد، وعلى رأسها اليمن.
وقالت: إنه “من الناحية العملية، أصبح الحوثيون يقودون جهود المحور في مواجهة إسرائيل” حسب تعبيرها، مشيرة إلى أن النشاط المتزايد للقوات المسلحة اليمنية يضعها في “مكانة رئيسية داخل المحور” ويجعلها “عاملًا عسكريًّا يجب أخذه بعين الاعتبار على المستويين الإقليمي والدولي”.
ووفقًا للصحيفة فَــإنَّ “المشكلة الرئيسية في التحَرّك ضد الحوثيين، هي عدم قدرة “إسرائيل” أَو الولايات المتحدة على ردعهم عن مواصلة نشاطهم، وعلاوة على ذلك، يبدو أن هذا التحَرّكَ يسرّع نشاط الحوثيين في الواقع تجاه السفن التي تمُرُّ عبر مضيق باب المندب أَو تجاه إسرائيل”.
وأضافت: “من المهم أن نتذكرَ أنه بالتأكيد لا يوجد حَـلّ لنشاط الحوثيين في السياق البحري، وهو؛ ما أَدَّى إلى ركود في ميناء إيلات وألحق أضرارًا جسيمة بالواردات الإسرائيلية من شرق آسيا”.
ونتيجةً لذلك، اعتبرت الصحيفة أنه “من المشكوك فيه إلى حَــدٍّ كبيرٍ أن استمرارَ التحَرّك المتقطع ضد الحوثيين، مهما كان، سيغيِّرُ الوضعُ الحالي بأيِّ شكل من الأشكال”.
وقالت الصحيفة: إن الجبهةَ اليمنيةَ متميزة داخل المحور؛ إذ “ليس لديها أية اعتبارات ربح أَو خسارة تقريبًا، ولا يمكن التأثير على قرار قيادتها لوقف إطلاق الصواريخ من خلال استهداف أصول استراتيجية”.
وأضافت: “هذه الحقيقة، إلى جانب الحماسة الأيديولوجية والشعور بأنه (لا يوجد ما نخسره)، تؤدي إلى حقيقة أن لدى الحوثيين دوافع لمواصلة مهاجمة “إسرائيل” بغض النظر عما يحدث بين أعضاء المحور الآخرين” مشيرة إلى أن ذلك يعزز صورة اليمنيين “بأنهم لا يستسلمون لإسرائيل أَو الولايات المتحدة بل يقفون ضدها بشكل ندي” حسب وصف الصحيفة.
ويشير هذا التناول إلى أن جبهة الإسناد اليمنية تجبر العدوّ بشكل متزايد على مواجهة مأزق مزعج جِـدًّا أثبتت كُـلّ الحلول المباشرة وغير المباشرة عدم جدواها في التعامل معه، وهو أن جبهة الإسناد اليمنية لا يمكن إيقافها، وليس ذلك فحسب، بل إن قدرات هذه الجبهة وخطورتها تتزايد باستمرار، ونطاق عملياتها يتسع مع كُـلّ محاولة فاشلة جديدة لوقفها؛ الأمر الذي يبقي الكيان الصهيوني تحت تهديد أمني واقتصادي مُستمرّ ومتعاظم.
وفيما يعودُ العدوُّ مع كُـلّ عملية يمنية إلى التفكير في الحلول، فَــإنَّ انعدام تلك الحلول يشكل ضربة أُخرى تفاقم مأزقه؛ إذ لا يبدو أن مرور الوقت أَو المتغيرات الدولية أَو الإقليمية تفتح أية نافذة للتخلص من التهديد اليمني.
وقد رأت صحيفة “معاريف” العبرية في تقريرها أن “هناك حاجةً للتفكير في حملة مُستمرّة ومشتركة لا يكون هدفها منع نشاط الحوثيين تكتيكيًّا، بل حملة تؤدي في النهاية إلى إسقاط نظام الحوثيين”.
وقالت إنه بدون حملة كهذه “سيكون من الصعب جِـدًّا منع إطلاق الصواريخ من اليمن بمرور الوقت، حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة” حسب تعبيرها.
ولكن كما تقر الصحيفة نفسها فَــإنَّ هذا الحل “لن يكون سهلًا أَو سريعًا بالتأكيد”؛ لأَنَّه “يتطلَّبُ شراكةً طويلةَ الأمد بين “إسرائيل” والولايات المتحدة ودول المنطقة”، وبالتالي فَــإنَّه ليس حلًّا مضمونًا؛ لأَنَّه لا يعالج التطور المُستمرّ للقدرات العسكرية اليمنية وللخطر الراهن الذي يتعاظم على أمن واقتصاد العدوّ؛ بسَببِ هذه القدرات، وحتى في وجود تحالف صهيوني أمريكي عربي لمواجهة اليمن و”إسقاط نظامها” فَــإنَّ اليمن لديه أوراق مقابلة لمواجهة ضد كُـلّ طرف من أطراف هذا “التحالف” ولمواجهتهم جميعها، كما أثبتت معركة التصدي للعدوان السعوديّ الإماراتي، وحَـاليًّا التصدي للعدوان الأمريكي البريطاني، ومواجهة الكيان الصهيوني، وكل هذه الأطراف واجهت وتواجه نفس المأزق في النهاية وهو أنه لا يمكن الانتصار على اليمن.
وزير الحرب السابق يصرخ: يجبُ توجيهُ ضربة قاتلة لليمن
وينطبق هذا أَيْـضًا على الاقتراح الأكثر اندفاعًا الذي قدَّمه وزيرُ الحرب الصهيوني السابق بني غانتس، الاثنين، في تعليقه على الهجوم الجوي الذي استهدف (يفنه)، حَيثُ قال إنه “يجبُ أن يتعرَّضَ الحوثيون لضربةٍ قاتلةٍ ومُستمرّة وقاسية وأن تكونَ البدايةُ من ميناء الحديدة”، حَيثُ يطالِبُ غانتس هنا جيشَ العدوّ بالانخراط في حملة قصف عدوانية مُستمرّة ضد اليمن، متجاهلًا أن العدوّ يتجنَّبُ ذلك منذ بدء عمليات الإسناد اليمنية؛ بسَببِ التحديات اللوجستية والعسكرية التي يشكِّلُها بُعْدُ المسافة وَأَيْـضًا الاستنزاف الكبير الذي ستتسبب به حملة مثل هذه، وهو ما جعل العدوَّ يوكِلُ مهمةَ مواجهة جبهة الإسناد اليمنية إلى الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب في المقام الأول.