مالم تحققه خلال ستة أشهر من القصف، لن تحققه بعدها ولو في ست سنوات.
ذمار نيوز -بقلم محمد عائش
ستة أشهر كان نصفها فقط كافياً لخصمك كي يتكيف مع القصف، ويخلق بيئة أمنية وحربية، بل وحتى معيشية، متوفرة على الشروط اللازمة للنجاة من الغارات الجوية، أياً كانت كثافتها أو عنفها.
إن تكيفه هذا يشمل أيضاً خلق بدائل، لا حدود لها، لتخزين السلاح ونقله.
وإذاً ليس هناك غير الضحايا المدنيين، وحين تقتل المزيد من المدنيين فإن ذلك يعد خسارة بمثابة خسارتك لجنود من جنودك..
إذ لا يعود أحد، بعد نصف عام من حربك، مستعداً للتعامل مع استهدافك للمدنيين باعتباره مجرد “أخطاء”..
الأخطاء تُرتكب في بداية التعرف على مسرح العمليات الحربية، وأهدافها، أما بعد ستة أشهر فأنت تضحك على نفسك.
فلماذا الاستمرار في بعزقة صواريخكم وأموالكم وماء وجهكم؟!!!
لا شيء من هذا الجنون سيعدل كفة الحرب التي مالت بشدة بعد موقعة صافر، ولاشيء سيعوض عليكم قتلاكم هناك.
حساب الخسائر المباشرة بدأ من يوم جمعة “توشكا”؛ بعد أن كانت الخسارة الأعم للحرب قد بدأت منذ وقت أبكر من ذلك بكثير.
ماذا ستستفيدون إن نفذتم وصية ضاحي خلفان: “اقصفوا كل محطات الوقود”!!
إن خلفان بهذه الوصية، أمس، كان أجرأكم في الاعتراف، من حيث لايقصد، بأنكم لم تعودوا قادرين على الوصول لأي هدف عسكري، وليس أمامكم إلا محطات البترول.
إنها الهدف الملائم لتعزيز إفلاس “العاصفة” واعتبارها منتهية ولم تعد قائمة إلا بدافع الرغبة في القتل والثأر فقط.