الخبر وما وراء الخبر

ناشطون ثقافيون لـ “المسيرة” .. تضحيات الشهداء أثمرت مواقفَ مشرفة في مواجهة أعداء الأُمَّــة

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
23 نوفمبر 2024مـ – 20 جماد الأول 1446هـ

تقريــر||أيمن قائد

تعتبر الذكرى السنوية للشهيد محطة تعبوية مهمة، من خلال استذكار تضحيات الشهداء ومواقفهم البطولية في سبيل الله وفي طريق التحرّر من الخوف وقيود التبعية والإذلال والاستعباد.

ويرى الكثيرون أن ذكرى الشهداء تعطي دروسًا قيِّمة تعزز حالة القوة والموقف، من خلال الرجوع إلى القضية التي ضحى؛ مِن أجلِها الشهيد، وقدم أغلى ما يمتلكه لدفع الشر، والمخاطر المحدقة بالمجتمع البشري، خُصُوصًا دفع الخطر القادم من اللوبي اليهودي الصهيوني.

ويؤكّـد الناشطون والثقافيون أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد في كُـلّ عام لها الأثر الكبير في إحياء روح الجهاد والاستشهاد بين أبناء الأُمَّــة العربية الإسلامية، والتي تعاني معاناة كبيرة؛ نتيجة المؤامرات المُستمرّة والانبطاح الكبير والإذلال لأعداء الأُمَّــة العربية والإسلامية.

وفي السياق يقول مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل: “إن إحياء هذه الذكرى العظيمة في هذا العام، في غاية الأهميّة؛ لأَنَّها تأتي واليمن في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مُشيرًا إلى أننا في مواجهة مباشرة مع رأس الشر، ومحوره أمريكا و”إسرائيل” ومن ورائهم الصهيونية العالمية.

ويؤكّـد الطل أن “أحوج ما تكون إليه الأُمَّــة في هكذا مرحلة هي الروحية الجهادية، وأن هذه الروحية نستلهمها من الشهداء العظماء الذين نذروا حياتهم وموتهم لله وتاجروا مع الله ببيع أنفسهم وأموالهم منه سبحانه وتعالى”، مُشيرًا إلى أن “الشهداء هدفهم تحرير الإنسان من عبودية الطواغيت والمستكبرين، ويسعون لإقامة القسط والعدل في هذه الأرض، حَيثُ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وينصرون المستضعفين في الأرض؛ لأَنَّهم يأبون الظلم والضيم ويرفضون الذل والهوان؛ فنفوسهم أبية عزيزة كريمة ويريدون لأمتهم أن تكون هكذا عزيزة كريمة حرة أبية؛ ولذلك تحَرّكوا مجاهدين في سبيل الله لإعلاء كلمة الله؛ لأَنَّهم يدركون أن البديل عن الجهاد هو الذل والاستعباد والقهر والهوان، وهذا ما لا يمكن أن يقبلوه لأنفسهم ولا لأمتهم مهما كان حجم التضحيات.

ويضيف أن هذه الذكرى العظيمة تأتي في هذا العام لتعمل على توحيد الأُمَّــة الإسلامية كما وحَّدت دماء الشهداء العظماء، شعوب محور القدس والجهاد والمقاومة، لافتًا إلى أن هناك شهداء من إيران على رأسهم الشهيد العظيم قاسم سليماني وهناك شهداء من العراق وعلى رأسهم أبو مهدي المهندس كما أن هناك شهداء من لبنان وعلى رأسهم شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد القائد السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- وكذلك الشهيد العظيم هاشم صفي الدين كما أن هناك شهداء من فلسطين العزيزة وفي مقدمتهم الشهيد العظيم إسماعيل هنية والشهيد البطل يحيى السنوار وهناك من اليمن شهداء عظماء وفي مقدمتهم شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- والشهيد الرئيس صالح الصماد وغيرهم من الشهداء العظماء الذين وحَّدوا محور القدس والمقاومة ليكون بإذن الله نواةً لتوحيد الأُمَّــة الإسلامية، معتبرًا دماء الشهداء أنها “دماء مباركة وتترك أثرًا طيبًا في النفوس وتصنع فيها ما يعجز عنه الكثير”.

وعن الأثر الذي تحقّقه التضحيات في سبيل تحقيق الانتصار والغلبة على الأعداء يوضح الطل أن دماء شهداء الحق لا تذهب هدرًا، بل إنها تثمر نصرًا ووعيًا وثباتًا وعزةً وكرامة وهو ما نعيشه في محور القدس والجهاد والمقاومة، متبعًا أننا “نرى الذل والهوان والخزي والعار يسيطر على الكثير من شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية؛ لأَنَّهم اختاروا التخاذل منهجًا والجبن استراتيجيةً، واستسلموا أمام التهديدات الأمريكية، وانهاروا؛ بسَببِ حربها النفسية ونسوا الله فأنساهم أنفسهم”.

فكانت النتيجة، كما يشير الطل إلى ما قاله الإمام زيد بن علي -عليه السلام- “من أحب الحياة عاش ذليلًا”، مردفًا القول: “أية ذلة وهوان وخزي وعار أعظم مما تعيشه اليوم هذه الأُمَّــة وهي تتفرج على غزة ولبنان والعدوّ الصهيوني والأمريكي يرتكب فيهما أفظع الجرائم والمجازر أمام مرأى ومسمع العالم كله؟”.

ويتساءل: “أين حكام هذه الأُمَّــة وأين جيوشها وأين سلاحها وأين علماؤها وأين النخب الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية.. أين رجالها وشبابها أين وسائل إعلامها أين ضميرُها أين دينها أين قرآنها ونبيها؟”، مؤكّـدًا أن “الأُمَّــة فقدت كُـلّ شيء عندما فقدت الروحية الجهادية وأنها لم تفقد دينها وإيمانها فحسب بل فقدت حتى إنسانيتها وضميرها”.

وللأسف الشديد أصبح الكثير من أحرار العالم ممن ليسوا عربًا وليسوا مسلمين يتفوقون على الكثير من أبناء هذه الأُمَّــة في الجانب الإنساني، وسجلوا الآلاف من المواقف والمسيرات والاعتصامات المطالبة بوقف الحرب على غزة، بينما لم تسجل بعض الدول العربية والإسلامية حتى منشور أو تدوينة مساندة لغزة، موضحًا بأنه “عندما نخسر الروحية الجهادية سنخسر كُـلّ شيء، ديننا وأخلاقنا وقيمنا وضميرنا وإنسانيتنا ونخسر الدنيا والآخرة؛ ولذلك فعندما نحيي هذه الذكرى السنوية للشهيد إنما لنحيي هذه الروحية الجهادية”.

الروحية الجهادية:

من جهته يقول الناشط الثقافي أبو مالك السراجي إن: “لإحياء ذكرى الشهيد أهميّة كبيرة جِـدًّا في ترسيخ أهميّة الجهاد في سبيل الله تعالى”، مؤكّـدًا أن “التضحية بالنفس هي من أعظم مظاهر العبودية الصادقة لله سبحانه”.

ويشير إلى أن “إحياء هذه الذكرى في وعي المؤمنين والمجتمع اليمني والإسلامي بشكل عام يشكل ضمانة للأُمَّـة من كُـلّ التهديدات والمخاوف التي يتحَرّك بها الأعداء للهيمنة على الأُمَّــة والسيطرة عليها”، مشدّدًا على أن “المرحلةَ والتحديات التي تمر بها الأُمَّــة العربية والإسلامية يوجبُ عليها أن تعودَ عودةً قويةً وصادقةً للجهاد في سبيل الله تعالى والتثقف بثقافة الشهادة والتضحية؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين والمقدسات الإسلامية ولا سيما المظلومين في غزة وجنوب لبنان، والمسجد الأقصى والقدس الشريف”.

ويقول إن “من أعظم الشواهد على أهميّة هذه الذكرى هي ما وصل إليه أبناء شعبنا اليمني العظيم من مواقفَ مشرِّفة وعظيمة في نصرة فلسطين ولبنان”، معتبرًا كُـلّ ذلك “لم يكن ليتحقّق لولا ثقافة الجهاد في سبيل الله والاستعداد الكامل للتضحية بالنفس والمال”.

ويضيف أن من أهم الدروس المستفادة من هذه الذكرى العظيمة “أنه لولا ثقافة الجهاد في سبيل الله وتضحيات الشهداء لما تحقّق لنا النصر والحرية والاستقلال وما وصلنا إلى المواقف المشرفة في نصرة فلسطين ولبنان ولما وقفنا الوقفة القوية في وجه الاستكبار العالمي المتمثل في الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل”.

ويتابع القول: “ضمن الاستفادة من هذه الذكرى أن نحافظَ على دماء الشهداء الزكية التي أثمرت عزةً ونصرًا وحريةً واستقلالًا؛ بالسير في طريق الجهاد والتضحية بالنفس والمال والولد في سبيل الله تعالى والمستضعفين.

وكذلك في هذه الذكرى يجب علينا أن نتحمل المسؤولية في رعاية أسر الشهداء وتربية أبنائهم تربيةً إيمانية وجهادية؛ لأَنَّهم أمانة الشهداء لدينا”.

ويرى أن من أهم ما تستفيد الأُمَّــة من إحياء مثل هذه المناسبة العظيمة أن تتذكرَ تضحيات الشهداء القادة وكل المجاهدين في خط الحق وتستلهمَ منهم الصمودَ والعزةَ والكرامة والثبات على ما ضحوا مِن أجلِه حتى يتحقّقَ الوعد الإلهي بالنصر الكامل على أئمة الكفر وتحرير المسجد الأقصى بإذن الله تعالى.