الخبر وما وراء الخبر

تقرير عبري يؤكّـد المأزِقَ الأمني والعسكري لكيان العدوّ أمام الجبهة اليمنية

7

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
25 نوفمبر 2024مـ – 23 جماد الأول 1446هـ

أكّـد تقريرٌ عبريٌّ أن كيانَ العدوّ الصهيوني يعيشُ مأزِقًا عسكريًّا وأمنيًّا في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية، بعد أن أثبتت القوات المسلحة قدرتها على تنفيذ هجمات ناجحة في عمق الأراضي المحتلّة، في مقابل فشل أمريكا وبريطانيا في مهمة وقف العمليات اليمنية، وعدم جدوى الاعتداءات “الإسرائيلية” الجوية المكلفة على اليمن من مسافة ألفي كيلو متر.

وأشار إلى أن هذا المأزق دفع كيان العدوّ إلى البحث عن بدائل أُخرى منها محاولة إنشاء قاعدة عسكرية على أرض الصومال.

ونشرت صحيفة “ذا ماركر” العبرية، الأحد، تقريرًا سلّط الضوء على تزايد الخطر اليمني على أمن الكيان الصهيوني، وصعوبة مواجهة هذا الخطر.

وذكر التقرير أنه “في ليلة 19 يوليو، ظهرت طائرة بدون طيار على شواطئ تل أبيب وقتلت إسرائيليًّا أثناء نومه، بالقرب من مبنى سفارة الولايات المتحدة، وانكشف ضعف النظام الأمني، حَيثُ لم يكن يعتقد أحد أن هذه الطائرة الصغيرة والبطيئة التي تنطلق من اليمن على بُعد أكثر من 2000 كيلومتر، ستتمكّن من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، والتحليق داخل تل أبيب، وقتل شخص، وإصابة عشرة آخرين وبث الذعر”.

وَأَضَـافَ التقرير أن “الهجوم لم يوضح فقط القدرات العملياتية للحوثيين من اليمن، بل أجبر المؤسّسة الأمنية، التي كانت حتى ذلك الحين على وشك الانهيار، على فهم أن “إسرائيل” يجب أن تجد حلولها الخَاصَّة للقضاء على التهديد القادم من اليمن، بعد أن تركت الولايات المتحدة وبريطانيا تقدمان الدعم العسكري”.

ووَفقًا للتقرير فقد “أدركت “إسرائيل” أنها لن تكون قادرة على إطلاق طائراتها لضربات طويلة ومكلفة على اليمن في كُـلّ مرة تنفجر فيها طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين بقيمة 20 ألف دولار، خَاصَّة وأنهم يمتلكون مخزونًا من الطائرات بدون طيار يعتبر من أكبر المخزونات في العالم”.

وأوضح أن الكيان الصهيوني “اتجه للبحث عن بدائلَ أكثرَ فعالية، وأحد هذه البدائل هذه الأيّام متجذر في دولة صغيرة نائية وغير معترف بها دوليًّا، والتي أصبحت في العام الماضي مسرحًا لصراع إقليمي متفجر محفوف بالمصالح الجيوسياسية، وهي أرض الصومال، التي انفصلت عن الدولة الأم الصومال عام 1991 وأعلنت استقلالها دون ضمانات دولية، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول، دون جدوى، كسب اعتراف دول العالم، بينما تضع نفسها في مواجهة تهديدات دول المنطقة، وفي مقدمتها الصومال، التي تطمح إلى استعادة السيطرة على الإقليم”.

ونقلت الصحيفة عن تقرير نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” الإخباري الموالي لقطر في أُكتوبر الماضي أن “إسرائيل اقتربت سِرًّا من أرض الصومال، التي تقع قبالة اليمن على شواطئ خليج عدن، مع اقتراح من شأنه أن يخدم كلا الجانبين، حَيثُ ستقيم “إسرائيل” قاعدة عسكرية في أرض الصومال، مما سيسمح لها بمهاجمة وردع أهداف الحوثيين، وفي المقابل ستمنح البلاد الاعتراف الرسمي والقيام باستثمارات مالية فيها”.

ووفقًا للتقرير فَــإنَّ “الإمارات تتوسط بين البلدين، ولم تكتف بإقناع أرض الصومال بالسماح بإنشاء القاعدة العسكرية، بل بتمويلها أيضًا” مُشيرًا إلى أن “أرض الصومال سمحت في السنوات الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام ميناء بربرة ومطارها كقاعدة لعملياتها العسكرية في اليمن، مقابل استثمار إماراتي بقيمة 440 مليون دولار في ميناء بربرة، بحسب منشورات أجنبية”.

وتعكسُ هذه المعلوماتُ وصولَ العدوّ الصهيوني إلى أفق مسدود فيما يتعلق بمواجهة جبهة الإسناد اليمنية، فحتى إنشاء قاعدة عسكرية قريبة نسبيًّا من اليمن لن يحقّق ما فشلت في تحقيقه القوات الأمريكية والبريطانية والغربية، والضربات “الإسرائيلية” العدوانية على اليمن؛ لأَنَّ المشكلة لا تكمن في المسافة، بل في الفشل المحتوم مسبقًا للأدوات والاستراتيجيات التي يعتمد عليها العدوّ وحلفاؤه، كما أن إنشاء مثل هذه القواعد يعتبر استنزافًا لجيش العدوّ، وهو الأمر الذي دفعه في البداية إلى إلقاء مهمة مواجهة الجبهة اليمنية على عاتق الولايات المتحدة وبريطانيا، وقد أصبح خطر الاستنزاف الآن أكثر حضورًا مع اشتعال جبهة لبنان، وتراكم الخسائر الكبيرة لكيان العدوّ عسكريًّا واقتصاديًّا.