الخبر وما وراء الخبر

طبيبة يمنية تحذر من تداعيات العدوان والحصار على مرضى السكري في اليمن

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
23 نوفمبر 2024مـ – 20 جماد الأول 1446هـ

تقريــر|| هاني أحمد علي

حذرت طبيبة يمنية من تداعيات استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي، على مرضى السكري في اليمن.

وقالت الدكتورة نوال محمد الشرعبي – استشارية أمراض الباطنية العامة والغدد الصماء والسكري، والأستاذ المساعد في جامعة العلوم والتكنولوجيا، إن الحرب والحصار المفروض على اليمن منذ 10 سنوات كان له الأثر الكبير في ارتفاع معدل الإصابة بداء السكري في أوساط المواطنين وحتى الأطفال، سواء من خلال القصف الإجرامي الذي طال المدن والأحياء والحارات، أو الحصار الذي خلف أوضاعاً معيشية صعبة ومأساوية عجز خلالها مريض السكر باتباع حمية غذائية مناسبة، وأيضاً عجزه عن شراء الدواء والانتظام في تناوله، كون غالبية تلك الأدوية باهظة الثمن.

وأشارت الدكتورة الشرعبي، في تصريح خاص لـ “المسيرة”، إلى أن السكري نوعان، النوع الأول يكون مرضاً مزمنًا، حيث يتوقّف فيه البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين، وبهذا تبدأ جزيئات السكّر بالتراكم في مجرى الدم، ولا تستطيع الخلايا إدخاله إليها، وغالبًا ما يحدث هذا التوقّف جراء مشكلةٍ مناعيّة تنشأ في سنّ الطفولة أو فترة الشباب، وتتطوّر أعراضه الرئيسة في غضونِ عدّة أيام أو أسابيع من الإصابة، ويعتمد علاجه بشكل رئيس على استعمال الإنسولين لتعويض دوره المفقود في الجسم، وأحيانًا تستخدم علاجات وأدوية أُخرى.

أما النوع الثاني من مرض السكّريّ فسبب ضعف استجابة الجسم للإنسولين أو نقص الكميات المُفرزة منه، وذلك بسبب عدة عوامل، مثل الوزن الزائد، أو قلّة الحركة، أو وجود جينات ترفع من احتماليّة الإصابة به، حيث وأعراض النوع الثاني تكون أقلّ شدّة، وتتطوّر على مدار عدّة سنوات، لذا يصعب تمييزها وتشخيص المرض، مما قد يؤخّر علاجه والتسبّب بظهور مُضاعفاته، و علاجه يكون عن طريق تناول الوجبات الصحية والتقليل من السكر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إضافة إلى التقليل من الوزن الزائد.

وكشفت عن ترتيبات تجري على قدم وساق من أجل تدشين مركز السكري في مستشفى الشرطة النموذجي، والذي سيكون نقله نوعية في مجال الصحة باليمن، وسيساهم كثيراً في التخفيف عن مركز السكري في مستشفى الثورة والوحيد في البلاد، مشيدة بتجاوب وتعاون واهتمام معالي اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي وزير الداخلية، والدكتور فهد المدومي مدير عام مستشفى الشرطة.

وأوضحت رئيسة قسم الباطنية والغدد والسكري في مستشفى الشرطة النموذجي، أن شريحة مرضى السكري في اليمن بحاجة ماسة إلى مد يد العون لهم من قبل الجميع، لاسيما في الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها منذ سنوات جراء الحرب والحصار وانقطاع المرتبات، مؤكدة حرصها الشديد على استغلال أي مناسبة من أجل تنظيم المخيمات المجانية واشراك الشركات الدوائية في ذلك، كمبادرات إنسانية تخفف من معاناة المرضى، والتي كان آخرها المخيم الطبي المجاني الذي أقيم الأسبوع الماضي داخل مستشفى الشرطة تزامناً مع اليوم العالمي لمرضى السكري، بعد أن استهدف أكثر من600 مريض.

ونوهت الدكتورة نوال الشرعبي، إلى أنها بصدد إقامة مخيم طبي مجاني في العاصمة صنعاء الخميس القادم 28 نوفمبر 2024، برعاية مركز رواد اليمن الطبي التشخيصي، بمشاركة نخبه من الأطباء والاستشاريين في مجال الباطنية والغدد الصماء والسكري، حيث وسيشمل المخيم الذي يأتي تزامناً مع الذكرى السنوية للشهيد، المعاينة وإجراء الفحوصات وتوزيع الأدوية الخاصة بالسكري، بشكل مجاني.