الخبر وما وراء الخبر

وقف العدوان في لبنان واندلاع الحرب بسوريا.. ما السيناريوهات المتوقعة للعدو في المنطقة؟

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
30 نوفمبر 2024مـ – 28 جماد الأول 1446هـ

تقريــر|| عباس القاعدي

لم يتمكن كيان العدو الصهيوني ومعه الأمريكي من تحقيق أي هدف من أهدافه التي وضعها لتركيع المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله- ولم يستطيع أن يحتل قرية واحدة من أرض لبنان، أو يواصل القتال لمدى أبعد.

فقد خرج العدو الصهيوني من المعركة بصفر من الإنجازات، وبهزيمة كاملة، حيث أرغمته ظروف المعركة وجحيم الخسائر التي كان يتلقاها يومياً على استجداء أمريكا وفرنسا لانتشاله من الوضع العسكري والعملياتي المتهالك والذهاب لإعلان وقف العدوان على لبنان، وهذا يشير إلى الكثير من السيناريوهات المحتملة للعدو في المنطقة بعد فشله في تحقيق أهدافه في لبنان وتلقيه هزيمة كبرى على أيدي المقاومة في حزب الله.

وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان إن توجهات كيان العدو في هذا الظرف لاتزال تأخذ سيناريوهات مفتوحة لاستمرار اعتداءاته على جبهات المحور، منوهاً إلى أنه وعلى الرغم من هزيمته الماحقة التي تعرض لها في لبنان على أيدي الأخوة في حزب الله، وتوقيعه لاتفاق وقف اطلاق النار، إلا أنه يسعى لتنفيذ مخططات تصعيد جديدة بمساعدة أمريكا ودول الغرب، ومن هذه المخططات الذهاب لتحريك عمل أدواته(القاعدة وداعش ) في سوريا ومحاولة إعادة مشهد الحرب في سوريا إلى الواجهة بمستوى أكبر، حيث يسعى في هذه المرحلة إلى إضعاف سوريا وخلخله تماسكها الأمني والعسكري و ممارسة الضغوط عليها، لفصلها عن محور المقاومة ومنعها من دعم حزب الله.

ويرى عثمان أن كيان العدو يعلم أن سوريا خط امداد لحزب لله”، ولهذا يعمل بالتنسيق مع أمريكا وبعض عملائه من دول الشرق الأوسط قطر وتركيا، التي تلعب الدور الرئيس في تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية، لتوسيع الحرب في سوريا، من خلال تلك التنظيمات الإرهابية، بهدف قطع الإمدادات العسكرية من سوريا إلى حزب الله، وتحجيم الحضور الإيراني وفق اعتقاد العدو الصهيوني الذي يرى أن سوريا تشكل تهديداً حقيقياً عليه، وأنها باتت ممراً لوصول الأسلحة والوسائل القتالية إلى لبنان، لكن العدو لا يدرك أن حزب الله يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة تنهي دولة الاحتلال.

ولهذا فان اندلاع الحرب في سوريا وتحريك التنظيمات الإرهابية، عقب الاتفاق بين المقاومة اللبنانية والاحتلال، وفق خبراء سياسيين يعتبر ضمن سيناريوهات العدو الصهيوني الذي يحاول من خلال الحرب في سوريا التحكم في الطرق والممرات الاستراتيجية التي تساهم في وصول السلاح إلى حزب الله عبر سوريا، مشيراً إلى أن العدو يعتبر هذا الاتفاق بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسار التحالف بين إيران وحزب الله، الذي يعد من أقوى تحالفات الشرق الأوسط في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

ويعتقد عثمان أن من ضمن سيناريوهات كيان العدو أنه يحاول ترميم وضعه الداخلي الهش الذي يتفكك تدريجياً نتيجة انهيار المنظومة الأمنية والاقتصادية، وضيق المعيشة والصراعات الداخلية المتناحرة بين الأحزاب المعارضة وبين حكومة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يسعى من خلال وقف العدوان على لبنان، إلى تأهيل جيشه المتهالك الذي يتعرض لصدمات وخسائر قاصمة في لبنان أطاحت بتفوقه وجاهزيته ودمرت تماسك قوته المعنوية والعسكرية بشكل غير مسبوق، منوهاً إلى أنه يعاني من تدهور وانهيار معنوي خطير، إضافة إلى أزمة وجودية دفعت الكثير من قواته لمغادرة الخدمة العسكرية والتمرد، وبالتالي هذا الكيان ذاهب لإعادة ترتيب قطعان جيشه وتهيئته من جديد لغرض استعادة ما يمكن من جاهزيته المفككة؛ ليكون بمستوى أي تصعيد مستقبلي مع حزب الله، ولهذا فعملية وقف القتال التي وقع عليها الكيان قد لا تطول كثيراً، وقد يعود كيان العدو ليمارس عدواناً جديداً على لبنان.

وما يجب التنويه له أن كيان العدو الصهيوني، وبعمق كارثية أزماته العسكرية والأمنية والوجودية التي غرق فيها لكنه مستمر في حركته العدوانية تجاه غزة، حيث لم يتوقف عدوانه وحصاره عليها، وكذلك جبهات محور المقاومة فهو مركز على اضعاف جبهات المحور المساند لقطاع غزة، وضرب وحدة الساحات بشتى الوسائل، وبدعم لامحدود من أمريكا والغرب، فما يحصل في سوريا هذه الأيام هو جزء من حركته، ومخططاته العدوانية، التي يسعى من خلالها إلى تعزيز سيطرته الإقليمية، وصولًا إلى تحقيق أهدافه التوسعية من النيل إلى الفرات.