الخبر وما وراء الخبر

اعترافات جديدة: الجيش الأمريكي وصل إلى طريق مسدود في مواجهة اليمن

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
30 نوفمبر 2024مـ – 28 جماد الأول 1446هـ

تواصلت تأكيداتُ الهزيمة الأمريكية أمام اليمن، تزامنًا مع اقتراب اكتمال عام كامل من بدء المواجهة التي اندفعت إليها الولاياتُ المتحدة لحماية العدوّ الصهيوني وسفنه التجارية لتجد نفسها سريعًا أمام نتائجَ عكسية غير متوقعة.

وفي جديد هذه التأكيدات نشر موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، السبت، تقريرًا أكّـد فيه أن “معركة الجيش الأمريكي مع الحوثيين وصلت إلى طريق مسدود خطير” بحسب تعبيره، مُشيرًا إلى أن “عامًا من القتال المكثّـف” لم يقرِّب الولايات المتحدة من إنهاء “التهديد” الذي يشكِّلُه اليمن.

ونقل الموقع عن المبعوث الأمريكي إلى اليمنِ، تيموثي ليندركينغ قوله: “نحن لا نبحثُ عن حَـلٍّ عسكري في اليمن في هذا الوقت بالذات” في اعتراف واضح بانسداد أفق العدوان العسكري ضد اليمن، وإدراك استحالة تحقيق أية أهداف من خلاله، وهو ما عزَّزه التقريرُ من خلال التذكير بتصريحات أدلى بها قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط وقائد الأسطول الخامس، جورج ويكوف في أغسطُس الماضي، وقال فيها: إن “العملَ العسكري وحده لن يكون كافيًا لوقف الحوثيين” وإن “الحل لن يأتيَ عن طريق الأسلحة”.

وفي ظل هذا الوضع، أكّـد التقرير أن “الجيش الأمريكي يقاتِلُ دون طريق واضح إلى النصر”.

وأضاف: “برغم أن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن جهودها تهدفُ إلى إضعاف قدرات الحوثيين، لكنهم ما زالوا يحتفظون بالقدرة على استهداف السفن، وفي هذا الشهر وحدَه، على سبيل المثال، شنوا هجمات على سفينة تجارية وعدة مدمّـرات أمريكية”.

ونقل الموقع عن الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي كان يشغلُ منصبَ قائد القيادة المركزية الأمريكية سابقًا، قوله إن: “التهديد لا يزال قائمًا، ولا يبدو أن هناك ما يخفِّفُه”.

وَأَضَـافَ فوتيل أن “العمليات العسكرية الأمريكية ركَّزت على مهاجمة مواقع الإطلاق والإنتاج والتخزين، وربما بعض مواقع القيادة والسيطرة، لكن لا يبدو أن أيًّا من ذلك يردعُ الحوثيين على الإطلاق”.

ويرد هذا التصريح بوضوح على المغالطات التي تذهبُ إليها بعضُ مراكز الدراسات الأمريكية حول حاجة الولايات المتحدة إلى تبنِّي نهجٍ هجوميٍّ ضد اليمن؛ باعتبَار أن الحملة الحالية “دفاعية فقط”، فالاقتراحات التي تقدمها هذه المراكز بشأن النهج الهجومي لا تختلف عن طبيعة العلميات التي ذكر “فوتيل” أنه يتم تنفيذها الآن، وهو أَيْـضًا ما تؤكّـده تصريحات “ليندركينغ” و”ويكوف” حول استعصاء الحل العسكري؛ الأمر الذي يعني بوضوح أن المشكلة ليست في شدة ووتيرة العمليات العسكرية بل في انسداد أفق هذا المسار بالكامل وعدم قدرة الأدوات والتكتيكات المتاحة على تحقيق أي إنجاز.

وعلى ضوء ذلك، قال تقرير (بيزنس إنسايدر) إنه “في غياب أية نهاية واضحة في الأفق، فَــإنَّ الصراع يثير مخاوفَ حقيقية بشأن الاستدامة، فعلى مدار العام الماضي، أطلقت البحرية مئات الذخائرِ في عملياتها في الشرق الأوسط، بتكلفة تجاوزت 1.8 مليار دولار، واستنزفت وزارة الدفاع الكثير من الصواريخ الرئيسية التي كلفت الكثير من المال”.

ونقل التقرير عن “فوتيل” الذي أصبح محلِّلًا في مجال الأمن القومي بمعهد الشرق الأوسط للأبحاث، قوله: “إن الولايات المتحدة تستطيعُ الاستمرارَ في إرسال السفن الحربية إلى القتال، لكن الصراع يؤثر على أولويات أُخرى ضمن استراتيجية الأمن القومي للبنتاغون، مثل القدرات العسكرية المتنامية للصين”.

وفي مقابل التأكيدات الأمريكية على ضرورة الاستمرار بالعمل لوقف العمليات اليمنية، اختتم التقرير بالقول إنه “في الوقت الراهن، ليس من الواضح ما الذي سيجعلُ ذلك يتوقف”.

وتجدر الإشارة إلى أن الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، هو ثاني قائد سابقٍ للقيادة المركزية الأمريكية يصرِّحُ بفشل الولايات المتحدة في وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة، وانسداد أفق العمل العسكري ضد اليمن، ففي وقت سابق نقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن القائد السابق فرانك ماكنزي قوله: إن اليمنيين انتصروا وأصبحوا يسيطرون على باب المندب “وعاجلًا أم آجلًا سيحالفهم الحظ بقتلِ الجنود الأمريكيين” حسب تعبيره؛ وهو ما يعني أن الهزيمة الأمريكية أصبحت واقعًا واضحًا في نظر كُـلّ القيادات السابقة والحالية وفقًا للمعايير والوقائع العسكرية والميدانية التي لا يمكن الالتفافُ عليها، وأن محاولة التغطية على ذلك من خلال العناوين الأُخرى ليس لها أية قيمة.