الخبر وما وراء الخبر

استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن.. الرسائل والتداعيات

10

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

16 نوفمبر 2024مـ 14 جماد الاول 1446هـ

تقرير || أحمد داود

تمضي القوات المسلحة اليمنية في توجيه الصفعات المؤلمة للعدو الأمريكي غير مكترثة لأي رئيس يتربع على عرش البيت الأبيض سواء كان “بايدن” أو “ترامب”.

الشرط الحقيقي لإيقاف هذه العمليات هو ما تعلنه القوات المسلحة باستمرار في بياناتها، والمتمثل في إيقاف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة، وأضيف إليه مؤخراً “وإيقاف العدوان على لبنان”، وبدون ذلك سيظل اليمن محافظاً على موقفه الثابت والمبدئي في مساندة غزة ولبنان حتى الانتصار.

يجب الإشارة هنا، إلى أن اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي تجرأ على استهداف حاملات الطائرات الأمريكية في البحار منذ توقف الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، حيث دأبت واشنطن على تحريك قطعها الحربية لاستفزاز الدول المعادية على مدى عقود متعاقبة، دون أن تتمكن أي دولة من إطلاق رصاصة واحدة على هذه القطع الحربية، بما فيها الصين وروسيا، لأن أمريكا توحي للآخرين بأن أي اعتداء على حاملات الطائرات يعني الدخول في حرب نووية.

ما يميز عملية الثلاثاء التي استهدفت من خلالها القوات المسلحة اليمنية حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن أنها جاءت من حيث التوقيت أثناء محاولة الأعداء الأمريكيين تنفيذ عدوان جوي واسع على بلادنا، فكانت عملية استباقية أحبطت هذا المخطط الأمريكي، وشكلت له حالة من القلق والتخبط، كما أنها جاءت في ظل فترة انتقالية تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستعد الخرف “بايدن” لمغادرة البيت الأبيض، حاملاً معه سجلاً مليئاً بالإجرام، ليخلفه النرجسي “ترامب” الذي يستعد للاستمرار في الإجرام الأمريكي بالمنطقة، وبغرور وكبر لا مثيل له.

هذه العملية أوصلت رسالة للعدو الأمريكي أن اليمن لا يأبه بأي رئيس، ولا بأي طاغية، وهو ما أكد عليه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- الخميس الماضي، حين قال:” لا ترامب ولا بايدن ولا أي مجرم في العالم سيثني شعبنا عن موقفه المناصر لفلسطين”، مشيراً إلى أن الشعب اليمني سيواصل التصعيد بكل ما يمتلك ويسعى لما هو أعظم وأكبر وأقوى.

أما من حيث المكان، فإن العملية استهدفت “لينكولن” في البحر العربي، وليس البحر الأحمر الذي سبق لقواتنا المسلحة أن استهدفت فيه حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور”، وأجبرتها على الهروب والمغادرة، ما يعني أن البحر الأحمر بات تحت القبضة اليمنية، وأن القوات الأمريكية فضلت عدم المغامرة بإدخال الحاملة “لينكولن” إلى البحر الأحمر، لتوجيه ضربات على اليمن مساندة “لإسرائيل”، معتقدة أن القدرات اليمنية لن تصل إليها، فجاءت العملية؛ لتؤكد للعدو الأمريكي أن القوات اليمنية تمتلك العديد من المفاجآت والقدرات المتطورة، وأنها ستستهدف كل من يفكر بالعدوان على اليمن حتى وإن كانت القطع الحربية الأمريكية التي ترعب من خلالها العالم.

من الناحية القانونية أو المشروعية، فهذا الاستهداف ليس اعتباطاً، أو اعتداء بدون مبرر، فهو جاء في سياق الدفاع عن النفس، حيث كانت أمريكا ومن خلال هذه الحاملة تقوم بالعدوان على اليمن، وتنفذ عدة غارات على المحافظات اليمنية، وتنتهك السيادة اليمنية، بل أنها كانت تحضر لعدوان أوسع وأشمل، ولذلك فإن اليمن وقواته المسلحة لهم كافة الحق في الدفاع عن اليمن وسيادته ضد أي عدوان أو اعتداء من أي جهة تكون، وهو حق مكفول ومشروع من كافة النواحي الإنسانية والدينية والأخلاقية.

ماذا بعد؟

تعتبر حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس أبراهام لينكولن” من أكبر الحاملات وأضخمها في العالم، وقد شاركت في عملية عاصفة الصحراء، وغزو العراق وأفغانستان، وهي مزودة بأكثر من 90 طائرة مقاتلة ومروحية، وتتجاوز سرعتها 30 عقدة بحرية، ودخلت الخدمة عام 1989م، ويبلغ عدد طاقمها البحري نحو 6000 آلاف بحار، كما يوجد بها ثلاث قاذفات صواريخ سبارو، وكل قاذف به ثمانية صواريخ، وهي كذلك تعمل بمحرك نووي.

ستحاول الإدارة الأمريكية الإنكار، وعدم الاعتراف بمهاجمة القوات اليمنية لحاملات الطائرات سواء السابقة “ايزنهاور” أو “لينكولن”، لأن ذلك يمثل فضيحة كبرى لها، وحرجاً لا مثيل له، لكنها في السياق أقرت بالهجوم على مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر، وقال البنتاغون في بيان له:” الحوثيون هاجموا المدمرتين بثمان طائرات مسيرة على الأقل وخمس صواريخ باليستية وثلاثة صواريخ كروز”، مؤكداً: “ستكون هناك عواقب على هجمات الحوثيين غير القانونية والمتهورة”.

ومن خلال البيان تتضح نية العدو الأمريكي في التصعيد، وفي الوقت ذاته يكشف عن مدى الوجع الكبير الذي لاقوه من خلال عملية الثلاثاء التي استمرت لثمان ساعات، فحاملة الطائرات بالنسبة لأمريكا هي العصا الغليظة التي تحتل بها الأوطان، وترتكب بحق أهلها المذابح، وأكبر شاهد على ذلك عندما كانت المؤثر الأكبر في احتلال العراق وأفغانستان والتنكيل بالسودان والصومال ومعظم البلدان، لكن المعجزة أن اليمن كسرت هذه العصا وأحرقت صيتها في العالم، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال التقارير المتواصلة في الصحافة الغربية والتي تؤكد أن اليمن أنهت عهد حاملات الطائرات.

باعتقادي أن العدو الأمريكي سيلجأ إلى شن غارات مكثفة على العاصمة وبقية المحافظات لحفظ ماء الوجه، لكنها بطبيعة الحال وكما هو معلوم للجميع لن يكون لها أي تأثير على الإطلاق.

لكن ما يخشاه الأمريكيون أن التصعيد على اليمن، لن يكون مفروشاً بالورود، فاليمن لا يقبل الضيم، ولا يسكت على الباطل، وسيقابل التصعيد بالتصعيد، وهو ما تؤكده القيادة الثورية والسياسية والحشود المليونية التي تخرج يوم الجمعة من كل أسبوع، ولذلك، فطالما هناك تصعيد، فهذا يعني أن اليمن سيجابه ذلك بالمزيد من استهداف القطع والبوارج والمدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية، ومن يدري فقد يكون بحوزة الجيش اليمني أسلحة تستطيع اغراق هذه الحاملات وتدميرها، وحينها ستكون الفاضحة الماحقة بحق الولايات المتحدة الأمريكية.

نقلاً عن موقع أنصار الله