الخبر وما وراء الخبر

فيتو أمريكي للمرة 4 في مجلس الأمن.. واشنطن شريك في العدوان على غزة

2

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
25 نوفمبر 2024مـ – 23 جماد الأول 1446هـ

تقريــر|| عباس القاعدي

تستكمل الولايات المتحدة الأمريكية حلقات التدخل المباشر في العدوان على قطاع غزة بأساليب وطرق متعددة.

فإلى جانب الدعم العسكري غير المحدود للعدو الإسرائيلي، وتقديم الأسلحة، والمشورة، والمشاركة المباشرة في العدوان على غزة، تستخدم واشنطن حق النقض الفيتو ضد أي قرار في مجلس الأمن يصب لصالح القضية الفلسطينية.

وخلال أكثر من عام من العدوان الظالم على غزة، استخدمت أمريكا “الفيتو” 4 مرات في مجلس الأمن الدولي، لمنع إصدار قرار يقضي بوقف العدوان الوحشي المتواصل على غزة، آخرها ما حدث أواخر الأسبوع الماضي، حين وافقت 14 دولة عضو في مجلس الأمن على مشروع قرار لإيقاف الحرب، وأجهضت هذا المشروع أمريكا من خلال “الفيتو”.

ويثبت الفيتو الأمريكي مجدداً أن واشنطن شريك مباشر في العدوان على الشعب الفلسطيني، وأنها مسؤولة بشكل مباشر عن حرب الإبادة والتطهير العرقي في فلسطين، كما يفضح النفاق الأمريكي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية، لأن كل السياسات الأمريكية في جوهرها سياسة إسرائيلية، ولهذا ترى أمريكا التي لم تنظر إلى المنطقة إلا بعين واحدة، في الاحتلال الإسرائيلي، قاعدة أساسية لمشروعها الاستعماري في المنطقة، وما يحقق مصالحها الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وهنا يجب الإشارة إلى أن الفيتو الأمريكي تستخدمه أمريكا كورقة ضغط لفرض رؤيتها في المنطقة سعياً لخلق شرق أوسط جديد، يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية، ما ينذر بأن الأوضاع ستتصاعد والعدوان الإسرائيلي سيتوسع، ما يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها، وذلك بهدف تعزيز أمن الاحتلال الإسرائيلي، وحماية مصالحه، مع استمرار الدعم الأمريكي المطلق له.

من جانب أخرى يشير الفيتو الأمريكي الأخير إلى دلالات كثيرة، منها أن الموقف الأمريكي لا يتغير إلا في حال حدوث تحول جذري في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وهو أمر يبدو بعيد المنال، وأن مجلس الأمن غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، بل هو معطل تماماً تجاه القضية الفلسطينية، فيما قد يكون قادراً على اتخاذ قرارات في قضايا أُخرى، فمنذ الـ 7 من أكتوبر الماضي تم استخدام الفيتو الأمريكي 4 مرات، وذلك على النحو الآتي:

– في 12 أكتوبر 2023، فشل مجلس الأمن في إصدار قرار بشأن وقف فوري لإطلاق النار في غزة بسبب “الفيتو” الأمريكي.

– في الـ 16 من ديسمبر/ 2023، فشل المجلس في إصدار قرار بإرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في دعاوى بارتكاب إسرائيل “جرائم حرب” في غزة.

– في الـ 20 من فبراير 2024 فشل المجلس أيضاً في الموافقة على القرار الجزائري الخاص بهدنة إنسانية فورية في غزة.

– في الـ 20 من نوفمبر / 2024 فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.

وبشكل عام، فان الاستخدام المتكرر للفيتو من قبل الولايات المتحدة للمرة الرابعة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عملية طوفان الأقصى يؤكد على إمعان واشنطن بدعمها المطلق لجرائم الاحتلال ومجازره اليومية بحق الفلسطينيين بغزة، وشرعنة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وتدمير في القطاع، وأنها تريد السيطرة الكاملة على فلسطين وانشاء ما تسمى إسرائيل الكبرى، واستخدام الأخيرة لتنفيذ مشروعها الجديد في المنطقة، فالولايات المتحدة من خلال استخدامها الفيتو هي تصادر إرادة العالم، فجميع دول العالم أيدت مشروع القرار باستثناء الرفض الأمريكي، وهذا يؤكد على هيمنة الولايات المتحدة على القرار الدولي، وما الفيتو الأمريكي الا شيك على بياض لدولة الاحتلال لكي تفعل ما تشاء دون حساب أو رقيب، وبغطاء كامل من الولايات المتحدة، ورسالة إلى العالم أن لا أحد يستطيع الوقوف أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي مهما فعلت، طالما أن الولايات المتحدة تقف خلفها، وتمدها بكل مقومات الحياة وكل أدوات التدمير والقتل.